مع بداية الدراسة في مختلف المدراس، ليس علينا فقط الأخذ في الاعتبار الإجراءات الوقائية من الفيروسات، بل علينا الانتباه من انتقال العدوى من مختلف الأمراض للطفل في المدرسة، إذ تظلّ مشكلة انتقال العدوى وما تحمله من أمراض مختلفة هاجسا يؤرق كل أم وأب وأسرة مصرية، في هذا التحقيق نتعرف معا على طبيعة هذه الأمراض التي قد تنتقل بالعدوى وأهمها الأمراض المعوية وطرق الوقاية منها.
فى البداية يرى الدكتور أحمد جلال فهمى استشاري الصحة العامة، أن مع بداية العام الدراسي وعودة الأطفال إلى مقاعد الدراسة، تزداد فرص تعرضهم للإصابة ببعض الأمراض المعوية التي تنتشر بسهولة في البيئات المزدحمة، خاصة مع ضعف الوعي الصحي لدى بعض الطلاب، وتشير الدراسات الطبية إلى أن أكثر ما يهدد صحة الأطفال داخل المدارس هي الأمراض المعوية المعدية التي تنتقل عن طريق الطعام أو الشراب الملوث أو نتيجة عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
ويشير أحمد جلال فهمي إلى أن أبرز الأمراض المعوية التي قد تنتشر بين الأطفال تتمثل في الآتي:
- الإسهال المعدي: يعد من أكثر الأمراض انتشارًا بين التلاميذ، وغالبًا ما يحدث بسبب تلوث الأيدي أو تناول أطعمة مكشوفة.
- التسمم الغذائي: يظهر نتيجة تناول وجبات ملوثة بالجراثيم أو البكتيريا مثل السالمونيلا، ويؤدي إلى قيء وآلام حادة في البطن.
- التيفوئيد: مرض بكتيري ينتقل عبر المياه أو الأطعمة غير النظيفة، ويصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة واضطرابات هضمية.
- الديدان المعوية: مثل الديدان الدبوسية أو الأسطوانية، والتي تنتقل بسهولة بين الطلاب نتيجة قلة غسل اليدين أو مشاركة الأدوات الشخصية.
- التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي: ينتشر بسرعة في التجمعات المدرسية، ويسبب الإسهال والقيء وفقدان الشهية.
ويوضح أن احتمالات الإصابة بالأمراض المعوية المعدية ترجع إلى عدة أسباب منها: ضعف التهوية، والاكتظاظ داخل المدارس، وعدم التزام بعض أماكن بيع الطعام بالمعايير الصحية، ومشاركة الأدوات الشخصية بين الطلاب، وإهمال غسل الأيدي قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام، وتناول وجبات سريعة أو مكشوفة من خارج المدرسة.
وحول طرق الوقاية، يؤكد د. أحمد جلال فهمي أنها تتلخص في الآتي:
- النظافة العامة: الاهتمام بتوعية الطفل بأهمية غسل الأيدى واستخدام المطهرات قبل وبعد الطعام وعند استخدام دورات المياة .
- الفحوص الدورية: إجراء الأسرة لكشف طبي منتظم على الأبناء للكشف المبكر عن أي عدوى.
- التغذية السليمة: الإهتمام بتقديم وجبات صحية ونظيفة للأبناء.
كما تقول الدكتورة آمال التهامي استشاري الصحة العامة إن الأطفال قد يتعرضون لمختلف الأمراض البكتيرية والفيروسات ونزلات البرد والحمى من خلال الإختلاط فى المدرسة أحياناً، وهذا يرجع إلى عدم اكتمال نظام المناعة في هذه السن بالشكل المطلوب وعدم وجود مقاومة كافية لتلك الأمراض في الجسم.
لذلك علينا أن نعى ما وسائل انتقال تلك الأمراض للطفل، وهنا تذكر آمال التهامي أن الإختلاط فى المدرسة يزيد من فرص انتقال العدوى والبكتيريا من طفل لآخر، وإن مختلف الأمراض وخاصة الجلدية تنتقل أحياناً من خلال دورات المياه، لذلك يجب التنويه على طفلك عند استخدام المرحاض وضع المناديل على حواف قاعدة المرحاض وعند الانتهاء يجب عليه أن يستخدم الصابون أو أي أدوات تنظيف خاصة به وألا يتبادل أدواته مع طفل آخر.
وتحذر من أن عدم الاغتسال بعد اليوم الدراسي المليء بالأتربة وخاصة في فترات الترفيه في المدرسة حيث قد يتعرض الطفل للإصابة ببعض الأمراض منها على سبيل المثال: الجدري المائي وهو مرض يصيب الطفل عن طريق السعال أو العطس وهناك أيضا مرض النكاف والذى قد يسبب انتفاخا كبيرا في الغدة اللعابية وأيضا مرض السعال الديكي، ويعد هذا المرض شديد العدوى عن طريق التلامس المباشر لإفرازات الأنف والبلعوم للمصاب به.
وتناشد آمال التهامي أولياء الأمور إلى الإهتمام بتلقى الأطفال كافة التطعيمات من مختلف الأمراض التي تنوه عنها وزارة الصحة من فترة الى أخرى فى بداية الموسم الدراسى.
وتقول الدكتورة أماني عبد المقصود استشاري أمراض الكبد والباطنة: لابد من الإهتمام بتقوية مناعة الطفل من خلال الأغذية الصحية والعادات السلوكية السليمة فى بداية الموسم الدراسى، وذلك وقاية له من العدوى بأى من الأمراض من خلال المدرسة، و تذكر من هذه الأمراض حشرات الشعر وهى حشرات صغيرة جدًا تستطيع أن تعيش على فروة الرأس وتضع بيضها فيه وتنتقل هذه الحشرات بين الأطفال؛ لتسبب حكة بفروة رأسهم، وهناك أيضا التهاب اللوزتين وهو أكثر ما يصيب الطفل في سن المدرسة نتيجة العادات الخاطئة مثل: تناول المشروبات الساخنة أو الباردة بدرجة عالية أو ارتداء ملابس ثقيلة ثم التعرض بعدها للهواء ولذلك يجب على أولياء الأمور إرشاد أطفالهم بمختلف الإجراءات فضلا عن الإجراءات التي يجب أن يتخذها كل ولى أمر ونذكر منها: على الأم أن تثقّف أولادها حول الأمراض المعدية التي من الممكن أن يصابوا بها، وأن تشرح لهم أسبابها وكيفية عمل الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع إصابتهم بها، والتأكد بنفسها من نظافة أدواتهم الدراسية عن طريق غسلها بالصابون المطهر بشكل دوري ومنتظم والاهتمام والعناية بنظافة دورات المياه والأحواض التي يستخدمها الطفل لغسل يديه، وأخيرا ضرورة إبلاغ مدرس الفصل وإدارة المدرسة عند إصابة الطفل بمرض معين لاتخاذ اللازم لسلامة الأطفال.