البطولة والشجاعة التى أظهرها أبطال الجيش المصرى خلال حرب السادس من أكتوبر كانت لا تفرق بين الضباط والقادة والجنود وضباط الصف، فالجميع شارك بإخلاص ولم يبخل بجهد أو عرق لتحقيق الهدف من الحرب، وهو استعادة الأرض ، ولعل أبرز البطولات التى جسدها ضباط الصف تتمثل فى الرقيب محروس رزق عطا الله - الملقب بـ «صائد الدبابات».
«محروس» كان ضمن أبطال الإبرار - قوات المظلات، كانت مهمتها أثناء عبور مانع قناة السويس، تأمين عبور باقى قوات الجيش، وهى مهمة غاية فى الأهمية نظرا لارتباطها بحماية بقية الجنود وتمكينهم من تنفيذ مهامهم.. وكلفت أيضاً «المظلات» بمهام أخرى فى الأيام اللاحقة بالحرب تتمثل فى صد هجمات دبابات العدو.. وهنا يروى «محروس» أنه كان من ضمن إحدى الوحدات الفرعية التى كلفت بالعبور والاشتباك مع دبابات العدو وتكبيدها أكبر خسائر ممكنة فى منطقة الشالوفة ضمن تشكيلات الجيش الثالث الميداني.
ويقول «عطا الله» إن مراحل التدريب قبيل الحرب كانت تعتبر أصعب كثيراً من أيام الحرب نفسها، فقد كانوا يتدربون كما لو كانوا يحاربون، ويضيف: «تدربنا على جميع السيناريوهات المحتملة التى من الممكن أن نتعرض لها خلال قتالنا مع العدو، الأمر الذى انعكس على أدائنا خلال أيام الحرب» .
الرقيب محروس رزق عطا الله نجح فى تدمير 13 دبابة للعدو الإسرائيلى بمفرده خلال مشاركته ضمن قوات المظلات فى عدة إغارات على معسكر ودبابات ومدرعات الاحتلال، لذلك حصل عن جدارة على لقب «صائد الدبابات».. وفى هذا الإطار يؤكد أنه «لم يشعر بالخوف مطلقا أثناء مواجهة دبابات العدو فقد كان متحمساً كلما رصد مجنزرة أو دبابة لهم كما لو كانت المرة الأولى، ونظرا لكونه تدرب بجد واجتهاد على استخدام السلاح المضاد للدبابات، أصبحت مسألة اصطياد تلك الآليات العسكرية الإسرائيلية نزهة».. ويوضح أن التعاون والعمل المشترك الذى أظهره هو وزملاؤه خلال المعركة أسهم فى إحكام السيطرة على العدو وآلياته المدرعة وأصبحت صيداً سهلاً أمام صواريخنا.
«رزق عطا الله» - أيضاً، سجل التاريخ له أنه كان أول فرد يقفز بالمظلة ومعه الصاروخ المالوتكا وجهاز التوجيه، فى سابقة لم تحدث حتى فى الاتحاد السوفييتى مصدر صنع تلك الصواريخ، لذلك منحه الرئيس الراحل محمد أنور السادات نوط التدريب العسكرى قبل المعركة، وبعد حرب أكتوبر حصل على وسام الجمهورية العسكرى لتدميره عدداً كبيراً من الدبابات.