رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

رغم التصعيد فى فنزويلا.. هبوط أسعار النفط فى الأسواق العالمية


20-12-2025 | 11:37

.

طباعة
تقرير: سلمى أمجد

سجلت أسعار النفط خسائر أسبوعية بنسبة 4 فى المائة، حيث طغى فائض المعروض وإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا على المخاوف بشأن أى تأثير محتمل على الأسواق إثر احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، والتهديدات بتكرار ذلك، وضرب أوكرانيا لناقلة نفط روسية فى البحر الأسود. واستقرت العقود الآجلة لخام برنت على انخفاض قدره 16 سنتًا عند 61.12 دولار للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى بمقدار 16 سنتًا أيضًا إلى 44.57 دولار.

ويُعد استيلاء الولايات المتحدة على ناقلة النفط «سكيبر»، التى كانت تحمل نحو 1.8 مليون برميل من خام ميرى الثقيل الفنزويلى، أول عملية احتجاز أمريكية لشحنة نفط فنزويلية منذ فرض العقوبات عام 2019، ما يمثل تصعيدًا حادًا بين إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الفنزويلى نيكولاس مادورو، وقد أعلنت الولايات المتحدة عزمها على اعتراض المزيد من السفن الفنزويلية الخاضعة للعقوبات ما تسبب فى توقف حركة ناقلات النفط من وإلى السواحل الفنزويلية تقريبًا، وفقًا لما أفادت به شبكة «رويترز» للأنباء.

وتشير التقارير إلى انخفاض حاد فى صادرات النفط الفنزويلية منذ أن استولت الولايات المتحدة على ناقلة النفط وفرضت عقوبات جديدة على شركات الشحن والسفن التى تتعامل مع كاراكاس، وصرح فرانسيسكو رودريجيز، الخبير الاقتصادى الفنزويلى فى جامعة دنفر، بأن استمرار سياسة المصادرة سيؤدى إلى «انخفاض حاد فى قدرة فنزويلا على الاستيراد، ما سيدفع البلاد إلى ركود اقتصادى جديد».

تمتلك فنزويلا أكبر احتياطيات نفط مؤكدة فى العالم تقدر بأكثر من 300 مليون برميل، وتصدر نحو 952 ألف برميل يوميًا من النفط الخام والوقود، ويتم إرسال نحو 80 فى المائة من تلك الشحنات إلى الصين. ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين كاراكاس وواشنطن، اتجهت أسعار النفط للارتفاع خوفًا من تعطل الإمدادات، لكنها سرعان ما عادت مرة أخرى للتراجع فى ظل تزايد نزعة تجنب المخاطر فى أسواق الأسهم العالمية، والتوقعات الحذرة بشأن آفاق الطلب، وتقييمات السوق التى تشير إلى أن العرض سيظل مرتفعًا. فى الوقت نفسه، أسهمت التوقعات باستمرار السياسة النقدية المتشددة فى الولايات المتحدة فى تهيئة الظروف لارتفاع قيمة الدولار، ما زاد الضغط على سوق النفط، فضلًا عن إحراز المفاوضات تقدما كبيرا نحو حل النزاع الأوكرانى.

من جانبها، أبقت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، فى تقريرها الشهرى، على توقعاتها بنمو الطلب العالمى على النفط خلال عامى 2025 و2026 دون تغيير، مؤكدة استمرار زخم الطلب، مقابل زيادة محدودة فى الإمدادات، ما يشير إلى استمرار التوازن فى السوق خلال الفترة المقبلة.

كما حافظت المنظمة على توقعاتها لنمو الطلب العالمى على النفط عند 3.1 مليون برميل يوميًا فى 2025، ليصل إلى متوسط 105.1 مليون برميل يوميًا. وفى عام 2026، من المتوقع أن ينمو الطلب بقدر 1.4 مليون برميل يوميًا، ليصل إلى متوسط 106.5 مليون برميل يوميًا، وتتناقض توقعات منظمة «أوبك» مع توقعات وكالة الطاقة الدولية التى أشارت فى تقريرها إلى أن المعروض العالمى من النفط سيتجاوز الطلب فى العام المقبل بنحو 3.84 مليون برميل يوميًا، أى ما يعادل أربعة فى المائة تقريبًا من الطلب العالمى.

 

من بريطانيا، قال الدكتور ممدوح سلامة، الخبير الدولى فى مجال النفط والطاقة، إن «أسعار النفط منخفضة إلى حد كبير بنسبة أكثر من 24 فى المائة من الحد الأدنى لسعر خام برنت الذى تحتاجه غالبية أعضاء منظمة أوبيك لموازنة ميزانيتها، وهناك مَن يقول إن سبب هذا التراجع هو أن السوق يتوقع تخمة من النفط خلال عام 2026، وهو ادعاء غير صحيح، بالعكس الطلب العالمى على النفط قوى وآخذ فى الازدياد، والدليل على ذلك أن الطلب العالمى نما بنسبة 1.3 مليون برميل هذا العام».

«سلامة»، توقع أن ينمو بنسبة 4.1 مليون برميل فى اليوم فى العام المقبل حتى يصل الطلب العالمى ككل إلى 106 ملايين برميل يوميًا. البعض الآخر يتحدث كذلك عن قرار منظمة «أوبك» الخاطئ برفع إنتاجها رغم أنها أخيرًا أوقفت هذا الرفع لفترة قصيرة.

وتابع: سبب تراجع الأسعار فى المقام الأول والأخير يعزى إلى التلاعب بسوق النفط العالمى من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، ووكالة الطاقة الدولية، وبعض تجار النفط لخفض الأسعار لصالح الاقتصاد الأمريكى عن طريق الادعاء الكاذب بارتفاع مخزون النفط الأمريكى، بينما يعلم العالم أن إنتاج النفط الصخرى الأمريكى قد بلغ ذروته عام 2023، ومنذ ذلك الحين وهو آخذ فى الانخفاض.

وعن تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، أوضح الخبير الدولى فى مجال النفط والطاقة، أن «الولايات المتحدة منذ فترة طويلة تريد السيطرة على ثروة فنزويلا النفطية، حيث تجلس فنزويلا على أكبر احتياطى للنفط فى العالم يصل إلى 304 مليارات برميل، سواء بالقوة أو عن طريق إحداث تغيير فى نظام الحكم بوضع رئيس موالٍ لأمريكا بدلًا من الرئيس الحالى نيكولاس مادورو. وإذا سيطرت أمريكا على فنزويلا ونفطها ستزداد قوة؛ لكن التأثير الأولى لن يكون كبيرًا على النفط لأن إنتاج فنزويلا من النفط فى الوقت الحاضر هو مليون برميل رغم قدرتها على إنتاج 3 ملايين برميل خلال السنوات الخمس القادمة إذا توفرت الاستثمارات الأجنبية لديها، وقد وجهت الصين إنذارًا للولايات المتحدة بأنها لن تقبل من قريب أو بعيد بأى عذر تعطيه لغزو فنزويلا؛ لأن الصين لها مصالح ضخمة فى فنزويلا خصوصًا أنها أعطت قروضًا بمئات المليارات لفنزويلا مقابل النفط».

وأشار «د. سلامة»، فى حديثه إلى أن ما يدعم الطلب العالمى للنفط هو نمو الاقتصاد العالمى المتوقع فى عام 2026، والذى سيكون بنسبة 3 فى المائة، وهى نسبة جيدة بالنسبة لاقتصاد العالم. فضلًا عن ازدياد الطلب الصينى للنفط، ونمو الصين الاقتصادى فى عام 2025 بنسبة 5 فى المائة، ومن المتوقع أن تحقق نسبة نمو مماثلة العام المقبل، مؤكدًا أن أساسيات سوق النفط قوية جدًا، واستمرار ضعف الأسعار سيزيد كثيرًا من الطلب العالمى على النفط، وقد يحدث انخفاض فى إمدادات النفط فى السوق خاصة أن الاستثمارات العالمية فى النفط، والغاز قد انخفضت خلال السنوات الماضية بنسبة 50 فى المائة، وذلك يعنى أننا مُقدمون على نقص فى إمدادات النفط ما بين عام 2026 و2027، وبالتالى قد يتراوح سعر النفط -على أقل تقدير– ما بين 70 لـ80 دولارا للبرميل الواحد لخام برنت.

أخبار الساعة