رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

قصة انتصار جيشنا العظيم


10-10-2025 | 11:38

.

طباعة
بقلم: يوسف القعيد

حرب أكتوبر 1973 هى لحظة فارقة فى تاريخ الوطن العربى، فقد أعادت الأمل إلى نفوس المصريين والعرب، وأثبتت أن جيشنا قادر على الانتصار على إسرائيل مهما كانت قوتها، اثنان وخمسون عاماً مرت على انتصار قواتنا المسلحة والقضاء على أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى زعم أنه لا يُقهر، فكانت حرب أكتوبر هى حرب العزة والكرامة التى استعادت فيها مصر أرضها وانتصرت على عدوها اللدود إسرائيل.

وعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على هذه الحرب، إلا أن ذكراها العطرة ستبقى عيداً لكل المصريين، فنتذكر الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن، ونجدد العهد على مواصلة الكفاح لتبقى حرب أكتوبر علامة فارقة فى تاريخ المصريين والوطن العربي، وستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.

 

لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة كرامة استطاعت فيها مصر تحقيق انتصار عسكرى على إسرائيل، بل كانت اختباراً حاسماً لقدرة الشعب على تخطى كابوس مزعج يؤرق كل المصريين، ومهدت لتحرير واسترداد بقية أرض الوطن التى سلبها العدو الإسرائيلى.

قبل الحرب سعى الرئيس أنور السادات لطرح مبادرات مختلفة من ضمنها فتح قناة السويس لمرور السفن المدنية حال انسحاب القوات الإسرائيلية 50 كيلومترا شرقاً، وأوفد مستشاره للأمن القومى حافظ إسماعيل لمقابلة هنرى كيسنجر سراً فى باريس ونيويورك عام 1973، إلا أن الجانبين الإسرائيلى والأمريكى لم يأخذا المبادرة بجدية لشكهم فى قدرة مصر على تحريك الأمور، خاصة بعد أن طلب السادات من الخبراء الروس مغادرة البلاد قبل ذلك بعام، مما خلق توتراً بينه وبين القيادات الروسية المورد الرئيسى للسلاح المصرى.

استغرق إعداد الدولة للحرب 6 سنوات كاملة هى الفترة التى انقضت بين النكسة الموجعة والانتصار العظيم، كانت حرب أكتوبر عملاً عسكرياً مبدعاً بغرض بدء عملية سلام تفاوضية، وأول خطوة فى عملية السلام كانت أول طلقة نيران عسكرية.

كان الفريق سعد الشاذلى أحد أعلام العسكرية العربية المعاصرة وأهم الشخصيات العسكرية المصرية، ووصف بالرأس المدبر للهجوم المصرى الناجح على خط الدفاع الإسرائيلى بارليف، فعقب توليه منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى 16 مايو 1971 بدأت مهام عمله بدراسة الإمكانات الفعلية للقوات المسلحة المصرية وقدرات جيش العدو الإسرائيلى.

وكان لاختيار موعد الحرب قصة عندما كلف الرئيس السادات القوات المسلحة بالاستعداد للحرب فى مؤتمر الجيزة 24 أكتوبر 1972 حيث قامت عمليات القوات المسلحة برئاسة اللواء عبدالغنى الجمسى على دراسة أنسب التوقيتات للهجوم، وتم اختيار شهر أكتوبر كونه أفضل الشهور بالنسبة لحالة المناخ على الجبهتين المصرية والسورية.

ووفقاً لدراسة العطلات الرسمية فى إسرائيل يتوافق هذا الموعد مع تدنى استعدادات الجيش الإسرائيلى حيث إن يوم السبت كان يوافق عيد الغفران أو كيبور 6 أكتوبر وتتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث، وبالتالى تحتاج إسرائيل وقتاً أطول لاستدعاء الاحتياطى الذى يمثل القاعدة العريضة لجيشها.

وتم اختيار الساعة الثانية ظهراً لانطلاق الهجوم لأن الشمس تكون جهة الغرب خلف ظهور المصريين فلا تستطيع عيون الإسرائيليين ملاحظتها بسهولة مما يعزز رؤية جيدة للمهاجمين على عكس المدافعين.

بدأ السادات بخطة خداع استراتيجى حيث تم الإعلان عن زيارة قائد القوات الجوية اللواء حسنى مبارك إلى ليبيا يوم 5 أكتوبر ثم تقرر تأجيلها لعصر اليوم التالى 6 أكتوبر، ثم وجه المشير أحمد إسماعيل الدعوة إلى وزير الدفاع الرومانى لزيارة مصر يوم 8 أكتوبر وأعلن رسمياً أنه سيكون فى استقباله شخصياً لدى وصوله إلى مطار القاهرة، وأعلن عن الاستعداد لاستقبال الأميرة مارجريت صباح الأحد 7 أكتوبر.

وبدأت الحرب فى الساعة الثانية من بعد ظهر يوم 6 أكتوبر 1973، حيث كانت إسرائيل تروج نفسها للعالم على أنها قلعة عسكرية منيعة لا يمكن اقتحامها، إلا أن القوات المصرية نجحت فى اقتحام قناة السويس واجتياح حصون خط بارليف، وانطلقت حوالى 200 طائرة حربية مصرية على ارتفاع منخفض لضرب الأهداف المعادية الإسرائيلية المحددة لها داخل سيناء المحتلة وأهداف خط بارليف الحصين.

جاء فى تقرير قائد القوات الجوية عقب الهجوم أن الضربة حققت 95فى المائة من أهدافها الموضوعة، وخسرت 11 طياراً شهيداً منهم 6 طيارين فى الغارة على مطار الطور قرب شرم الشيخ، وكانت نتائج الضربة الجوية وفقاً لما ورد فى المراجع الموثوق منها هى ضرب وشل ثلاثة ممرات رئيسية فى 3 مطارات هم المليز وبيرتمادا ورأس نصرانى بالإضافة إلى 3 ممرات فرعية فى نفس المطارات، وقامت تشكيلات جوية من طائرات الميج 17 بإسكات حوالى 10 مواقع بطاريات صواريخ أرض جو من طراز هوك للدفاع الجوى.

إنها قصة انتصار عظيمة حققه جيش مصر البطل واسترد سيناء.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة