رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

مطلوب صحوة فى إدارات الإعلام بجميع الشركات.. الدعاية الاحترافية ضرورة لتسويق الإنجازات البترولية


10-10-2025 | 19:40

.

طباعة
بقلـم: غالى محمد

هذا الأسبوع، رأيت على مواقع التواصل الاجتماعى فيديو من مشروعات شركة بتروجيت، التابعة لقطاع البترول، فى الجزائر.

ما رأيته فيديو تم إعداده باحترافية عالية جعلنى أفخر أن لدينا شركة مصرية، نفذت هذه المشروعات البترولية العملاقة فى الجزائر، فضلا عن مدّ شبكة خطوط بترولية فى صحراء الجزائر.

 

إن كان هذا ليس جديدا على قطاع البترول، ممثلاً فى شركة بتروجيت التى أصبحت لها مكانة مهمة فى تنفيذ العديد من المشروعات البترولية العملاقة فى الدول العربية والإفريقية، والتى يأتى فى مقدمتها الدول الخليجية.

وهنا لا أتحدث فقط عن قدرات شركة بتروجيت فى تصنيع المشروعات البترولية، سواء فى مصر أو خارجها، ولكننى أتوقف عند الفيديو الذى تم إعداده بحرفية عالية، ليُظهر قدرات شركة بتروجيت فى تصنيع المشروعات البترولية فى الأسواق العالمية.

هذا الفيديو الذى يجعلنى أتساءل: وماذا عن بقية شركات قطاع البترول التى آن الأوان أن تخترق الأسواق العالمية بوسائل جديدة فى التسويق؟

بل أتساءل أكثر: وماذا تفعل إدارات الإعلام المكتظة بالموظفين؟ وهل آن الأوان أن تتجاوز الأعمال التقليدية التى أصبحت لا تساير العصر، فى إنتاج مطبوعات لا تسمن ولا تغنى من جوع بل يقتصر دورها على وضع صور رؤساء الشركات فقط دون هدف أو نشر أخبار المجاملات الاجتماعية التى ليس مكانها مثل هذه المطبوعات الركيكة مما يعد إهدارًا للمال العام.

وحتى مع تطور وسائل التواصل الاجتماعى ووجود صفحات رسمية لهذه الشركات، فإنه يتم إعدادها بشكل ركيك وغير هادف أيضًا.

تحولت هذه الصفحات إلى أوعية اجتماعية باهتة دون رسائل، لكى ينتقل الإعلام فى هذه الشركات إلى إعلام تسويقى وتنموى يساعد الشركات على إظهار قدراتها فى اختراق الأسواق العالمية أو حتى تقديم صور مشرقة للرأى العام المصرى وفى مقدمتهم العاملون بالشركة، حتى إنهم سئموا من صور رؤساء الشركات ورؤساء القطاعات والمساعدين ومديرى العموم ومن صور الحضانات والعزاءات والأفراح وغيرها، من الأنشطة الباهتة دون تحقيق أدنى أهداف لتحسين صورة الصناعة البترولية المصرية وإظهار قدراتها.

وأتوقف أكثر وأكثر عند هذا الدور العقيم لإدارات الإعلام فى شركات البترول، التى لا تنتج عملا يناسب ما يقوم به المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية فى معاركه لزيادة إنتاج الزيت الخام والغاز الطبيعى، والدبلوماسية البترولية مع الشركاء الأجانب فى الداخل والخارج لزيادة الإنتاج، ولا تتابع إدارات الإعلام بالشركات ذلك، وكأنه لا توجد معارك بترولية وجولات يقوم بها الوزير.

ولا يعنى هذا، أننى أدعو إدارات الإعلام بالشركات، إلى إعادة إنتاج البيانات الصحفية لوزير البترول، وإنما أدعوها إلى التوقف عند بعض اللقطات والأرقام لإنتاج فيديوهات هادفة، بدلا من الطاقة العاطلة وزيادة المشاحنات بين موظفى هذه الإدارات، ولن أبالغ، إذا قلت إن بعض هذه الإدارات لا تتابع أنشطة وجولات الوزير.

وقبل أن أنطلق إلى الهدف من هذا المقال، فإننى أركز على أن شركات وزارة البترول تملك بنية أساسية وإمكانات وخبرات كبيرة، آن الأوان أن تخترق الأسواق العالمية، ولا بديل عن اتباع وسائل إعلامية جديدة، لتسويق هذه القدرات وتوصيلها للأسواق العالمية، اعتمادا على ما هو متاح من وسائل التواصل الاجتماعى.

وهنا لا أتكلم عن بدعة، ولكن هذا هو الذى تفعله الشركات العالمية الكبرى، ولننظر إلى الشركات الصينية فيما تفعله من توظيف وسائل التواصل الاجتماعى فى تسويق منتجاتها وتحسين صورتها.

ولن أتكلم عن فيديوهات الرئيس بوتين والرئيس الصينى، التى أصبحت تحتكر وسيلة «التيك توك»، فى تحسين صورتها، وإظهار قدرات كل من الصناعة الروسية والصناعة الصينية.

وهنا أسأل: إذا كانت هذه الوسائل متاحة، وتحقق انتشارا واسعا فى عملية التسويق، فأين الصناعة البترولية من ذلك، ولماذا تعيش إدارات الإعلام بالشركات حالة من العبث الذى تجاوز كل الحدود؟ أليس منطقيا، كما فعلت شركة بتروجيت أن تفعل شركات أخرى ذلك؟

وهناك أمثلة كثيرة، ومنها على سبيل المثال، ملحمة تشغيل مراكب التغييز ومرور الصيف دون أدنى مشاكل فى توفير الغاز الطبيعى لمحطات الكهرباء، أن يكون هناك أكثر من فيديو لكى يرى العالم وكل المصريين هذه الملحمة، بدلا من الصور الصامتة التى يتم نشرها فى بيانات صحفية لزيارات المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية.

بالفعل كانت ملحمة، ولكن لم تأخذ حقها من خلال العديد من الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعى، أو حتى على المواقع الإلكترونية المختلفة.

أسأل: وماذا يمنع من إعداد عدة فيديوهات عن ميناء الحمرا البترولى العالمى، الذى يقع بجوار مدينة العلمين الجديدة، ولا سيما بعد الاتفاق الذى عقده المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية، مع إحدى شركات إمارة الفجيرة لزيادة طاقة هذا الميناء العالمى البترولى؟

أين إدارات الإعلام بهذه الشركة التى تدير الميناء؟ لم تهتم بالحدث، وكأنه لا يوجد على أرض مصر ميناء بترولى عالمى، اسمه ميناء الحمرا.

الأمثلة كثيرة، وهنا أسأل: لماذا لم تبادر أى من إدارات الإعلام بأى من الشركات التى استطاعت زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعى فى الفترة الأخيرة، أن تعد بعض الفيديوهات لبث روح الأمل عن معركة مصر فى زيادة الإنتاج المحلى من الغاز الطبيعى والزيت الخام؟

لم يحدث، ولكن ما تم نشره بأسلوب صامت لخبر هنا وهناك للدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أو للمهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية، وكأنه لا توجد زيادة فى الإنتاج.

وأسأل: هل فكرت الشركة المسئولة عن تشغيل حقل ظهر فى إنتاج أية فيديوهات للحفارات التى تعمل الآن على زيادة إنتاج حقل ظهر؟

لم يحدث، ما يحدث مجرد أخبار صامتة، وكأن وسائل التواصل الاجتماعى التى تعتمد عليها الشركات العالمية رجس من عمل الشيطان.

وإلى أسئلة أكثر وأكثر: هل فكرت إدارة الإعلام فى شركة جاسكو المسئولة عن تشغيل الشبكة القومية للغاز أن تنتج بعض الفيديوهات، لكيفية تشغيل هذه الشبكة القومية خاصة من مركز «ناتا» المسئول عن تشغيل الشبكة القومية؟

لم يحدث، اكتفاء بالصراع على الحوافز والمكافآت والبوكسات، وكأن الصيف الأخير لم يشهد معارك جبارة، كان يعيشها المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية يوميا فى مركز «ناتا» المسئول عن تشغيل الشبكة القومية.

وأسأل أيضًا إدارات الإعلام فى شركة «إنبى» لتنتج فيديوهات تظهر قدراتها فى الصناعة البترولية، كما فعلت شركة بتروجيت، وهى الجناح الأخير فى تصنيع المشروعات البترولية.

بكل أسف لم يحدث، وكأنه لا توجد أسواق عالمية، لا بد أن تخترقها الشركات البترولية المصرية.

بكل أسف، تعيش إدارات الإعلام لشركات البترول حالة من الانفصال عن الواقع البترولى والجهود التى يقوم بها المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية فى تحقيق أهداف المحاور الستة التى بدأت تؤتى ثمارها.

وهذا الأسبوع، قابلت المهندس كريم بدوى فى إحدى المناسبات، ورأيت حرصًا على تحقيق أهدافه فى جذب الاستثمارات العالمية وزيادة الإنتاج فى الغاز الطبيعى، لكن بكل أسف، وبسبب عجز إدارات الإعلام فى الشركات، لا يصل هذا على نطاق واسع إلى المصريين وإلى الأسواق الخارجية.

وهنا سألت محمد داود ، مدير عام الإعلام بوزارة البترول إلى متى تستمر إدارات الإعلام بالشركات بهذا الأداء المتدنى وعدم تفاعلها فى مسايرة وسائل التواصل الاجتماعى بأفكار مبتكرة جديدة؟

قال «داود» إننا أوشكنا على الانتهاء من تأسيس إدارة جديدة باسم إدارة الاستراتيجية الإعلامية، وهذه سوف تقوم بوضع سياسات وأفكار جديدة تناسب الإنجازات البترولية التى تتم الآن، وذلك بهدف وضع رؤى إعلامية مبتكرة وتنشيط عمل إدارات الإعلام بمختلف قطاعات البترول.

ومن ثمّ، فسوف نشهد بداية من الأيام القادمة، صحوة إعلامية فى إدارات الإعلام بالشركات فى إعداد الفيديوهات والوسائل الإعلامية التى تؤكد المكانة العالمية للصناعة البترولية فى مصر، ومساعدة الشركات فى اختراق الأسواق العالمية.

وأضاف «داود» إننا بدأنا بالفعل فى إنتاج بعض الفيديوهات التى تعكس ارتباط صناعة البترول بالمواطن المصرى.

وبعد انتهاء كلام مدير عام الإعلام بوزارة البترول، فإننى أرى مساندة قوية من المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية، أن يكون هناك إعلام بترولى مبتكر خلال المرحلة القادمة... وهذا ما ننتظره.

ولا بديل عن هذا التوجه الجديد فى إعلام وزارة البترول خاصة مع هذا الخبر بأن شركات إنبى وبتروجيت وصن مصر أصبح لها ترتيب متقدم بين شركات المقاولات البترولية العالمية.

نحن فى انتظار إعلام بترولى جديد يؤدى إلى جذب الاستثمارات والشركات البترولية العالمية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة