رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

عباقرة «مصر للطيران»


19-12-2025 | 13:52

.

طباعة
بقلم: محمد الحنفى

ها هى شركتنا الوطنية العملاقة «مصر للطيران» تواصل نجاحاتها وإنجازاتها التاريخية، بإضافة إنجاز جديد إلى سجلاتها.. إنجاز جعلها محط أنظار وحديث العالم طوال الأيام الماضية، الأمر الذى أثلج صدورنا، وأشعرنا بالمزيد من الفخر والاعتزاز بعبقرية رجال هذه الشركة التى تعيش الآن عصراً ذهبياً من التقدم والازدهار.

 

لم تكتف شركة مصر للطيران بقيادة الطيار أحمد عادل بما حققت من إنجازات غير مسبوقة، جعلتها تقفز إلى المركز الـ68 ضمن قائمة أفضل 100 شركة طيران على مستوى العالم من أصل أكثر من 325 شركة، متقدمةً 20 مركزًا عن ترتيبها فى العام الماضي، أو بفوزها بجائزة أفضل شركة طيران فى إفريقيا من حيث الخدمات المقدمة للركاب فى عام 2025، بصفتها أكثر شركة طيران تطورًا فى إفريقيا (للعام الثانى على التوالي) من جهة، ولأنها تضم أفضل طاقم ضيافة، وتقدم أفضل وجبات على الدرجة السياحية من جهة أخرى، بحسب تصنيف مؤسسة Skytrax العالمية، التى تعد من أهم الجهات المقيّمة لأداء شركات الطيران على مستوى العالم، وفق معايير دقيقة على رأسها تجربة المسافرين وجودة الخدمات المقدمة لهم.

هذه الجائزة التى تعد سابقة أولى مشرفة فى سجل الطيران المدنى المصري، جسدت بشكل كبير نجاح «مصر للطيران» ورسخت مكانتها كواحدة من أبرز شركات هذا المجال فى القارة الإفريقية، وأثبتت قدرتها على المنافسة بقوة الأداء واحترافية التشغيل، فضلاً عن أنها جاءت دلالة واضحة على التقدم الكبير الذى حققته بمستوى الخدمات المتميزة وكفاءتها العالية فى خدمة عملائها المسافرين على متن طائراتها!.

وفى الأسبوع الماضى واصلت «مصر للطيران» نجاحاتها بتحقيق إنجاز وصفه مسئول الدعم الفنى والصيانة بشركة «إيرباص» الأمريكية بـ«التاريخي» وهو وصف لو تعلمون عظيم، حين واجهت طائرات إيرباص من طراز A320 تحديات لوجستية أدت إلى تأخيرات فى رحلاتها خلال الأسابيع الماضية، إثر حدوث خلل أو عطل خطير تبيّن أنه متعلق ببرنامج الكمبيوتر الخاص بزاوية مقدمة الطائرة (ELAC).

هذا الخلل الخطير دعا شركة «إيرباص» التى تمتلك حوالى 39 فى المائة من إجمالى عدد الطائرات المدنية التجارية حول العالم، ويبلغ عددها 35 ألف طائرة، إلى استدعاء أكثر من ستة آلاف طائرة من أسطول A320، وهو واحد من أكبر الاستدعاءات الفنية بتاريخ إيرباص، مما تسبب فى حدوث ارتباك حركة الطيران في معظم الشركات وتأجيل كثير من رحلاتها.

 لكن الأمر بدا مختلفاً فى مصر للطيران، إذ كان لرجالها العباقرة رأى آخر، لم يلبوا استدعاءات الشركة المنتجة بل تحركت فرقهم المختصة بالصيانة والهندسة والبرمجيات بسرعة فائقة، وتمكنت بالفعل من فحص أسطول طائرات A320 البالغ عدده 15 طائرة بالكامل وتنفيذ تحديثات فنية عاجلة على أحد برمجياتها التى واجهت عطلاً تقنيًّا، فى زمن قياسى استغرق 8 ساعات فقط، بمتوسط 3 ساعات للطائرة، دون أن تتأثر رحلة طيران واحدة بعمليات الصيانة، وهنا تجلت عبقرية المصريين فى الوقت الذى عجز فيه خبراء الصيانة والبرمجيات فى معظم الدول عن حل تلك المشكلة الصعبة!.

وامتناناً منها لهذا الأداء الاحترافى المبهر بعثت شركة إيرباص برسالة رسمية إلى شركة مصر للطيران، أعربت فيها عن شكرها و«تقديرها العميق» للتعاون وسرعة الاستجابة من الفرق الفنية والهندسية المصرية العبقرية خلال الأزمة، وأكدت أن أداءهم كان «نموذجياً» مما ساهم فى الوصول إلى حل سريع لذلك الخلل الخطير.

أما سيمون كونج، مدير الدعم الفنى بشركة إيرباص، فقد سارع إلى استبدال صورة غلاف حسابه عبر تطبيق «لينكد إن» بصورة لطائرة مصر للطيران احتفالاً بالنجاح المصري، الذى وصفه بـ«الإنجاز التاريخي» خلال أزمة فنية عالمية طارئة تعرضت لها آلاف الطائرات من طراز Airbus A320.

لا شك أن هذا التميز ليس بغريب على رجال مصر للطيران بل تؤكده قراءة سريعة لمسيرة الشركة خلال السنوات القليلة الماضية، هذه الشركة التى احتفلت بعيدها الـ93 فى العاشر من شهر مايو الماضي، والتى تمتلك 80 طائرة عملاقة ــ نجحت فى نقل أكثر من 10 ملايين راكب فى عام 2024، ومؤخراً أضافت الشركة إلى شبكة خطوطها رحلات جوية جديدة مباشرة إلى مدينتى الطائف وتبوك بالمملكة العربية السعودية، والفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والعاصمة الصومالية مقديشيو، والعاصمة الكوت ديفوارية أبيدجان، وجيبوتي، ومصراته الليبية، ناهيك عن إطلاق رحلات جوية إلى كل من زيوريخ، والعاصمة التشيكية براغ، والعاصمة البرتغالية لشبونة، كما تخطط الشركة لضم 28 طائرة جديدة إلى أسطولها خلال العامين القادمين.

وفى إطار مواكبتها للتحول الرقمى أطلقت مصر للطيران خدمة جديدة لتتبع حقائب الركاب إلكترونيًا على جميع رحلاتها، فضلاً عن امتلاكها رؤية مستقبلية واعدة تعكس حرصها على تعزيز مكانتها كشركة طيران رائدة فى المنطقة والعالم، وكذلك تقديم خدمات مبتكرة لعملائها الذين تتزايد أعدادهم يوماً بعد يوم.

إن الطفرة الكبيرة فى أداء شركة مصر للطيران ليست إلا جزءًا من نجاح محمود، وانعكاساً لتطور ملحوظ يشهده قطاع الطيران المدنى ومطاراته التى استقبلت 21.8 مليون راكب فى الـ10 أشهر الماضية بارتفاع بلغ 17 فى المائة فى عدد الركاب، و15 فى المائة فى عدد الرحلات الجوية عن عام 2024، بما يعكس نمواً مستمراً فى هذا القطاع بقيادة الوزير الدكتور سامح الحفني، الذى وعد بمستقبل أكثر إشراقاً عندما ينتهى العمل بمبنى الركاب العملاق رقم 4 بمطار القاهرة الدولي، باعتباره أحد المشروعات الاستراتيجية الضخمة التى يوليها الرئيس عبدالفتاح السيسى عناية فائقة.

هذا المبنى الذى تبلغ طاقته الاستيعابية 30 مليون راكب، بما يرفع الطاقة الإجمالية للمطار إلى أكثر من 60 مليون راكب سنويًا، ونقل مليون طن من البضائع، سيعتمد على آخر ما وصلت إليه التقنيات الذكية، من خلال منظومة تشغيل متطورة، تشمل أحدث النظم فى مجالات الملاحة الجوية، والعمليات الأرضية، وإدارة المباني، وفق المعايير العالمية، بما يجعله من أكثر مبانى الركاب تطورًا على مستوى العالم، ويتيح تقديم تجربة سفر استثنائية ومتكاملة تستهدف الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة لملايين المسافرين.

ومن دواعى السرور أن تنفيذ مبنى الركاب الجديد رقم 4 الذى يستغرق إنشاؤه 4 سنوات تقريباً، يتم بتمويل ذاتى من الشركة القابضة للمطارات والشركات التابعة، بتكلفة تقديرية تصل إلى 3.5 مليار دولار.

كل التحية لعباقرة مصر للطيران على إنجازهم التاريخى الجديد والكتابة عنهم واجب علينا وحق لهم.

 
 
 
 
    كلمات البحث
  • مصر
  • للطيران
  • إنجاز
  • حديث
  • العالم