رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

كتابا «الخارجية».. شهادة تاريخية لـ«رؤية الرئيس السيسى».. عشر سنوات من الحكمة.. بين الندية واستعادة الثقة


10-10-2025 | 12:14

.

طباعة
بقلـم: أحمد عسكر

لا شك أن الدبلوماسية المصرية نجحت خلال السنوات العشر الأخيرة فى أن تعيد مصر إلى مكانتها المعهودة بين الدول الكبرى، فما قدمته دبلوماسيتها الرصينة بقيادة ورؤية حكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسى، يستحق أن يدرس أكاديميا فى كافة الكليات الخاصة بالعلوم السياسية على مستوى العالم، ففى عالم مشتعل ومحيط ملتهب استطاعت مصر نزع الفتيل تلو الآخر، لتنتقل من خانة الضعف والانتباذ عقب عام حكم الجماعة الإرهابية، إلى خانة المصداقية والتأثير بل والندية أيضا، وليس أدل على ذلك أو أكثر توثيقا من الكتابين اللذين أصدرتهما وزارة الخارجية المصرية ضمن كتبها البيضاء والتى توقف إصدارها نحو خمسين عاما تقريبا، فكان العود أحمد..

الكتابان اللذان أهداهما وزير الخارجية د.بدر عبدالعاطى إلى الرئيس السيسى لهما أهمية كبيرة لدى كل مهتم أو باحث فى الشئون الدبلوماسية، ليس فقط لكونهما إصدارا أول يعيد كتب الوزارة التى توقفت منذ ثمانينيات القرن الماضى، بل لأنهما يوثقان الحالة الكاملة لأداء السياسة الخارجية المصرية وإسهاماتها خلال عقد كامل، وكيف نجحت بامتياز فى تخطى العقبة تلو الأخرى وقدرتها على توجيه دفة الرأى العالمى نحو قضية بعينها، وهو ما تجلى فى أزمة غزة من خلال وقف خطة التهجير رغما عن أنف الكيان المحتل وحليفتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطينية، أيضا ملفات كالسودان وليبيا وغيرها الكثير من الملفات حصلت فيها مصر على العلامة الكاملة بتقدير امتياز، هذه الرحلة الدبلوماسية كانت تحتاج بالفعل إلى توثيق مضمون، وهو ما قامت به وزارة الخارجية والهجرة عبر الكتابين الصادرين مؤخرا ليكونا حجة تاريخية لما قامت به مصر ورئيسها خلال عقد كامل من عمر الزمان خلال الفترة مابين عامى 2014 و2024، والكتابان تناولا شقين مختلفين يحققان التكامل المعلوماتى لما تحقق من تكامل دبلوماسى.

الكتاب الأول الذى حمل عنوان «الزيارات الخارجية الرسمية للسيد رئيس الجمهورية فى عقد من الزمان» يوثق زيارات وجولات رئيس الجمهورية منذ عام 2014 وشملت إجمالى 181 زيارة إلى 62 دولة، ليجسد رؤية الدولة المصرية العميقة والثابتة وتأثيرها على صنع القرار الدولى كمركز للحفاظ على السلم والأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم كله، بدبلوماسية قوامها مبدآ الاتزان الاستراتيجى ووضع العمل الدبلوماسى فى خدمة المصالح الوطنية وجهود مصر التنموية وبناء شراكات استراتيجية متعددة الأبعاد. ويوضح الكتاب كيف مثلت تلك الزيارات خطوات أساسية ضمن استراتيجية متكاملة طموحة جوهرها الدفاع عن ثوابت الوطن وتأمين مصالحه الاستراتيجية وترسيخ حضوره مع النأى بمصر عن حالة الاستقطاب غربية كانت أو شرقية، ومع الكتاب نرى فى رحلة سريعة أنه دائما ما استغل الرئيس السيسى الزيارات واللقاءات ليوجه رسالة أو عدة رسائل، تصف السياسة الخارجية لمصر، نتأكد اليوم أنها ليست عشوائية ولا وليدة صدفة، بل اختيارات منضبطة تؤدى لأهداف معينة ومواقف مستقبلية، ليس فقط أهداف عسكرية ودبلوماسية بل ولأهداف تنموية أيضا، ولا يغفل الكتاب كيف أدارت مصر المرحلة الحرجة التى صدرت لمصر خلالها أزمات من الخارج مثل أزمة كورونا وأزمة أوكرانيا وتغير المناخ وغيرها من الأشياء التى لم يكن باستطاعة أى دولة تجنب ضررها ولكن الدبلوماسية المصرية لها دائما نظرة استباقية للأمور بحيث تقلل من مخاطر هذه الأزمات عن طريق ممارسات استباقية مع دول ليكون بيننا وبينها تعاون أكبر يساعد على مواجهة هذه الأزمات، يؤكد ذلك استعداد مصر لأزمات عالمية مثل أزمة الطاقة والغذاء، هذا الدور تحديدا تقوم به دبلوماسية الرئاسة على وجه الخصوص.

الكتاب الثانى «الاتزان الاستراتيجى: عشر سنوات من الدبلوماسية المصرية»، وثق حصاد عقد كامل من السياسة الخارجية لمصر فى ظل توجيهات الرئيس السيسى، ويعرض الرؤية التى حكمت تحركات مصر فى المنطقة والعالم، وما تحقق من إنجازات خلال السنوات العشر الماضية إعمالاً بمبدأ «الاتزان الاستراتيجى» الذى أرساه الرئيس برؤية تسعى لتحقيق توازن بين حماية المصالح الوطنية والانفتاح على شركاء متعددين، مع رفض منطق الاستقطاب أو التحالفات الصفرية، والالتزام باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، ويستعرض الكتاب الجوانب التطبيقية للسياسة الخارجية المصرية التى تنطلق من مبدأ الاتزان الاستراتيجى، بشكل يعكس الرؤية المركبة التى يقوم عليها للنظامين العالمى والإقليمي، ولمقتضيات إعادة تعريف المصلحة الوطنية المصرية لتتواكب مع المهام الجديدة التى تفرضها البيئة الدولية المعقدة من جهة، وتتناسب مع الأولويات السياسية والتنموية الوطنية من جهة ثانية، كما تناول الكتاب

الريادة المصرية لجهود حل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، خاصةً فى أعقاب العدوان الإسرائيلى المستمر على غزة، وإعداد تصور – أصبح اليوم موضع توافق إقليمى ودولى – لإعادة إعمار غزة، وإنهاء العدوان عليها، وإعادة الزخم لمبدأ حل الدولتين وحق الشعب الفلسطينى فى الاستقلال وإقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ومن أبرز ما يتضمنه هذا الكتاب هو كيف التزمت الدولة المصرية وقيادتها مبدأ «التعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف» كما قال الرئيس السيسى خلال كلمته بحفل إفطار الأسرة المصرية فى أغسطس 2021 ، وأيضا كيف كان التطبيق الفعلى لما وضعته الدبلوماسية المصرية من محددات لسياستها الخارجية منذ 30 يونيو.

الخلاصة أن الكتابين يجسدان المعركة التى خاضتها الدبلوماسية المصرية لاستعادة الثقة العالمية لم تكن سهلة على الإطلاق، وعلى مر السنوات الماضية قدمت نموذجا مشرفا متمثلا فى وزارة الخارجية وجهود رجالها المخلصين، الذين كان لهم دور كبير يشهد له القاصى والدانى فى تنفيذ أهداف السياسة الخارجية لمصر والتى حدد ملامحها الرئيس عبدالفتاح السيسى، محققين أهداف هذه السياسة هدفا تلو الآخر، وسط عالم مضطرب يمر بمرحلة حرجة تتلاحق فيها موجات الأزمات موجة تلو الأخرى.

الكتابان اللذان أهداهما وزير الخارجية د.بدر عبدالعاطى إلى الرئيس السيسى لهما أهمية كبيرة لدى كل مهتم أو باحث فى الشئون الدبلوماسية، ليس فقط لكونهما إصدارا أول يعيد كتب الوزارة التى توقفت منذ ثمانينيات القرن الماضى، بل لأنهما يوثقان الحالة الكاملة لأداء السياسة الخارجية المصرية وإسهاماتها خلال عقد كامل، وكيف نجحت بامتياز فى تخطى العقبة تلو الأخرى وقدرتها على توجيه دفة الرأى العالمى نحو قضية بعينها، وهو ما تجلى فى أزمة غزة من خلال وقف خطة التهجير رغما عن أنف الكيان المحتل وحليفتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطينية، أيضا ملفات كالسودان وليبيا وغيرها الكثير من الملفات حصلت فيها مصر على العلامة الكاملة بتقدير امتياز، هذه الرحلة الدبلوماسية كانت تحتاج بالفعل إلى توثيق مضمون، وهو ما قامت به وزارة الخارجية والهجرة عبر الكتابين الصادرين مؤخرا ليكونا حجة تاريخية لما قامت به مصر ورئيسها خلال عقد كامل من عمر الزمان خلال الفترة مابين عامى 2014 و2024، والكتابان تناولا شقين مختلفين يحققان التكامل المعلوماتى لما تحقق من تكامل دبلوماسى.

الكتاب الأول الذى حمل عنوان «الزيارات الخارجية الرسمية للسيد رئيس الجمهورية فى عقد من الزمان» يوثق زيارات وجولات رئيس الجمهورية منذ عام 2014 وشملت إجمالى 181 زيارة إلى 62 دولة، ليجسد رؤية الدولة المصرية العميقة والثابتة وتأثيرها على صنع القرار الدولى كمركز للحفاظ على السلم والأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم كله، بدبلوماسية قوامها مبدآ الاتزان الاستراتيجى ووضع العمل الدبلوماسى فى خدمة المصالح الوطنية وجهود مصر التنموية وبناء شراكات استراتيجية متعددة الأبعاد. ويوضح الكتاب كيف مثلت تلك الزيارات خطوات أساسية ضمن استراتيجية متكاملة طموحة جوهرها الدفاع عن ثوابت الوطن وتأمين مصالحه الاستراتيجية وترسيخ حضوره مع النأى بمصر عن حالة الاستقطاب غربية كانت أو شرقية، ومع الكتاب نرى فى رحلة سريعة أنه دائما ما استغل الرئيس السيسى الزيارات واللقاءات ليوجه رسالة أو عدة رسائل، تصف السياسة الخارجية لمصر، نتأكد اليوم أنها ليست عشوائية ولا وليدة صدفة، بل اختيارات منضبطة تؤدى لأهداف معينة ومواقف مستقبلية، ليس فقط أهداف عسكرية ودبلوماسية بل ولأهداف تنموية أيضا، ولا يغفل الكتاب كيف أدارت مصر المرحلة الحرجة التى صدرت لمصر خلالها أزمات من الخارج مثل أزمة كورونا وأزمة أوكرانيا وتغير المناخ وغيرها من الأشياء التى لم يكن باستطاعة أى دولة تجنب ضررها ولكن الدبلوماسية المصرية لها دائما نظرة استباقية للأمور بحيث تقلل من مخاطر هذه الأزمات عن طريق ممارسات استباقية مع دول ليكون بيننا وبينها تعاون أكبر يساعد على مواجهة هذه الأزمات، يؤكد ذلك استعداد مصر لأزمات عالمية مثل أزمة الطاقة والغذاء، هذا الدور تحديدا تقوم به دبلوماسية الرئاسة على وجه الخصوص.

الكتاب الثانى «الاتزان الاستراتيجى: عشر سنوات من الدبلوماسية المصرية»، وثق حصاد عقد كامل من السياسة الخارجية لمصر فى ظل توجيهات الرئيس السيسى، ويعرض الرؤية التى حكمت تحركات مصر فى المنطقة والعالم، وما تحقق من إنجازات خلال السنوات العشر الماضية إعمالاً بمبدأ «الاتزان الاستراتيجى» الذى أرساه الرئيس برؤية تسعى لتحقيق توازن بين حماية المصالح الوطنية والانفتاح على شركاء متعددين، مع رفض منطق الاستقطاب أو التحالفات الصفرية، والالتزام باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، ويستعرض الكتاب الجوانب التطبيقية للسياسة الخارجية المصرية التى تنطلق من مبدأ الاتزان الاستراتيجى، بشكل يعكس الرؤية المركبة التى يقوم عليها للنظامين العالمى والإقليمي، ولمقتضيات إعادة تعريف المصلحة الوطنية المصرية لتتواكب مع المهام الجديدة التى تفرضها البيئة الدولية المعقدة من جهة، وتتناسب مع الأولويات السياسية والتنموية الوطنية من جهة ثانية، كما تناول الكتاب

الريادة المصرية لجهود حل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، خاصةً فى أعقاب العدوان الإسرائيلى المستمر على غزة، وإعداد تصور – أصبح اليوم موضع توافق إقليمى ودولى – لإعادة إعمار غزة، وإنهاء العدوان عليها، وإعادة الزخم لمبدأ حل الدولتين وحق الشعب الفلسطينى فى الاستقلال وإقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ومن أبرز ما يتضمنه هذا الكتاب هو كيف التزمت الدولة المصرية وقيادتها مبدأ «التعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف» كما قال الرئيس السيسى خلال كلمته بحفل إفطار الأسرة المصرية فى أغسطس 2021 ، وأيضا كيف كان التطبيق الفعلى لما وضعته الدبلوماسية المصرية من محددات لسياستها الخارجية منذ 30 يونيو.

الخلاصة أن الكتابين يجسدان المعركة التى خاضتها الدبلوماسية المصرية لاستعادة الثقة العالمية لم تكن سهلة على الإطلاق، وعلى مر السنوات الماضية قدمت نموذجا مشرفا متمثلا فى وزارة الخارجية وجهود رجالها المخلصين، الذين كان لهم دور كبير يشهد له القاصى والدانى فى تنفيذ أهداف السياسة الخارجية لمصر والتى حدد ملامحها الرئيس عبدالفتاح السيسى، محققين أهداف هذه السياسة هدفا تلو الآخر، وسط عالم مضطرب يمر بمرحلة حرجة تتلاحق فيها موجات الأزمات موجة تلو الأخرى.

 
 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة