رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

رفقاً بـ«العميد»


11-9-2025 | 21:16

.

طباعة
بقلم: علاء محجوب

تصاعدت حدة الانتقادات ضد حسام حسن، المدير الفنى لمنتخب مصر، وتحولت إلى حالة من التربص والترصد القاسية، لا سيما بعد اختياراته الأخيرة لمواجهتى إثيوبيا وبوركينا فاسو فى تصفيات كأس العالم، الاختيارات أثارت جدلا واسعا، رغم تصدر المنتخب قمة مجموعته فى تصفيات المونديال، وتأهله إلى كأس الأمم الإفريقية بالمغرب، واقترابه الشديد من حسم موقفه للتأهل إلى المونديال، واستمرت حدة الانتقادات والتربص، حتى بعد تفوق المنتخب على نظيره الإثيوبى بهدفين، من نجوم الكرة المصرية السابقين، الذين اعتبروا أن حسام حسن يتعامل مع الأمور بطريقة شخصية على حساب مصلحة المنتخب، وزعموا أن بعض لاعبى المنتخب، ومنهم عمر مرموش وزيزو ومصطفى محمد، قد انقلبوا على الجهاز الفنى..

لا شك أن حالة التربص والترصد الكروى تعدت ظاهرة الانتماء والولاء للمنتخب، بل تعدت إلى المطالبة بإجراء تغيير جوهرى فى القيادة الفنية للمنتخب فى تلك الفترة الحرجة. والمتتبع لأفعال وتصرفات بعض النقاد والمحللين من اللاعبين القدامى والجماهير يلحظ أنهم قد انحرفوا عن الهدف المنشود، وما بدا أنه كان مجرد مساندة، ودعم تحول إلى عصبية، وانقلاب على الأوضاع، والمطالبة بالتغيير، وكرة القدم التى كانت رياضة هدفها تفريغ الطاقة السلبية لدى المشجعين والمتابعين أصبحت أكبر جاذب للشحن العصبى والنفسى والكراهية.

أصبح كل متابع للكرة المصرية خبيرًا تحليليًا وتحكيميًا، حتى أصبحنا نرى الذى ليس لديه أى خلفية كروية يحدد كيف كان من اللازم أن يلعب الفريق، ويقوم بالتعليق على أحداث ومجريات خارج المباريات حتى ينال بذلك شرف أن يكون محللًا عظيمًا وخبيرًا يقدم الحلول، وينتقد المجريات والأحداث دون دراية أو دراسة أو معايير علمية منطقية. وللأسف خلال الفترة الماضية، شاهدنا الشحناء والاتهامات والسبّ المتبادل بسبب التعصب الكروى، وهذه الحالة تنذر بكارثة حال استمرارها أو حتى تكرارها، وهذا النوع من التعصب يقود إلى الانحدار الأخلاقي، والعداوات، بل وأحيانًا إلى العنف، وهذا التعصب البغيض يؤثر على النشء، الذين يكتسبون قيمًا سلبية من بيئة التشجيع المسمومة. إن خطورة هذا التعصب لا تكمن فقط فى الشد والجذب بين الجماهير المؤيدة للمنتخب، والتى تنجذب للانتقادات المسمومة، بل تتعدى ذلك لتشمل الانحدار الأخلاقى الذى يصحبه، فكم من كلمات نابية قيلت، وكم من علاقات قُطعت.

وفى الفترة الحالية، التى تفرض وقائعها وفاعليتها، تحديات جسيمة، تحتاج الكرة المصرية إلى تخفيف هذا الاحتقان والغضب الذى سيطر على بعض النقاد والمحللين وطال بعض الجماهير، من خلال ترسيخ قيم الروح الرياضية، ونبذ التعصب فى إطار الحرص الكامل على الروابط الأخوية بين أطراف المنظومة الرياضية، ومساندة ومؤازرة المنتخبات والأجهزة الفنية لا سيما أثناء فعاليات المنافسات، فالتربص والترصد والتعصب ظاهرة لا يمكن تجاهلها لأن البعض حوّل كرة قدم من مجرد وسيلة ترفيهية، إلى صراع محموم يدمر المعنويات ويضاعف الاحتقان ويزيد الكراهية، بل إن هذا التعصب يتجاوز مجرد الانفعالات العاطفية، ليتحول إلى غزو للعقول، والتأثير السلبى على النفوس..

إن علاج التعصب الكروى والذى نشاهده اليوم يكون باتباع الرقى والاحترام المتبادل فى التعامل فيما بيننا كمصريين؛ لأن كرة القدم لعبة هدفها الأساسى هو المتعة ورسم البهجة والفرحة والسرور على أوجه الجماهير وليس التفرقة بينهم، وجعلهم يكرهون وينبذون بعضهم بعضا؛ لأننا فى النهاية أبناء وطن واحد، والمنتخبات الوطنية تخوض فعاليات المنافسات بهدف إثبات الوجود، والقدرة على التحدى وإعلاء شرف الوطن الذى يمثله المنتخب بلاعبيه وجهازه الفنى.

أخبار الساعة