في ذكرى السادس من أكتوبر، التي تجمع بين الاحتفال بالنصر واستعادة ذكرى رحيل الرئيس محمد أنور السادات، يعود الحديث مجددًا عن صورة هذا القائد التي خُلدت في وجدان المصريين، ليس فقط عبر كتب التاريخ، بل أيضًا من خلال الفن السابع والدراما المصرية.
فمنذ التسعينيات وحتى اليوم، حاول أكثر من خمسة عشر فنانًا تقديم السادات على الشاشة، كل منهم بطريقته ورؤيته الخاصة، في أعمال تفاوتت بين السيرة الذاتية والتجسيد الدرامي.
كانت البداية مع الفنان الراحل نجاح الموجي في فيلم «زيارة السيد الرئيس» عام 1994، حيث قدم ملامح إنسانية للسادات بعيدًا عن النمط السياسي التقليدي.
وفي العام نفسه، قدّم أحمد عبد العزيز الشخصية في فيلم «الجاسوسة حكمت فهمي» أمام نادية الجندي، حيث ظهر السادات في مرحلة ما قبل توليه الحكم، ضمن حبكة مشوقة عن الجاسوسية والعمل الوطني.
في عام 1993، جسد عبد الله غيث شخصية الرئيس السادات في مسلسل «الثعلب»، إلى جانب نور الشريف، مجسدًا روح الذكاء والدهاء السياسي في مرحلة دقيقة من تاريخ المخابرات المصرية.
ثم تبعه محمود البزاوي في فيلم «ناصر 56» عام 1996، الذي ركز على فترة حكم عبد الناصر، لكنه منح السادات حضورًا مميزًا يعكس تحوله من رجل ظل إلى قائد منتظر.
يبقى أحمد زكي هو الاسم الأبرز في رحلة تجسيد السادات، عبر فيلم «أيام السادات» للمخرج محمد خان.
لم يكن الأداء مجرد تقليد خارجي، بل دراسة عميقة لتفاصيل الشخصية، بدءًا من نبرات الصوت وحركات اليد، وصولًا إلى طريقة التفكير واتخاذ القرار، وقد حاز الفيلم إشادة نقدية واسعة، واعتُبر واحدًا من أنجح أفلام السيرة الذاتية في السينما المصرية.
قدم جمال عبد الناصر السادات في فيلم «امرأة هزّت عرش مصر» عام 1995 مع نادية الجندي، بينما ظهر طلعت زين في فيلم «جمال عبد الناصر» عام 1999، مجسدًا السادات في مرحلة التحولات السياسية.
أما محمد نصر فكان أكثر الفنانين تجسيدًا للشخصية، إذ قدمها ثلاث مرات في مسلسلات «العندليب»، «صديق العمر»، و«الجماعة»، مستعرضًا تطور السادات من ضابط حر إلى زعيم تاريخي.
وفي تجربة فريدة، نقل الفنان خالد النبوي صورة السادات إلى المسرح الأمريكي في عمل عالمي بعنوان «كامب ديفيد» عام 2014 بواشنطن.
قدم النبوي الشخصية باللغة الإنجليزية، معتمدًا على الأداء التمثيلي المكثف والاقتراب النفسي من الزعيم، ليصبح أول فنان مصري يجسّد السادات أمام جمهور دولي، في عرض نال إشادة النقاد في الولايات المتحدة.
عام 2012 شهد تجسيدًا مختلفًا للسادات ضمن مسلسل «كاريوكا»، حيث قدّمه محمد رمضان في دور قصير لكنه لافت، ركز على الجانب الوطني في حياة الفنانة تحية كاريوكا وعلاقتها بزمن الثورة.
وفي مسلسل «أوراق مصرية»، الذي امتد لثلاثة أجزاء بين 1998 و2004، قدّم الشخصية محمود عبد المغني في الجزأين الأول والثاني، ثم أحمد بدير في الجزء الثالث، ليكملا رؤية تاريخية متكاملة لأبرز لحظات السادات.
كما قدم زين نصار الشخصية في مسلسل «فارس الرومانسية» عن الأديب يوسف السباعي، وعاصم نجاتي في مسلسل «ناصر» مع مجدي كامل، فيما جسّد مفيد عاشور الدور في «إمام الدعاة»، متناولًا علاقة السادات بالشيخ الشعراوي.