محمد هانى محمد أحمد، الأول على الجمهورية فى دبلوم الصناعات الميكانيكية بمجموع 99.7فى المائة، قال: «عمرى ما كنت أتخيل إننا هنشوف زى يوم أوائل الثانوية الفنية، أول ما شُفت السيدة انتصار داخلة القاعة، حسّيت إن تعبى كله ليه معنى، دى مش مجرد لحظة تكريم، دى لحظة تقدير لسنين تعب وورش وشغل بإيدينا»، مضيفًا بابتسامة فخر: «اليوم شعرت إن التعليم الفنى أصبح فى قلب اهتمام الدولة فعليًا».
أما رفيدة ياسر يسرى جلال، إحدى أوائل دبلوم الصنايع بمجموع 99.71 فى المائة فقالت: «طول الوقت كنت أحلم إنى أكون من الأوائل، لكن تواجد السيدة انتصار كان حلمًا من نوع خاص، حديثها معنا كان مليئًا بالدفء والإنسانية والتشجيع والثقة، شعرنا أنها ترانا بعيون أم، فخورة بنا، وهو ما شجعنى على تكملة دراستى فى الكلية التكنولوجية».
ياسين عبدالمجيد محمد إبراهيم، الحاصل على 99.29 فى المائة فى دبلوم الصنايع، أكد أن التكريم كان استثنائيًا بكل تفاصيله، مضيفًا «أول مرة نعترف إن التعليم الفنى له مكانته، نظرتها كانت تقول إننا فخر مصر، وهو ما جعلنى أشعر مسئولية أكبر، إنى أكمّل وأثبت إننا نستحق كل هذا الدعم» .
وأشار عبدالله خليل إبراهيم علي، من أوائل الدبلومات التجارية، إلى أنه شعر للمرة الأولى أن صوت التعليم الفنى وصل لأعلى المستويات، وعلق: «أنا كنت دائمًا أسمع إن التعليم الفنى مهم، ولكن اليوم شاهدت هذا الاهتمام بأم عيني، فحضور السيدة انتصار السيسى للمرة الأولى له رسالة قوية جدًا، وهى تقول لنا: شغلكم هو مستقبل مصر».
بينما وصفت رينادا محيى محمد محمد، من أوائل الدبلومات الفندقية، الموقف بأنه «لحظة.. عمرها ما هتتكرر، لما وقفت قدامها وأنا بستلم درعى، كنت حاسة إنها بتفتخر بينا بجد، قالت كلام بسيط لكنه كبير فى معناه عن البنات اللى بيكافحوا فى مجالات مختلفة، حسّيت إن تعبى ومجهودى فى التدريب العملى ماراحش على الفاضي» .
كريم أشرف رضوان بيومى، من أوائل دبلوم الصنايع، قال إن اللقاء أعطاه دفعة غير عادية، جعلته يجزم «مفيش مستحيل»، مشيرًا إلى أن لقاء السيدة انتصار السيسى شجعه على التفكير فى مشاريع أكبر، ومضيفًا: «أنا ناوى أبدأ فى مشروع صغير خاص بالصناعات المعدنية بعد ما أكمّل دراستى».
أيضا قال محمود محمد جابر أبوالفتوح، من شعبة الكهرباء: «كنت حاسس إن محدش بيهتم بينا زى الطلبة التانيين، بس النهارده اتأكدت إن الدولة شايفانا، لما السيدة انتصار قالت إن التعليم الفنى هو العمود اللى بيتبنى عليه الاقتصاد، حسّيت إن الكلام ده ليا أنا شخصيًا».
أبدت سارة شاكر أحمد إسماعيل، الحاصلة على 99.86 بالمائة فى دبلوم الزخرفة، سعادتها باللقاء، وعلقت قائلة: «كنت متوترة قبل التكريم، بس لما سلّمت عليا بابتسامة، كل القلق راح، حسّيت إنها بتقول لنا إن تعبنا ما راحش هدر، دى كانت لحظة عمر، ودفعة قوية لأى بنت فى التعليم الفنى»
وتابع حمدى فرج حمدى فرج حديث زملائه قائلًا: «الاحتفال هذا العام ليس ككل السنوات الماضية، لأن لأول مرة نعلم أن التعليم الفنى سيمارس حقه إعلاميًا وشعبيًا، الكل تحدث عن تواجد السيدة انتصار بيننا، وهذا كفيل بان يجعل المجتمع يعيد نظرته إلينا كطلبة فنيين».
وفى ختام اللقاء، قال الدكتور عمر بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، إن «هذا الاحتفال لا يكرم أوائل الدبلومات فقط، بل يكرم مسيرة كاملة من العمل والجد، وحضور السيدة انتصار السيسى لأول مرة فى هذه المناسبة هو دعم حقيقى ورسالة فخر من الدولة لكل طالب اجتهد وتعب ليصل إلى القمة».
«بصيلة» وجه رسالة لطلبة الدبلومات، حيث قال: «أنتم نماذج حقيقية لجيل التعليم الفنى الجديد الذى يجمع بين المهارة والانضباط والطموح، وحضورها كان بمثابة تقدير رسمى لكل يد تبنى وتصنع وتزرع، أنتم ليس مجرد أرقام وأوائل، أنتم صناع المستقبل، مصر تراهن عليكم، كل واحد فيكم يمثل طاقة حقيقية للتنمية».
وقال الدكتور عاصم حجازى، أستاذ علم النفس التربوى المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إن حضور السيدة الأولى حرم رئيس الجمهورية لاحتفالية أوائل الدبلومات الفنية يعتبر حدثًا بالغ الأهمية وله العديد من الدلالات، منها اهتمام الدولة على أعلى المستويات السياسية، بالتعليم الفنى واعتباره مشروعًا تنمويًا قوميًا يستهدف تعظيم الاستفادة من الثروة البشرية وتنميتها والاستثمار فيها، بحيث تكون هذه الثروة البشرية هى الركيزة الأساسية للتطوير والتنمية الشاملة والمستدامة، مؤكدًا أن هذا الحدث يعكس إيمان القيادة السياسية بالدور المهم الذى يلعبه التعليم الفنى فى مسيرة النهوض بالوطن، كما أنه يعتبر رسالة قوية للطلاب وأولياء الأمور توضح لهم المكانة الحقيقية للتعليم الفنى فى المجتمع، مضيفًا أن هذا المستوى من الاهتمام يُعد دليلًا على نجاح التجربة وجودة المخرجات وزيادة الإقبال على التعليم الفنى، مشيرًا إلى أن هذا الحضور أيضًا يعطى رسالة بأن التعليم الفنى تعليم متميز وليس تعليمًا أدنى من الدرجة الثانية كما كان فى السابق.
وعن الآثار المترتبة على حضور السيدة الأولى لهذا الاحتفال، أوضح «حجازى» أنها تتمثل فى لفت الأنظار إلى المكانة والإنجازات التى حققها قطاع التعليم الفنى، ومستوى التطور الذى وصل إليه، كما أنه يسهم فى تغيير الصورة الذهنية السلبية عن التعليم الفنى وتحويلها إلى صورة إيجابية، وسوف يسهم ذلك بلا شك فى مزيد من الإقبال على هذا النوع من التعليم، مشددًا فى الوقت نفسه، أن هذا الحدث الاستثنائى يلفت أنظار سوق العمل المحلى والدولى إلى جودة خريجى التعليم الفنى وامتلاكهم المهارات المهنية اللازمة والمطلوبة فى سوق العمل عالميًا.
وتوقع د.عاصم حجازى، أن يزيد الطلب من سوق العمل – محليًا وإقليميًا ودوليًا، على خريجى التعليم الفنى والتكنولوجى المصرى نتيجة لذلك، لافتًا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت مزيدًا من الاهتمام بهذا النوع من التعليم من قبل الطلاب وأولياء الأمور تمثل فى زيادة الإقبال على مدارس التكنولوجيا التطبيقية والكليات التكنولوجية، وأصبح التعليم الفنى مدعاة للفخر بعد أن كان فى السابق تعليمًا من الدرجة الثانية.
أكد الدكتور خالد عبده، مدير عام التعليم الفنى بالقاهرة، أن حضور السيدة الأولى، حرم رئيس الجمهورية لاحتفالية تكريم أوائل الدبلومات الفنية، يمثل رسالة دعم قوية من الدولة لأبنائها من طلاب التعليم الفني، مشيرًا إلى أن هذا الحضور يعكس اهتمام القيادة السياسية بأهمية هذا القطاع الحيوى الذى يُعد أحد محركات التنمية الاقتصادية ورؤية مصر 2030.
وقال «عبده»، إن رعاية السيدة انتصار السيسى للاحتفالية تؤكد أن التعليم الفنى أصبح محورًا رئيسيًا فى بناء الإنسان المصري، إذ تولى الدولة اهتمامًا كبيرًا بتطويره باعتباره قاطرة للتنمية الصناعية والزراعية والسياحية، وركيزة لخلق فرص عمل حقيقية للشباب.
وأوضح أن عدد طلاب التعليم الفنى فى مصر بلغ نحو 2.2 مليون طالب وطالبة خلال العام الدراسى 2023 / 2024، ويدرسون فى أكثر من 3,386 مدرسة فنية منتشرة فى جميع المحافظات، تضم تخصصات صناعية وتجارية وزراعية وفندقية.
كما يبلغ عدد معلمى التعليم الفنى أكثر من 118 ألف معلم، بمتوسط 19 طالبًا لكل معلم، ما يعكس اهتمام الوزارة بتحسين جودة التعليم والتدريب العملى داخل المدارس.
وأشار إلى أن محافظة القاهرة وحدها تضم ما يقرب من 300 مدرسة فنية، تضم تخصصات حديثة تتماشى مع احتياجات سوق العمل، مثل المدارس التكنولوجية التطبيقية التى تتيح للطلاب التدريب داخل المصانع والشركات الكبرى.
وأكد أن نظام الجدارات، الذى تم تطبيقه فى عدد كبير من المدارس الفنية أسهم فى رفع نسب النجاح، حيث بلغت نسبة النجاح العامة فى امتحانات الدبلومات الفنية لعام 2025 حوالى 70.47 فى المائة، ووصلت فى مدارس التكنولوجيا التطبيقية إلى 80.65 فى المائة، بينما بلغت فى نظام الجدارات 89.63 فى المائة، وهى مؤشرات إيجابية تعكس جودة التدريب وتطور المهارات لدى الطلاب.
وأضاف «د. عبده»، أن التعليم الفنى لم يعد خيارًا ثانيًا بعد الثانوية العامة، بل أصبح مسارًا يختاره الطلاب المتفوقون عن قناعة، نظرًا لما يوفره من فرص توظيف مضمونة بعد التخرج وشراكات مع كبرى الشركات الصناعية.
وأكد أن الاحتفاء بأوائل الدبلومات الفنية بحضور السيدة الأولى رسالة فخر واعتزاز لكل طالب فنى، ودليل على أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو بناء جيل جديد من الفنيين المهرة القادرين على المنافسة والإنتاج.