لم يعد «السكوتر» أداة للترفيه تجذب الأطفال والمراهقين، لكنه تحول لوسيلة مواصلات أسرع من المركبات التقليدية، ما جعله عنصرًا مفضلًا للتنقل بين الشباب والكبار، بسبب سهولة استخدامه عبر التطبيقات الرقمية، وأيضًا كأقل تكلفة سعرية، فى ظل تسارع ارتفاع ثمن وسائل النقل، ومواجهة غلاء أسعار المحروقات.
الدكتور محمد عسكر، خبير نظم المعلومات والأمن السيبرانى والذكاء الاصطناعى، أكد أن «الفترة الأخيرة شهدت انتشار السكوتر كوسيلة للمواصلات وليس أداة ترفيهية فى العالم أجمع، وفى مصر بدأت التجربة فى الانتشار وتحديدًا بين الشباب»، مشيرًا إلى أن «السكوتر» يندرج ضمن مجالات النقل الذكى، كأحد أبرز مظاهر التحول الرقمى فى مجال النقل والمواصلات.
وبات هناك توسع فى عدد التطبيقات التكنولوجية التى تتيح إيجار السكوتر كوسيلة مواصلات صديقة للبيئة ورخيصة الثمن وتقلل الازدحام المرورى، حسبما أفاد «عسكر»، الذى أشار إلى توسع الشركات الخاصة فى هذا القطاع، الذى ينتشر بكثافة فى تلك المناطق التى تتمتع ببنية أساسية جيدة مثل أحياء «وسط البلد، الدقى، الزمالك، التجمع، الشيخ زايد، وأكتوبر» كذلك فى المناطق القريبة من الجامعات والمعاهد التعليمية.
ونوه «عسكر» بأن التطبيقات الذكية تحدد الأماكن التى يتوافر فيها السكوتر، وتوضح المسارات المسموح السير فيها والأخرى غير المسموح بها، كما تحدد سعر الاستخدام عبر المسافة التى يسلكها العميل، وهو ما يتم تحديده عبر التكنولوجيا المستخدمة، كذلك تتيح تلك التطبيقات الرقمية، معرفة الطرق المزدحمة مروريًا، بغرض تقليل الكثافات المرورية، لافتًا إلى أن السكوتر من شأنه منع الانبعاثات الكربونية الملوثة للبيئة، كونه يقلل الاعتماد على السيارات التقليدية والانبعاثات التى تحدث منها.
«انتشار السكوتر خطوة نحو نشر ثقافة «النقل الذكى»، كما أشار الدكتور محمد عسكر، مضيفًا: «لا يلزم أن يمتلك الشخص هذه المركبة التنقلية، ولكن يكفى أن يتم استخدامها مقابل دفع تكلفة الاستخدام عبر التطبيقات التكنولوجية، وبالفعل هناك توسع لشركات النقل الذكى التى لديها تطبيقات النقل الرقمية، موضحًا أن تطبيقات السكوتر تشمل كافة أنواع المواصلات، سواء سيارات أو موتوسيكلات أو حتى أوتوبيسات، عليك فقط أن تحدد نوع المركبة عبر التطبيق الذكى، ثم استخدامها كوسيلة مواصلات، بكل سهولة ويسر.
وتابع: «السكوتر» انتشر منذ فترة فى القارة الأوروبية كوسيلة للمواصلات، ويتم الاعتماد عليه بكثافة كبيرة، فى إطار رؤية الدول لتقليل الانبعاثات الكربونية، خاصة أنه وسيلة مواصلات صديقة للبيئة، كذا أسهل فى القيادة من الدراجات الهوائية.
واختتم «عسكر»، حديثه، موضحًا أن التوسع فى تطبيقات النقل الذكى ومنها السكوتر أمر صحى وسليم، يوفر التكلفة ويقلل الازدحامات المرورية ويحافظ على البيئة ويتماشى مع المدن الذكية، والتنمية المستدامة، بما يساعد الدولة فى توفير وسائل نقل اقتصادية وصديقة للبيئة داخل المدن، لكن هذا التوسع فى الوقت ذاته يتطلب تشريعات منظمة لعمل وسائل النقل الذكية، للحد من حوادث السير أو سوء الاستخدام، مطالبًا بتوفير بنية تحتية ومسارات خاصة لسير السكوتر، خصوصًا أن بعض الطرق فى المدن والمناطق القديمة غير مؤهلة له