رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«النسور» أرعبتهم و«الهليكوبتر المصرية» أذهلتهم


10-10-2025 | 12:10

.

طباعة
تحقيق: منار عصام

التكامل والتعاون والتنسيق، مصطلحات لا يدرك أهميتها سوى من تعرض لها، فكيف إذا كان الموقف الذى تعرضت له هذه المعانى، عبارة عن «حرب ضروس».. ففى حرب أكتوبر 1973 كان التناغم بين الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية أمراً يتعجب منه الجميع، حيث كانت القوات البرية من المشاة مستعدة لاقتحام قناة السويس بفضل الكبارى التى أنشأها رجال سلاح المهندسين العسكريين، وهم يعملون دون كلل أو ملل فى ظل ملحمة كان يخوضها حائط صواريخ قوات الدفاع الجوى المصرية، التى قطعت يد إسرائيل الطولى، ومنعتها من مجرد التفكير فى الاقتراب من قناة السويس، وذلك بعد أن قامت نسورنا من تنفيذ ضربة جوية مركزة شاملة أربكت مراكز القيادة والسيطرة للعدو وأفقدته توازنه قبل بداية المعركة.. واشتعل فتيل الحماس بين نفوس الجنود، ومن بين كل نقطة ونقطة آلاف من مشاهد التنسيق والتكامل، لعبت فيها الطائرات الهليكوبتر دوراً هاماً مع قوات الإبرار الخاصة خلال حرب العاشر من رمضان.

وكانت قواتنا الجوية كلمة السر فى التمهيد للنصر، فقد نفذت النسور ضربتها الأولى بنجاح، مجرد أن عبرت طائراتنا القناة صاح الجنود على الأرض مهللين الله أكبر، تلك الصيحة التى يصفها اللواء أركان حرب محمد صلاح عارف - أحد أبطال شياطين الجو، بأنها كانت تزلزل الأرض والسماء.

كان محمد عارف أحد أبطال المروحيات فى صفوف القوات الجوية المصرية، ويصف دور الطائرات الهليكوبتر بالمحورى والهام والمتمثل فى نقل قوات الصاعقة والاستطلاع إلى عمق سيناء، حتى يتسنى لهم القيام بمهام جمع المعلومات عن عمق العدو وتعطيل تقدم قواته وعرقلة آلياته المدرعة، بالإضافة إلى عدد من المهام الأخرى.. ويتذكر «عارف» مشاهد طلعاته الجوية التى نفذها خلال حرب أكتوبر كما أنها لو كانت بالأمس القريب.. ويرى أنه تمكن من خلال دوره كطيار بالطائرات الهليكوبتر فى الحرب من رؤية مشاهد أكثر اتساعاً من القوات على الأرض لقوة الانتصارات المصرية، فقد كانت مشاهد تصاعد الأدخنة وألسنة النيران من داخل حصون العدو فى خط بارليف الأكثر انبهاراً له، ولا ينسى لحظات العبور الأولى التى زلزلت خلالها صيحات الجنود مهللين «الله أكبر» الأرض والسماء.

أما أول طلعاته الجوية خلال الحرب، كانت مهمة إبرار قوات خلف خطوط العدو فى العمق التعبوى له، واستمرت هذه الطلعة لمدة أربع ساعات ونصف الساعة ليلًا، ونجحت تلك القوات فى القيام بدورها بإمداد قواتنا بالمعلومات عن العدو وتأخير قواته عن مواصلة تقدمها داخل سيناء، وتوالت بعد هذه المهمة العديد من الطلعات طوال فترة الحرب.

اللواء أركان حرب محمد صلاح عارف يروى أن الطائرات الهليكوبتر فى أغلب الأوقات تطير على ارتفاعات منخفضة جداً من سطح الأرض حتى يتسنى لها الاختفاء من رادارات العدو، وكذا الابتعاد من رادارات الطائرات الفانتوم التى كان يتميز بها العدو فى ذلك الوقت، الأمر الذى كان يؤهله «عارف» للقيام بتوجيه إصابات دقيقة لعدد كبير من مركبات العدو المدرعة باستخدام الصواريخ الخارقة للدروع المسلح بها الهليكوبتر المصرى.

ويشير إلى أن هناك العديد من البطولات التى قدمها رجال سلاح المروحيات، ليس فقط بالمشاركة فى تدمير دبابات العدو ولكن أيضاً بتسجيل أول واقعة إسقاط طائرة فانتوم بواسطة طائرة هليكوبتر طراز (مي-8)، والتى قام بها الطيار المقاتل البطل عميد أحمد لطفى هلال، وذلك عندما حاول أحد الطيارين الإسرائيليين من مقاتلات الفانتوم أن يستهدف طائرة الهليكوبتر المصرية، وذلك عن طريق الطيران المنخفض من تحت الطائرات المصرية، ثم الصعود أمامها بشكل عرضى سريع، يجعل هذه الطائرات تدخل فى نيران العادم المندفع بشدة من خلف المقاتلة الفانتوم، وعندما ظهرت طائرة الفانتوم أمام طائرة الطيار أحمد هلال، وأثناء صعودها ومرورها من أمامه لإسقاط طائرة زميله الطيار البطل سمير سري، قام «هلال» بإطلاق بعض صواريخ طائرته دفعة واحدة، فخرجت الصواريخ بشكل عشوائى تلقائى سريع كرد فعل على ظهور طائرة الفانتوم أمامه بسرعة فائقة وغير متوقعة، لتسقط الصواريخ بشكل منحنى لأسفل على سطح المقاتلة الإسرائيلية، فدخلت الفانتوم المعادية سريعا فى خط النيران لصواريخ الهليكوبتر المصرية وفجرتها بدوى هائل، ليسجل التاريخ العسكرى - ولأول مرة، إسقاط طائرة هليكوبتر مصرية لمقاتلة فانتوم إسرائيلية، بواسطة الصواريخ المضادة للدروع والمحمولة على طائرة هليكوبتر روسية الصنع من نوع (مي-8).

أخبار الساعة

الاكثر قراءة