تشعر بعض النساء أن حياتهن سلسلة متصلة من المواقف الصعبة، وأنهن دائمًا الطرف الذي يدفع الثمن، سواء بسبب ضغوط مادية، أو ظروف اجتماعية، أو أحداث خارجة عن إرادتهن، وهذا الإحساس المستمر بدور الضحية، قد يسرق من المرأة قدرتها على الاستمتاع بالحياة، ويجعلها عالقة في دائرة الإحباط والرفض، ولذلك نوضح في السطور التالية أهم النصائح التي تساعدك في التحرر من تلك القيود.
ومن جهتها قالت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس الاجتماعي، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن التحرر من دور الضحية، يبدأ أولًا من إعادة فهم الذات والتمييز بين التضحية كقيمة إنسانية سامية والاستسلام لها كحالة نفسية سلبية، حيث أن المرأة التي ترى نفسها ضحية في كل موقف، غالبًا لا تدرك حقوقها أو لا تمارسها، وقد تكون تأثرت بنماذج سابقة في أسرتها، مثل معاناة والدتها كثيرًا في حياتها، مما رسخ لديها قناعة بحتمية دفع الثمن، وهنا يصبح البعد الثقافي مهمًا للغاية لفهم الأمر، لأن هناك فرقًا جوهريًا بين أن تكون المرأة مضحية بإرادتها لبناء أسرة أو حياة أفضل، وبين أن تعيش أسيرة إحساس الاضطهاد والظلم المستمر.
واضافت، أن التضحية في معناها الصحيح هي فعل واعي، يختاره الإنسان من أجل هدف نبيل، مثل تربية الأبناء أو بناء أسرة مستقرة، وهي ليست حالة دائمة، بل مرحلة مؤقتة قد تمر بها المرأة في بدايات حياتها الزوجية أو العملية، حتى تصل مع شريك حياتها أو أسرتها إلى وضع أفضل، أما الشعور المستمر بأنها ضحية، فهو على العكس، بل يعد موقف نفسي سلبي، لأنه يعني الرفض التام لأي جهد أو تعب، وعدم تقبل فكرة الصبر من أجل الوصول إلى نتيجة إيجابية مستقبلًا، وهذا الإحساس يسلبها الرضا، ويجعلها ترى أي عطاء أو مجهود كأنه استنزاف بلا مقابل.
وأشارت، أن الأجيال السابقة كانت أكثر وعيًا بقيمة التضحية، حيث كانت الأمهات يبذلن جهدًا كبيرًا في تربية الأبناء وبناء البيت، وهن يشعرن بالفخر، حين يرين ثمار هذا الجهد في نجاح أولادهن واستقرار حياتهم، أما اليوم، فقد تغيرت الثقافة، وظهرت أجيال تدعو لرفض أي تعب أو تضحية، وهو ما يحتاج إلى وعي أكبر للتمييز بين التضحية البناءة وبين الاستسلام لدور الضحية.
وقدمت أستاذ علم النفس الاجتماعي، بعض النصائح التي تساعد المرأة في التخلص من دور الضحية، ومنها ما يلي:
-ضعي خطة لحياتك توازن بين العطاء لنفسك ولأسرتك، فلا يطغى جانب على الآخر.
-تذكري أن التضحية الحقيقية تعطيك قوة ورضا داخلي، بينما الشعور بالضحية يسلبك الثقة والسعادة.
-إذا علمتك تجاربك السابقة أن النجاح بعيد المنال، فأحط نفسك بعبارات إيجابية وقصص أشخاص تغلبوا على الصعاب لتغيير حياتهم، وسوف يساعدك ذلك على تطوير ثقتك بنفسك وتذكر أن حياتك بين يديك.