رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

خطة ترامب للاستيلاء على غزة


4-9-2025 | 19:55

.

طباعة
بقلـم: عبدالقادر شهيب

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن ترامب ما زال يُصر على الاستيلاء على قطاع غزة والسيطرة عليه.. وقالت الصحيفة إنها اطلعت على خطةَ ترامب التى أعدت بعد الاجتماع الخاص بمستقبل عزة الذى عقده الرئيس الأمريكى فى المكتب البيضاوى الأسبوع الماضى وشارك فيه كوشنر وبلير، وتتكون من 38 صفحة.

وجوهر هذه الخطة تهجير أكبر عدد من أهالى قطاع غزة الذين يبلغ عددهم نحو المليونين بعد إغرائهم ماليًا، وتجميع البقية الذين يصرون على البقاء فى تجمعات خاصة بالقطاع، ريثما يجرى العمل لإعادة تعمير القطاع وتحويله إلى ريفيرا الشرق التى تحدث عنها ترامب، بالإضافة إلى فرض أمريكا وصايتها على القطاع لفترة لا تقل عن عشر سنوات!.

 

والمفاجأة الحقيقية فى هذه الخطة التى أعدها كوشنر أن أمريكا سوف تستولى على قطاع غزة مجانًا!.. فإن تمويل إعادة الإعمار سوف تتحمله دول الخليج.. والأمن فى القطاع سوف تتولاه قوات الاحتلال الإسرائيلية.. بينما يشارك رجال أعمال أمريكيين وشركات أمريكية فى إعادة تعمير القطاع. لتحويله إلى ريفيرا الشرق الذى يحلم بها ترامب!.

وبالطبع لا تتضمن هذه الخطة أى إشارة إلى عودة أهل غزة الذين سوف يتم تهجيرهم خارجها ولو بعد انتهاء فترة السنوات العشر التى سوف يستغرقها الانتداب الأمريكى على القطاع، كما لا توجد إشارة أيضًا إلى الدولة الفلسطينية التى يتزايد اعتراف دول العالم بها الآن، وإنما هناك إشارة فقط لكيان فلسطينى غير محدد الملامح.

واذا كان ترامب قد تراجع عن فكرة تهجير أهل غزة إلى مصر والأردن إزاء الرفض المصرى الصارم والحازم لتوطينهم فى سيناء، إلا أن الخطة تضمنت إشارة الى إمكانية إنشاء محطات تحليه لمياه البحر واُخرى لإنتاج الكهرباء فى سيناء لخدمة القطاع بعد تحويله إلى ريفيرا الشرق!.

وما كشفت عنه «واشنطن بوست» يفسر لنا الكثير مما نراه حاليًا، وأهمه موافقة أمريكا على عملية احتلال مدينة غزة بعد ترحيل سكانها البالغ عددهم نحو المليون نسمة إلى جنوب القطاع، رغم رفض معظم دول العالم ومطالبة العرب ترامب بوقف تلك العملية العسكرية الخطيرة.

فإن ترامب منح موافقته على هذه العملية العسكرية لأنها تسهم في تنفيذ خطته للاستيلاء على أراضى القطاع وفرض الوصاية الأمريكية على القطاع لعشر سنوات.

كما أن ترامب تخلى عن التوصل إلى صفقة جديدة للهدنة فى غزة، رغم موافقة حماس على مقترح وسيطه ويتكوف بجهد مصرى فطرى، لأن أى هدنة كانت ستحبط زخم تنفيذ خطته الخاصة بالاستيلاء على قطاع غزة وربما تعطله، لأن أى وقف لإطلاق النار فى القطاع كان سيكثف الضغوط الدولية والعربية لتحويل وقف إطلاق النار المؤقت لوقف مستدام.

وكذلك تلك الخطة لاستيلاء أمريكا على قطاع غزة تكشف أيضًا لماذا لا تكتفى أمريكا برفض حل الدولتين واعتراف مزيد من الدول الأوربية بالدولة الفلسطينية، بل واتخاذ إجراءات لوقف هذا الاتجاه كان أبرزها منع الرئيس الفلسطينى من حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وكل أعضاء الوفد الفلسطينى بعد سحب تأشيرات الدخول للأراضى الأمريكية.

إذن..

ترامب مازال متمسكًا بمشروعه ويصر على سلب أهل غزة أرضهم لاستغلالها بأموال العرب إلى ريفيرا الشرق.. فهو يراه مشروعًا مربحًا ولن تتحمل أمريكا فيه شيء، لا المال ولا الأمن.. وهذا الذى كشفته «واشنطن بوست» وسبق ان أكدناه عدة مرات من قبل بدون الاطلاع على وثيقة كوشنر بلير، لان كل الشواهد كانت تشى بذلك ابتداء من تقاعس أمريكا فى وقف الحرب البشعة فى غزة ولو وقفا مؤقتًا، وحتى استمرار أمريكا فى دعم إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا وحمايتها سياسيًا على المستوى العالمى.. ويضاف إلى ذلك كله تصريحات ترامب ذاته التى كانت تؤكد أنه لم يتراجع عن الاستيلاء على غزة بعد طرد اَهلها منها وتهجيرهم من أرضها.. ربما فقط حاول ترامب أن يلتف حول الرفض المصرى الصارم لتهجير نصف أهل غزة فى سيناء، وذلك بالبحث لهم عن دول بديلة تستقبلهم وترضى بتوطينهم فيها، وتسمية طردهم بالهجرة الطوعية، رغم أنه يستخدم فيها التجويع والقتل وسلبهم كل مقومات الحياة الأساسية.