منذ اللحظة الأولى لاختياره محافظًا لواحدة من أكبر محافظات الجنوب، محافظة أسيوط، أدرك اللواء هشام أبو النصر، أن الأمر «تكليف وليس تشريفًا»، وأنه يحتاج إلى بذل الكثير من الجهود البدنية والذهنية من أجل الارتقاء بها وإحداث تنمية شاملة فى العديد من المجالات، سواء فى ملف البنية التحتية والتنمية أو التعليم والشباب أو الصحة والخدمات أو الزراعة والقرى أو الاستثمار والسياحة أو المجتمع والمواطن الأسيوطى بشكل عام.
اللواء الدكتور «هشام أبو النصر»، محافظ أسيوط، التقته «المصوّر»، مؤخرًا فى لقاء اتسم بـ«المكاشفة»، فالمحافظ الذى يبدو أنه أدرك من الوهلة الأولى «تحديات المنصب»، التزم بـ«لغة الأرقام والإنجازات»، ولم يحاول اتباع مبدأ «التصريحات»، سواء فى حديثه عما أُنجز فى أسيوط، أو الصعوبات التى واجهته منذ أيامه الأولى فى المنصب، وكان الحوار التالى:
كيف تقيّم تجربتك حتى الآن كمحافظ لأسيوط، وما أبرز ما واجهته من تحديات؟
منذ أن وطأت قدمى أرض أسيوط، شعرت أننى أمام تجربة استثنائية بحق، تجربة مليئة بالتحديات لكنها أيضًا زاخرة بالفرص والإنجازات.. أسيوط محافظة كبيرة ذات ثقل استراتيجى فى قلب الصعيد، وتحتضن تنوعًا سكانيًا وثقافيًا واسعًا، وهو ما يجعل العمل هنا مسئولية جسيمة تحتاج إلى جهد متواصل ورؤية واضحة، وإننى أحرص على التواجد الميدانى ورؤية الأمور على الطبيعة، لأننى أؤمن بأن العمل من المكتب وحده لا يكفى، كما أن التحديات موجودة، لكننا نعمل على تذليلها عبر التنسيق الكامل بين الأجهزة التنفيذية والخدمية، والاستفادة من دعم القيادة السياسية وتعاون المجتمع المدنى والقطاع الخاص، بفضل ذلك بدأنا نتخذ خطوات جادة نحو تحسين مستوى الخدمات، وتحقيق التنمية المستدامة، ورفع جودة الحياة لأهلنا فى أسيوط.
أسيوط.. محافظة ذات طابع خاص، كيف تراها أنت بعين المسئول وعين المواطن؟
أسيوط ليست مجرد محافظة، بل هى قلب الصعيد النابض، وعاصمته التاريخية، أرضها تجمع بين الأصالة والتنوع، وتزخر بتاريخ عريق ترك بصمات واضحة على الحياة المصرية فى شتى المجالات، نحن نتحدث عن محافظة أنجبت قادة ورؤساء ومفكرين وأدباء وعلماء تركوا أثرًا لا يُمحى فى التاريخ المصرى المعاصر، ومن موقعى كمواطن، رغم أننى لست من أبناء أسيوط، فإننى أشعر بانتماء عميق لهذه المحافظة العريقة، فكل يوم أقضيه بين أهلها يزيد إحساسى بالفخر تجاه هذه الأرض التى تستحق الكثير من الجهد والعمل، وأرى فيها كنزًا مليئًا بالفرص الاستثمارية والتنموية، أسيوط تمتلك 8 مناطق صناعية، إضافة إلى جامعة عريقة وجامعات خاصة تخرّج آلاف الكوادر سنويًا فى كافة التخصصات، فضلًا عن إمكانات زراعية وصناعية ضخمة، لذا فإن التحدى يكمن فى تحويل هذه المقومات إلى مشروعات تنموية ملموسة تعود بالنفع على المواطن.
ما أبرز المشروعات القومية والتنموية التى تشهدها أسيوط فى الوقت الحالى؟
أسيوط اليوم تشهد طفرة تنموية غير مسبوقة، سواء من خلال الخطة الاستثمارية للمحافظة أو المبادرات القومية الكبرى، فى المقدمة تأتى مبادرة «حياة كريمة» والتى تُعد المشروع الأكبر فى تاريخ مصر لتطوير الريف، ولدينا أكثر من 2716 مشروعًا يجرى تنفيذها فى 7 مراكز تشمل 149 قرية و615 تابعًا، بتكلفة تجاوزت 80 مليار جنيه، هذه المشروعات تشمل كل شيء، من مياه الشرب والصرف الصحى والغاز الطبيعى والكهرباء، إلى المدارس والوحدات الصحية ومراكز الشباب والطرق الداخلية، إلى جانب ذلك، هناك مشروعات قومية عملاقة مثل قناطر ديروط الجديدة، والمحاور العرضية على النيل التى تربط شرق النيل بغربه وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والتوسع العمرانى، كما يجرى إنشاء منطقة لوجستية متكاملة بقرية الكوم الأحمر بالبدارى تضم مجمعًا صناعيًا متكاملًا وسوقًا حضريًا للفاكهة والخضراوات، للاستفادة من منتجات أسيوط الزراعية المميزة مثل الرُمان والموالح والنباتات العطرية، علاوة على المحور الجديد الجارى إنشاؤه ليربط بين مركز البدارى وطريق البحر الأحمر، والذى يعد شريانًا استراتيجيًا للتنمية فى صعيد مصر، نظرًا لما سيوفره من تسهيلات فى حركة النقل والتجارة بين محافظة أسيوط ومحافظة البحر الأحمر، وما سيترتب عليه من تعزيز موقع أسيوط كمحور مركزى فى شبكة الطرق التنموية بالصعيد لا يخدم فقط قطاع النقل، بل يُعزز أيضًا فرص الاستثمار الزراعى والصناعى، ويُعد خطوة مُكملة لسلسلة المشروعات القومية الجارى تنفيذها لرفع كفاءة البنية التحتية وربطها بالمحاور التنموية الكبرى على مستوى الجمهورية.
هناك شكاوى متكررة من الطرق الداخلية والرصف.. ما خطتكم لحل هذه الأزمة؟
دعنى أوضح أنها ليست أزمة بالمعنى التقليدى، لكنها بالفعل من الملفات التى تهم المواطن يوميًا، نحن نعمل على محورين: الأول هو إدراج أكبر عدد ممكن من الطرق الحيوية ضمن خطة الرصف السنوية، مع إعطاء الأولوية للطرق التى تربط بين القرى والمراكز وتخدم كثافة سكانية عالية، الثانى هو الاستفادة من مشروعات «حياة كريمة» التى تضمنت أعمال رصف غير مسبوقة داخل القرى، لذلك أوجه دائمًا بضرورة متابعة رؤساء المراكز والأحياء لأعمال الرصف ميدانيًا، لضمان جودة التنفيذ وفقًا للمعايير الفنية، ونحن نسعى لأن يلمس المواطن بنفسه تحسنًا حقيقيًا فى شبكة الطرق الداخلية، لأنها عنصر أساسى فى التنمية وجودة الحياة.
ملف مياه الشرب والصرف الصحى من الملفات الشائكة.. كيف تتعاملون معه خاصة فى القرى والمناطق المحرومة؟
ندرك تمامًا أن مياه الشرب والصرف الصحى حق أساسى من حقوق المواطن، ولهذا نضع هذا الملف على رأس الأولويات، ويجرى الآن تنفيذ نحو 150 مشروعًا على مستوى المحافظة، منها 9 محطات معالجة كبرى تكلفتها تصل إلى 15 مليار جنيه، ونتابع يوميًا معدلات التنفيذ، ونسعى لتذليل العقبات وتوفير التمويل اللازم لضمان دخول هذه المشروعات الخدمة فى أسرع وقت، فضلًا عن ذلك، يتم تنفيذ أعمال تطهير وصيانة دورية لشبكات ومحطات الصرف الصحى، خاصة محطات الرفع الحيوية داخل مدينة أسيوط، لضمان استمرار الخدمة بكفاءة عالية، الهدف أن نصل تدريجيًا إلى تغطية شبه كاملة بخدمات المياه والصرف الصحى فى كل قرى ومراكز المحافظة، بما يواكب رؤية الدولة فى تحقيق «حياة كريمة» لكل مواطن.
أسيوط تضم جامعة كبيرة وعريقة، كيف يتم التعاون بين المحافظة والجامعة لخدمة المجتمع المحلى؟
جامعة أسيوط صرح علمى نفخر به جميعًا، فهى ليست مجرد مؤسسة تعليمية بل منارة علمية وتنموية لها تأثير مباشر فى المجتمع، منذ سنوات طويلة وهى تلعب دورًا محوريًا فى دعم خطط التنمية بالمحافظة، واليوم أصبح هذا الدور أكثر وضوحًا من خلال التعاون الوثيق بيننا فى مختلف الملفات، على سبيل المثال، تقدم الكليات العملية استشارات هندسية ودراسات علمية تخدم المشروعات القومية، كما تنظم الجامعة قوافل طبية وبيطرية وزراعية تصل إلى القرى والنجوع لتقديم خدمات مجانية للمواطنين، كذلك نستفيد من خبرات أساتذة وطلاب كلية الفنون الجميلة فى تطوير وتجميل الميادين والشوارع وإعادة إحياء منطقة خان الخليلى التراثية، وهناك تعاون فى برامج التوعية الصحية والبيئية، إضافة إلى إعداد كوادر شبابية مؤهلة عبر التدريب وبناء القدرات، كما أنه تم اختيار جامعة أسيوط لتكون منصة احتفال العيد القومى للمحافظة العام الماضى، وليس التعاون مقصورًا على جامعة أسيوط وحدها، بل يمتد ليشمل جامعة الأزهر والجامعات الخاصة والأهلية والتكنولوجية بالمحافظة، لتعظيم الاستفادة من كل الإمكانات المتاحة فى خدمة التنمية.
ما خططكم لدعم الشباب وتوفير فرص عمل لهم داخل المحافظة بعيدًا عن الهجرة للقاهرة أو الخارج؟
ملف الشباب يأتى فى مقدمة أولوياتنا، لأننا ندرك أن بناء المستقبل يبدأ بتمكينهم ومنحهم فرصًا حقيقية داخل محافظتهم، ونعمل على عدة مستويات: أولها التدريب على الحرف اليدوية وريادة الأعمال لخلق مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، ثانيها التعاون مع جهاز تنمية المشروعات لتوفير فرص عمل وتدريبات للشباب متخصصة ومنح وقروض، لبدء مشروعاتهم الخاصة، كما نعمل على تنظيم معارض للمنتجات اليدوية لتسويق إنتاج الشباب، حيث يتم تجهيز معرض لمنتجات المحافظة والأسر المنتجة والشباب وأصحاب الصناعات الصغيرة، وذلك فى المنطقة الواقعة أسفل كوبرى فيصل بحى غرب مدينة أسيوط، كما يجرى تجهيز مركز تدريب خان الخليلى لتدريب الشباب على الحرف اليدوية والتراثية، بما يساهم فى الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز فرص الترويج السياحى للمحافظة، بالإضافة إلى التكتلات الاقتصادية القائمة على زراعة وتصنيع النباتات الطبية والعطرية، فضلًا عن مبادرة «المليون طائر» لتربية الحمام والدواجن والبط وتدوير المخلفات لتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة، وتشجيع صغار المزارعين والشباب على تبنى أساليب حديثة ومستدامة فى الزراعة والإنتاج الحيوانى، بما يفتح مجالات عمل جديدة ويدعم التوجه نحو اقتصاد أخضر مستدام، كما نسعى إلى جذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، عبر تجهيز مناطق صناعية متكاملة وبنية تحتية قوية، وهو ما يفتح الباب لآلاف من فرص العمل، وهدفنا أن يشعر الشاب الأسيوطى بالثقة فى أن مستقبله يمكن أن يُبنى هنا على أرضه، دون الحاجة للهجرة أو البحث عن بديل خارج المحافظة.
كيف تقيّم الوضع الصحى فى المحافظة خاصة بعد تطوير بعض المستشفيات؟
تعد محافظة أسيوط كونها عاصمة الطب الثانية على مستوى الصعيد، وهى قبلة كل طالبى الخدمة الطبية من أهلنا بوسط وجنوب الصعيد، حيث شهد القطاع الصحى فى أسيوط تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، بفضل جهود الدولة وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على رفع كفاءة الخدمة الطبية، حيث تم تطوير مستشفيات مركزية وعامة مثل منفلوط المركزى، وأبوتيج النموذجى، وجارٍ الإنتهاء من مستشفيات ديروط المركزى وأبنوب المركزى وساحل سليم المركزى، علاوة على بعض المستشفيات العامة مثل مستشفى أسيوط العام «الشاملة»، مستشفى الصدر، الرمد، والحميات، إضافة إلى مستشفيات جامعة أسيوط التى تعتبر صرحًا طبيًا متكاملًا، هذه الجهود انعكست على مستوى الخدمة بشكل مباشر، حيث أصبحت المستشفيات أكثر تجهيزًا لاستقبال الحالات، سواء من حيث البنية التحتية أو الأجهزة الطبية الحديثة أو توافر الأطقم الطبية المُدربة، فضلًا عن تنظيم قوافل علاجية مجانية وصلت إلى القرى الأكثر احتياجًا، ورغم وجود تحديات مرتبطة بالكثافة السكانية وحجم الطلب الكبير، فإننا نسعى للتوسع فى المشروعات الصحية الجارية، وضمان استمرار التنسيق مع وزارة الصحة لتوفير الكوادر الطبية اللازمة.
ملف نقص الأطباء والتمريض فى بعض الوحدات الصحية والمستشفيات.. ما الحلول المطروحة؟
هناك تحديات فى ملف نقص الأطباء وأطقم التمريض، لكننا نتعامل معه بجدية على المديين القريب والبعيد.. بصفة عاجلة، يتم التنسيق مع وزارة الصحة لتوزيع التخصصات الطبية بشكل أكثر عدالة على مختلف المراكز، مع الاستعانة بخريجى كليات الطب والتمريض من جامعة أسيوط عبر بروتوكولات تعاون توفر لهم تدريبًا عمليًا وتدعم المنظومة الصحية فى الوقت نفسه. أما على المدى الطويل، فنحن نركز على رفع كفاءة الأطباء والتمريض عبر برامج تدريب مستمرة، مع تقديم حوافز مادية ومعنوية لتشجيع العمل فى المناطق النائية، هذه الإجراءات مجتمعة تهدف إلى تحسين مستوى الخدمة الطبية وضمان حصول المواطن على رعاية صحية متكاملة، وهو ما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
أسيوط محافظة زراعية فى المقام الأول.. ما خططكم لتطوير الزراعة ودعم الفلاحين؟
أسيوط بالفعل من المحافظات الزراعية المهمة، والزراعة هنا ليست مجرد نشاط اقتصادى، بل نمط حياة لآلاف الأسر، لذلك نولى هذا القطاع اهتمامًا خاصًا، سواء فى دعم الفلاحين أو فى تطوير أساليب الزراعة، ونحرص على صرف مستحقات المزارعين أولًا بأول عند توريد محاصيلهم مثل القمح والقطن، كما نعمل على توعية الفلاحين بأحدث الأساليب الزراعية من خلال برامج إرشادية تنظمها مديرية الزراعة والجمعيات الزراعية، ونسعى أيضًا لتوفير القروض الميسرة عبر مبادرات البنك الزراعى المصرى، وتشجيع المشروعات المرتبطة بالزراعة كالثروة الحيوانية والداجنة فضلًا عن زيادة الرُقعة الزراعية من خلال استصلاح الأراضى، إلى جانب ذلك، نركز على تطوير مراكز تجميع الألبان بالمحافظة لضمان جودة الإنتاج وتسويقه بشكل أفضل، كما نشجع المشروعات الصغيرة المرتبطة بالزراعة مثل المناحل وتربية الدواجن وتربية الحمام، مع دعم الصناعات الزراعية مثل مصنع الرُمان الجارى إنشاؤه بالكوم الأحمر، وهدفنا أن نربط بين الإنتاج الزراعى والصناعات التحويلية والتسويقية لزيادة دخل الفلاح وتوفير فرص عمل جديدة.
مبادرة «حياة كريمة» غيّرت وجه الريف المصرى.. ماذا حققت المبادرة حتى الآن فى قرى أسيوط؟
يمكن القول بأن مبادرة «حياة كريمة» هى هدية الرئيس لشعب جمهورية مصر العربية، ولقد أحدثت نقلة نوعية غير مسبوقة فى حياة المواطنين بالريف الأسيوطى، فنحن نتحدث عن مشروعات دخلت بالفعل الخدمة، وأخرى فى مراحلها النهائية، تشمل تحسين البنية التحتية، وتطوير الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية، المرحلة الأولى من المبادرة فى أسيوط استهدفت 7 مراكز تضم 149 قرية و615 تابعًا، بإجمالى 2716 مشروعًا بتكلفة تجاوزت 80 مليار جنيه، هذه المشروعات غيّرت ملامح القرى: مدارس جديدة، وحدات صحية مطورة، مجمعات خدمية متكاملة، شبكات مياه وصرف صحى وغاز طبيعى وكهرباء، إضافة إلى تطوير منازل للأسر الأكثر احتياجًا، ورصف طرق داخلية وكبارى صغيرة لتسهيل الحركة، لكن الأهم من ذلك، أن المبادرة لم تقتصر على البنية التحتية، بل اهتمت بالجانبين الاجتماعى والاقتصادى، من خلال توفير فرص عمل للشباب ودعم المشروعات الصغيرة، وهو ما انعكس مباشرة على حياة آلاف الأسر، «حياة كريمة» بالنسبة لنا ليست مجرد مشروع، بل حلم الجمهورية الجديدة الذى يتحقق على أرض أسيوط يومًا بعد يوم.
ماذا عن جذب الاستثمارات إلى أسيوط.. هل هناك مشروعات جديدة فى الطريق؟
نحن نعمل بكل قوة على جعل أسيوط وجهة جاذبة للاستثمار، سواء المحلى أو الأجنبى، نسعى باستمرار إلى التواصل مع المستثمرين ورجال الأعمال والغرفة التجارية لتذليل أى عقبات قد تواجههم، وخلق بيئة استثمارية آمنة ومرنة، حيث إن المحافظة تمتلك 8 مناطق صناعية، منها 5 تحت ولاية المحافظة مباشرة، مثل: منطقة الصفا ببنى غالب، منطقة عرب العوامر بأبنوب، الزرابى بأبوتيج، دشلوط بديروط، والكوم الأحمر بالبدارى، التى يجرى العمل على ترفيقها، بالإضافة إلى 3 مناطق أخرى فى «مدينة أسيوط الجديدة، والغنايم، ومجمع الصناعات الصغيرة فى ساحل سليم» هذه المناطق مؤهلة لاستيعاب صناعات متنوعة، وتوفر آلاف من فرص العمل لأبناء المحافظة، وفى جانب آخر، نولى اهتمامًا خاصًا بالصناعات والحرف اليدوية، باعتبارها أحد مواردنا الأصيلة، حيث أُعيد تشغيل مجمع الحرف اليدوية بقرية الشامية بساحل سليم بعد توقفه، وتم تزويده بماكينات حديثة وتم إعداد العاملين من خلال منحهم دورات تدريبية للفتيات والسيدات، كما نسعى للإسراع فى تنفيذ مصنع الرُمان بالكوم الأحمر، ليكون مشروعًا استراتيجيًا يستفيد من الإنتاج الزراعى المميز لأسيوط ويعظم مواردها الاقتصادية.
أسيوط تمتلك مقومات سياحية وتاريخية مهمة.. كيف يمكن استغلالها بشكل أفضل؟
أسيوط غنية بمقومات سياحية فريدة، فهى تحتضن معالم فرعونية ورومانية وقبطية وإسلامية، إلى جانب 38 منطقة جذب سياحى بين أديرة وكنائس تاريخية ومساجد أثرية ومواقع جبلية ذات طبيعة خاصة وتحظى بمسار العائلة المقدسة، ومع ذلك، ما زال هذا القطاع بحاجة لمزيد من الاستثمار والتسويق ليأخذ مكانته المستحقة، ونعمل على عدة مسارات: أولها تطوير البنية التحتية والخدمات السياحية لضمان راحة الزوار، ثانيها استكمال تطوير «مسار العائلة المقدسة»، الذى يُعد أحد أهم المشروعات القومية للترويج للسياحة الدينية عالميًا، خاصة أن أسيوط تضم محطتين بارزتين للمسار: دير السيدة العذراء بدرنكة، والدير المحرق بالقوصية، إلى جانب ذلك، نُخطط لإقامة فنادق صغيرة وبازارات ومنافذ للحرف التُراثية حول المناطق الأثرية، بما يخلق فرص عمل جديدة، كما نعمل على تطوير كورنيش النيل فى مدينة أسيوط وعدد من المراكز ليكون متنفسًا سياحيًا وترفيهيًا، مع تنظيم أنشطة دينية وثقافية وفنية تُعزز من مكانة أسيوط كوجهة سياحية متكاملة.
ما رسالتك للمواطن الأسيوطى الذى يطالب بخدمات يومية أسرع وأفضل؟
رسالتى لكل مواطن أننى أُقدر مطالبه واحتياجاته، وأتفهم حرصه فى الحصول على خدمات أسرع وأفضل، هذا حق أصيل له، ونحن كجهاز تنفيذى نعمل ليلًا ونهارًا لتحقيق ذلك، لكن فى الوقت نفسه، يجب أن نُدرك أن حجم المشروعات ضخم والاحتياجات متراكمة منذ سنوات طويلة، وأن التغيير يحتاج إلى بعض الوقت، فهناك دائمًا تواصل مستمر مع المواطنين، وأحرص على التواجد بينهم وسماع مطالبهم مباشرة، وأننى وجميع الأجهزة التنفيذية نعمل يدًا واحدة لتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتقديم أفضل خدمة ممكنة، وبالتعاون والتكاتف بيننا جميعًا، سنحقق ما نطمح إليه.
كيف تتعاملون مع شكاوى المواطنين؟ وهل هناك آليات جديدة لسرعة الاستجابة؟
التواصل مع المواطن ركيزة أساسية فى عملى، أنا موجود ميدانيًا بشكل يومى فى القرى والنجوع، كما أن أبواب المحافظة مفتوحة دائمًا لكل مواطن لديه شكوى أو مقترح، كما نعمل عبر منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، ونُلزم الأجهزة التنفيذية بسرعة الرد والتعامل الفورى مع هذه الشكاوى، لدينا أيضًا مكتب لخدمة المواطنين بديوان عام المحافظة يستقبل الشكاوى بشكل مباشر، الهدف فى النهاية أن يشعر المواطن بجدية التعامل مع مشكلاته، وأن الحلول تأتى بشكل ملموس وسريع.
لو طلبنا منك أن ترسم صورة لأسيوط بعد 5 سنوات.. كيف تتخيلها؟
أتخيل أسيوط بعد خمس سنوات مثل العاصمة الإدارية الجديدة وقد أصبحت مركزًا صناعيًا وزراعيًا وسياحيًا متطورًا، تضاهى فى بنيتها التحتية المدن الكبرى وشبكة الطرق والمحاور ستجعلها أكثر انفتاحًا على الاستثمار والتجارة والسياحة، مناطقها الصناعية ستكون مكتملة المرافق، وتستوعب مشروعات كبرى توفر فرص عمل لأبنائها، أسيوط ستشهد طفرة فى الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، بفضل مشروعات «حياة كريمة» واستكمال برامج التنمية بالصعيد، ومع تماسك أهلها وتعاونهم، ستكون المحافظة قادرة على تلبية تطلعات أبنائها وتقديم نموذج يُحتذى به فى التنمية المتكاملة.
ما الذى تتمنى أن يُكتب فى التاريخ عن فترة توليك منصب محافظ أسيوط؟
أتمنى أن يُقال إننى كنت قريبًا من الناس، لم أدخر جهدًا فى خدمتهم، وكنت حاضرًا بينهم أستمع لهم وأشاركهم همومهم وأسعى لحل مشكلاتهم، ما أطمح إليه هو أن تُذكر هذه الفترة كمرحلة فارقة، شهدت تحقيق أحلام وطموحات أبناء أسيوط على أرض الواقع، واستكمال خطوات التنمية التى وضع أساسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أرجو أن يُكتب أننى تركت بصمة حقيقية ملموسة فى حياة المواطنين، وأننى ساهمت فى بناء مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم، بروح من الإخلاص والمسئولية.