رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

في ذكرى رحيله.. بروكنر صاحب السمفونيات التسع الخالدة

11-10-2025 | 03:54

أنطون بروكنر

طباعة
بيمن خليل

في مثل هذا اليوم، 11 أكتوبر من عام 1896، رحل عن عالمنا الموسيقار النمساوي أنطون بروكنر، أحد أبرز مؤلفي الموسيقى الكنسية والسمفونيات في القرن التاسع عشر، والذي ترك بصمة فريدة في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية.

نشأته وتعليمه الموسيقي

وُلد بروكنر في 4 سبتمبر 1824 في بلدة أنسفلدن قرب مدينة لينتس بالنمسا، ونشأ في بيئة ريفية متواضعة. تلقّى تعليمه الموسيقي الأول من والده، وبدأ العزف على آلة الأرغن في سن مبكرة. بعد وفاة والده، التحق بدير سانت فلوريان، حيث تأثّر بعظمة الموسيقى الكنسية والعمارة الباروكية، مما شكّل وجدانه الفني بعمق.

مسيرته المهنية

بدأ بروكنر حياته المهنية عازفًا للأرغن في دير سانت فلوريان عام 1849، ثم انتقل إلى مدينة لينتس عام 1856. في عام 1868، عُيّن عازف الأرغن في البلاط الملكي في فيينا، وأستاذًا في معهد فيينا للموسيقى.

تأثّر بروكنر بشدة بأعمال ريتشارد فاجنر، لكنه حافظ على طابعه الخاص الذي يجمع بين الروحانية العميقة والصرامة الكلاسيكية.

أبرز أعماله الموسيقية

ألّف بروكنر تسع سمفونيات ضخمة بين عامي 1866 و1896، تُعرف بطولها وتعقيدها الهارموني الفريد. من أشهر أعماله:

السمفونية السابعة (1884)  – التي جلبت له شهرة واسعة في أوروبا

Te Deum  – عمل ديني مهيب ومؤثر

Requiem Mass  – أول أعماله الباقية، كتبها عام 1849

كما ألّف العديد من المقطوعات للأرغن والجوقات، معظمها باللغة اللاتينية وذات طابع ديني مقدس.

شخصيته وتقييم النقاد

كان بروكنر شخصية متواضعة ومنعزلة، شديد التديّن، ومخلصًا لفنه بصدق مطلق. واجه انتقادات من بعض النقاد المحافظين بسبب تأثره بفاجنر، لكنه نال إعجاب موسيقيين كبار مثل جوستاف مالر.

وصفه الناقد الموسيقي هانس فون بولو بأنه "نصف عبقري ونصف ساذج"، في إشارة إلى التناقض الواضح بين بساطته الشخصية وعمق موسيقاه الاستثنائي.

وفاته وإرثه

تُوفي أنطون بروكنر في فيينا عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد أن ترك إرثًا موسيقيًا غنيًا يُعدّ من ركائز الرومانسية النمساوية الألمانية. لم تكتمل سمفونيته التاسعة عند وفاته، لكنها تُعدّ من أعظم أعماله وأكثرها تأثيرًا في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية.

أخبار الساعة