أصدرت وزارة الخارجية المصرية كتابًا جديدًا بعنوان "الاتزان الاستراتيجي: عشر سنوات من الدبلوماسية المصرية"، يوثق الرؤية السياسية التي حكمت تحركات مصر في المنطقة والعالم خلال العقد الأخير تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الكتاب يقدّم قراءة تحليلية لمفهوم "الاتزان الاستراتيجي" الذي تبنّته السياسة المصرية، ويقوم على تحقيق توازن دقيق بين حماية المصالح الوطنية والانفتاح على التعاون مع مختلف القوى دون انحياز أو استقطاب.
كما يستعرض كيفية ترجمة هذه الرؤية إلى مواقف عملية في ملفات حيوية، من بينها إدارة الأزمات الإقليمية في ليبيا والسودان واليمن والمشرق العربي، وجهود مصر الحثيثة في القضية الفلسطينية من خلال الوساطة ووقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة.
ويبرز الإصدار الثاني أيضًا دور مصر في قيادة التحركات الدبلوماسية الهادفة لترسيخ الأمن الإقليمي، ودعم مؤسسات الدولة الوطنية، ومكافحة الإرهاب، والتعامل مع تحديات حديثة كالأمن السيبراني وتغير المناخ والذكاء الاصطناعي.
ويؤكد الكتاب أن ثوابت السياسة المصرية، وعلى رأسها احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، كانت حجر الأساس في تعامل القاهرة مع أزمات المنطقة، بينما ظل مبدأ "السلام العادل والتنمية المشتركة" هو البوصلة التي توجه خطواتها في الساحتين الإقليمية والدولية.
مصر ترسخ حضورها الدولي بشراكات استراتيجية وانضمامها إلى تجمع "بريكس"
من خلال رؤية تقوم على الاتزان والانفتاح، نجحت الدبلوماسية المصرية خلال العقد الأخير في ترسيخ مكانتها كقوة فاعلة في النظامين الإقليمي والدولي، وفق ما أوضحته وزارة الخارجية في كتابها الجديد "الاتزان الاستراتيجي: عشر سنوات من الدبلوماسية المصرية".
وأشار الكتاب إلى أن مصر تمكنت من بناء شبكة واسعة من الشراكات الاستراتيجية مع دول القارات كافة، دون انحياز لطرف أو الدخول في محاور، ما أتاح لها تعزيز مكانتها السياسية والاقتصادية، والحفاظ على استقلالية قرارها الوطني في ظل عالم شديد الاستقطاب.
وتجلّى هذا التوجه في انضمام مصر إلى تجمع "بريكس" الذي يضم أبرز الاقتصادات الصاعدة، إلى جانب تعاونها المتنامي مع الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل، فضلًا عن تطوير علاقات متوازنة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
كما سلّط الإصدار الضوء على الدور المصري المتزايد في الدفاع عن قضايا الجنوب العالمي، ودعم إصلاح النظام الدولي ليصبح أكثر عدالة وتوازنًا، مع التأكيد على أن القاهرة استخدمت دبلوماسيتها لخدمة قضايا التنمية والسلام والعدالة، وجعلت من حضورها الخارجي أداة لتعزيز الداخل عبر جذب الاستثمارات وتحقيق مصالح الشعب المصري.
ويؤكد الكتاب أن هذا النهج المتزن مكّن مصر من الصمود أمام أزمات عالمية متلاحقة — من جائحة كورونا إلى أزمات الطاقة والغذاء والحروب الإقليمية — دون أن تفقد استقلال قرارها أو تتنازل عن ثوابتها التاريخية.