«تصنيع الورق محليًا من مخلفات قصب السكر».. خطوة جديدة أعلنت عنها وزارة التموين والتجارة الداخلية، والتى تأتى فى إطار العمل على زيادة الإنتاج المحلى من الورق، وتحقيقا لرؤية مصر 2030 للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وفى هذا الإطار أجرت «التموين» مباحثات بشأن تعظيم الشراكة الاستراتيجية مع القطاع الخاص من خلال إمكانية تنفيذ مشروع صناعى لإنتاج لب الورق من مخلفات مصانع قصب السكر «البجاس» لدعم الصناعات الوطنية ذات القيمة المضافة، الأمر الذى لاقى استحسان العاملين بقطاع الورق الذين أكدوا أهمية تلك الخطوة فى تقليل معدلات الاستيراد من الخارج ومساهمتها فى تحسين جودة المنتج محليا.
وقد أعرب عادل علام، رئيس مجلس إدارة شركة علام جروب عن استعداد الشركة للتعاون مع وزارة التموين فى هذا المشروع الصناعى، حيث تقتصر المرحلة الحالية على الدراسات الفنية والاقتصادية للمشروع، تمهيدا لاتخاذ الخطوات التنفيذية خلال الفترة القادمة.
«التصنيع المحلى»، يهدف أيضا لتقليل الفجوة بين الإنتاج المحلى والاستهلاك من الورق، فمصر تستهلك ما يقرب من 400 إلى 450 ألف طن سنويا ويتم استيراد نحو 65 فى المائة منها ويقتصر الإنتاج المحلى على 35 فى المائة، وهناك نقص خاص فى ورق الطباعة والكتابة وورق الصحف.
وتعقيبا على هذا التوجه، أوضح مصطفى عبيد، نائب رئيس شعبة الورق باتحاد الصناعات سابقا، أن «استعمال مخلفات قصب السكر «مصاصة قصب السكر» لإنتاج لب الورق موجود فى مصر داخل مصنعين كبيرين بقوص وإدفو لصناعة ورق كتابة وطباعة، وهى مصانع حكومية، لكن خطة وزارة التموين هى التوسع فى هذا التوجه بما يسهم فى زيادة تلك النوعية من الورق محليًا».
«عبيد»، أضاف: أن تلك النوعية من الورق ستكون درجة ثانية، فمصاصة قصب السكر أليافها قصيرة، أما ورق الدرجة الأولى من الأشجار والحلفا فأليافه طويلة وأعلى جودة، لكن الورق المنتج من قصب السكر له استخدامات عديدة فى طباعة الكتب والكشاكيل، لكن تضاف له نسبة من اللب المستورد لرفع جودته.
كما أكد أن «القطاع الخاص المصرى قادر على المنافسة ينتج أكثر من 3 ملايين طن ورق سنويا، وهناك ما يزيد على 120 مصنعا، فصناعة الورق من الصناعات الثقيلة التى نتحرك فيها بشكل جيد لكن تواجهها بعض العقبات ومنها المواد الخام، فلدينا مصنّعون فقط لإنتاج الورق من مخلفات قصب السكر، وبقية المصانع تعتمد على ورق الدشت، وبالتالى التوسع فى مصانع تحويل مخلفات قصب السكر إلى لب الورق توجه رائع من شأنه تقليل الاستيراد من الخارج وتوفير العملة الصعبة وبالتبعية انخفاض سعر الورق محليًا وتحسن جودته أفضل من ورق الدشت، لكن المهم الحفاظ على المساحات المزروعة من قصب السكر وعدم تقليصها، هذا إلى جانب ضرورة التوسع فى مشاركة القطاع الخاص مع وزارة التموين ومصانع قصب السكر الخاص بها فى هذا المشروع».