مع انتهاء موسم الامتحانات وحلول الإجازة الصيفية، يدخل المراهقون مرحلة من التمرد الحركي، بعد شهور من الضغط الدراسي والمذاكرة، ويبدأ الوالدين في مواجهة تحديات كبيرة لإدارة خروجات وسهرات الأبناء، خصوصًا مع تكرار عبارات مثل "احنا كبرنا"، أو "زمايلي كلهم بيسهروا"، وهي مقارنات شائعة في هذه المرحلة العمرية، ولذلك نستعرض في السطور التالية مع استشاري إرشاد أسري، كيفية إدارة الأسرة لفسح أولادهم في الاجازة دون صدام؟
ومن جهتها قالت الدكتورة منار عبد الفتاح عزب استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"،أن الصيف لدى المراهقين يعني طاقة متفجرة من الرغبة في الخروج، والسهر، والانطلاق، وهو أمر طبيعي تمامًا، لكن يتطلب من الأسرة أن تسبق أبناءها بخطوة ذكية في التخطيط والاحتواء دون فرض أو قمع، من خلال اتباع النصائح الاتية:

- أن تبدأ الأم استعداداتها للصيف من وقت الامتحانات، فتكون الإجازة فرصة للتقارب مع الأبناء بدلًا من الصدام، من خلال تنظيم برامج متوازنة تشمل كورسات أو أنشطة مفيدة مثل الاشتراك في صالات رياضية أو كورسات لغات أو برمجة، وخط أو رسم حسب ميولهم، وبعض الأنشطة الرياضية مثل السباحة أو كرة القدم، وإشراكهم في برامج لتنمية المهارات الحياتية.
-ضرورة فرض ضوابط مرنة، وفتح حوار دائم مع الأبناء دون تحكم فج، فعلى الأم أن تشعر أولادها وخاصة المراهقين أنها ليست ضد الفسح والتنزه مع الأصدقاء، ولكن يجب أن يتمتع بالمسئولية واحترام القواعد الأسرية للبيت.
-بمجرد بدء الإجازة الصيفية، من المهم أن تبدأ الفتاة بالمشاركة في إدارة شؤون المنزل، وتتعرف على نظام البيت، وتدير مصروفًا أسبوعيًا على سبيل التدريب، وليس الهدف هو فرض القيود، بل إعدادها لحياة مستقلة ومسؤولة في المستقبل، وكونها فتاة لا يعني أن تمنع من كل شيء، بل يجب أن تعرف الأم مع من تخرج، وإلى أين، وما طبيعة المكان الذي تقصده، ويسود بينهما حوار وثقة، إلى جانب رقابة غير مباشرة.
-بالنسبة للأولاد، فمن الضروري أن نمنحه مساحة من الحرية، ولكن ضمن ضوابط واضحة، فلا يسمح بالمبيت خارج المنزل دون علم مسبق، ولا بالخروج إلى أماكن يتعرف فيها على أشخاص غرباء دون أن يكون الوالدين على دراية، فبالرغم من أنه ليس طفلًا، لكنه لم يصبح مسؤولًا بالكامل بعد، لذا يجب أن تبقى الأم قريبة منه، دون أن يشعر بفرض سيطرة مباشرة.