رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

أول اختبار لخطة ترامب!


24-10-2025 | 16:24

.

طباعة
بقلـم: عبدالقادر شهيب

اجتازت خطة ترامب لوقف الحرب فى غزة أول اختبار لها كان يمكن أن يعصف بها.. فبعد أن خرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار واستهدفت بغاراتها عددًا من المواقع فى جنوب القطاع ألزمتها واشنطن بالعودة إلى ووقف إطلاق النار وفرضت عليها استئناف تدفق المساعدات لأهل غزة التى كانت الحكومة الإسرائيلية قد أوقفتها بضع ساعات! .
ولكن لا يوجد ضمان لتكرار هذا الاختبار مجددًا، لأن حكومة نتنياهو قبلت اتفاق وقف إطلاق النار مكرهة لما فرضته عليها إدارة ترامب من ضغوط، وهى تريد العودة للحرب مجددًا لأن ذلك يحقق لنتنياهو أهدافه الخاصة وهى الحصول على دعم اليمين الدينى المتطرف وحماية نفسه من محاكمات عديدة بعد اتهامه بالفساد ناهيك عن اتهامه بالتقصير فى حماية الإسرائيليين!.

رغبة نتنياهو للعودة للحرب مجددًا بدت واضحةً جدًا منذ أن تم الإفراج عن بقية المحتجزين الإسرائيليين الأحياء.. فقد صنع من جثامين المحتجزين الموتى أزمة أخذ ينفخ فيها حتى تكبر ليبرر بها العودة للحرب مجددًا، حينما قام بتأجيل فتح معبر رفح وتخفيض كميات المساعدات إلى النصف، وحينما ارتفع صوته عاليًا لتهديد حماس واتهامها بأنها تتباطأ فى تسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين الذين دفنوا تحت ركام ما دمرته قوات الاحتلال.. ثم وجد ضالته بما حدث فى منطقة تحت سيطرة قواته، حيث قتل ضابط وجندى بها، فقد سارع لاستثماره لخرق قرار وقف إطلاق النار واستأنف الغارات ضد جنوب القطاع.

غير أن واشنطن تجمع لديها معلومات تفيد عدم تورط حماس فى هذا الحادث وإنما قام به متمردون عليها كما قال ترامب، لذلك سارعت بإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار مجددًا بعد ثلاث ساعات فقط، وبذلك تجاوزت خطة ترامب فى غزة أول اختبار جاد لها كان يمكن أن يعصف بها رغم أن الحبر الذى وقع به الرئيس الأمريكى اتفاق غزة لم يجف بعد!.

لكن من ناحية أخرى لأن أمام خطة ترامب اختبارات عديدة أخرى، فإن أزمة جثامين الإسرائيليين المحتجزين مازالت قائمة ولا يبدو أنها ستجد حلاً عاجلاً لصعوبة العثور عليها وسط الدمار الهائل الذى تعرضت له غزة ورفض إسرائيل إدخال معدات ثقيلة لإزالةَ الركام، بل إن البعثة الفنية التركية التى ستساعد فى البحث عن الجثامين لم تسمح لها إسرائيل بدخول القطاع حتى الآن!.

كما أن المجموعات المتمردة على حماس مازالت موجودة بالقطاع والأغلب أنها لن تجد حلاً عاجلاً لها، وربما لذلك منح ترامب حماس مهلة لتستعيد الأمن فى القطاع، فضلاً عن أن إسرائيل خلال العامين الماضيين شجعت عناصر مسلحة ضد حماس.

وحتى لو تم تجاوز مشكلة جثامين المحتجزين الإسرائيليين ومشكلة العناصر المسلحة المتمردة، فإن ما بعد المرحلة الأولى توجد أكبر معضلات الاتفاق والمتمثلة فى تسليم حماس لسلاحها، رغم أن مصر طرحت تجميد هذا السلاح، أى عدم استخدامه، لأن حماس ربطت بين تسليم السلاح وبين أقلمة الدولة الفلسطينية.. وترامب ذاته يتبنى الموقف الإسرائيلى ويصر بدوره على تسليم حماس لسلاحها، وقد يعتبر عدم تسليم حماس السلاح رفضًا لخطته أو خرقًا لبنودها مما يسوغ لإسرائيل استئناف الحرب مجددًا!.

وبالتالى إذا كانت خطة ترامب قد تجاوزت اختبارًا صعبًا فإنها سوف تواجه اختبارات أخرى قادمة أصعب.. وكلها اختبارات تهددها بالنسف من قبل نتنياهو المتحفز للعودة للحرب سريعًا، أو تراجع ترامب عنها وفتور تحمسه لها، خاصة أنه متقلب المزاج، تارة يتحمس لأمور وتارة أخرى يفقد تحمسه لها ويعدل عنها.. وهذا ما حدث فعلاً مؤخرًا حينما التمس فى البداية العذر لحماس لتأخرها فى تسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين الموتى، وفيما بعد هدد حماس أنه بكلمة منه تستأنف إسرائيل الحرب إذا تلكأت فى تسليم الجثامين.

لذلك.. يتعين أن يظل الضغط العربى على ترامب مستمرًا ومتواصلاً حتى لا ينصاع لرغبة نتنياهو للعودة للحرب مجددًا فى قطاع غزة، وهى الرغبة التى أفصح عنها نتنياهو بجلاء بتأكيده أن الحرب مستمرة ولم تنته بعد وأنها سوف تستمر حتى تحقق إسرائيل كل أهدافها.. ومن المعروف أن آخر هذه الأهداف هو التخلص من أهل غزة، سواء بالقتل الجماعى أو بالتجويع الممنهج أو بالطرد خارج أراضيهم.

    كلمات البحث
  • خطة
  • ترامب
  • وقف
  • الحرب
  • غزة

الاكثر قراءة