رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

قرارات حاسمة


22-8-2025 | 14:10

.

طباعة
بقلم: علاء محجوب

بداية قوية، ومنضبطة لرابطة الأندية الكروية بالدورى المصرى لضبط إيقاع الأحداث، وإعادة الاتزان المفقود، فى المواسم الكروية السابقة مع بداية الموسم الجديد، وبغية تحقيق موسم ناجح خالٍ من التعصب الجماهيرى الذى يزيد الاحتقان فى المدرجات وخارجها، فقد أصدرت رابطة الأندية عقوباتها، وشهدت العقوبات توقيع غرامة مالية على جماهير الزمالك بسبب السباب الجماعى ضد لاعب منافس «زيزو»، وفى المقابل قررت رابطة الأندية تفعيل القرارات الحاسمة، وتوقيع عقوبات رادعة على كل مَن يرتكب أعمال عنف أو تعصب، بغية عودة الانضباط مع بداية الموسم المثير.

ومن بين القرارات الانضباطية أيّد أوسكار رويز، رئيس لجنة الحكام، قرار الحكم محمد معروف بطرد اللاعب الدولى محمد هانى لاعب الأهلي، خلال المباراة التى جمعت الفريق بفاركو فى الجولة الثانية من الدورى المصري، وأكد «رويز» أن «معروف» أوضح فى تقريره الرسمى أن اللاعب محمد هانى تجاهل تعليماته بمغادرة الملعب من أقرب نقطة، وأصرّ على الخروج من مكان محدد، ما دفع الحكم إلى إشهار البطاقة الصفراء الثانية ثم الحمراء، وشدد رئيس لجنة الحكام على أن القرار نهائى ولا رجعة فيه، مُغلقًا الباب أمام أى محاولات لاستئناف أو إلغاء البطاقة، وكان الحكم محمد معروف أثار الجدل بعد إشهاره البطاقة الحمراء فى وجه محمد هانى قبيل نهاية المباراة مباشرة؛ ما أدى إلى مشادة بينه وبين محمد يوسف، المدير الرياضى للأهلي، عقب الصافرة النهائية، وللأسف تم تصعيد خطير من الأهلى ضد الحكم محمد معروف..

وعلى مدار أعوام عديدة، فإن العلاقة بين الجماهير الكروية، لا سيما الأهلى والزمالك فى كرة القدم المصرية، تعتبر معقدة ومتوترة، وتتسم بالاحتقان والتوتر، لا سيما فى فترات المباريات الهامة والمواجهات المباشرة، ورغم الجهود التى تُبذل لمواجهة التعصب الجماهيرى، فإن هذه الجهود لا تؤتى ثمارها لعدة عوامل، تساهم فى هذا الاحتقان، منها التعصب الرياضي، والتنافس التاريخى بين الناديين، ودور الإعلام، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعى.

ويعد التعصب الرياضى من أهم العوامل التى تزيد من الاحتقان بين الجماهير، حيث يتحول التشجيع إلى عداء وكراهية بين مشجعى الناديين، كما تتسبب بعض اللقاءات التى تثير التعصب فى زيادة حالة الاحتقان بين الجماهير، فيما تتضمن بعض اللافتات فى المدرجات إساءات للنادى المنافس أو لاعبيه، مما يزيد من حالة الاحتقان. على جانب آخر يمتد تاريخ التنافس بين الكثيرين الأهلى والزمالك لسنوات طويلة، مما خلق حالة من العداء بين الجماهير، فيما يلعب بعض الإعلام المتعصب دورًا هامًا فى تأجيج مشاعر التعصب بين الجماهير من خلال التركيز على الجوانب السلبية والخلافات بين الناديين، وقد يساهم الإعلام فى نشر أخبار كاذبة أو مُبالغ فيها تزيد من حالة الاحتقان، كما تساهم مواقع التواصل الاجتماعى فى نشر التعصب الرياضي، حيث يمكن للأفراد التعبير عن آرائهم بحرية دون قيود، وقد يكون هذا التعبير عنيفًا أو مسيئًا، وتنتشر الشائعات والأخبار الكاذبة بسهولة عبر هذه المنصات، مما يزيد من حالة الاحتقان..

وفى زاوية أخرى، قد تؤثر قرارات التحكيم فى المباريات على مشاعر الجماهير وتزيد من حالة الاحتقان، لا سيما إذا كانت القرارات محل خلاف، وفى المقابل يجب تطبيق القانون بحزم على كل مَن يرتكب أعمال عنف أو إثارة للتعصب فى الملاعب، كما يجب على الأندية أن تقوم بدور فعال فى توعية جماهيرها، ونشر الروح الرياضية، والتصدى للعنف والتعصب، وتقوم رموز تلك الأندية بحوارات ومصالحات بين الجماهير، لنبذ العنف، وتهدئة النفوس، من خلال التعاون بين إدارات الأندية من أجل نبذ التعصب، ونشر الروح الرياضية بين الجماهير، بغية تشجيع الحوار بين الجماهير، وتبادل الآراء، والوصول إلى حلول للخلافات لإعادة روح المحبة بين الجماهير، ويجب التركيز على تعزيز الروح الرياضية واللعب النظيف، وتشجيع الحوار الإيجابى بين تلك الجماهير بدلًا من التعصب والانقسام، فيما يجب على اللاعبين والمدربين والإداريين فى الأندية التأكيد على أهمية المنافسة الشريفة واللعب بروح رياضية عالية، سواء داخل الملعب أو خارجه، ويجب على الجماهير الابتعاد عن التعصب والانتماء الأعمى، والتركيز على تشجيع فريقهم دون الإساءة للفريق المنافس.

وفى المقابل يجب على وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة القنوات الرياضية، أن تلعب دورًا إيجابيًا فى تعزيز الروح الرياضية ونبذ التعصب، من خلال برامج ومحتوى إيجابى وهادف، كما يمكن تنظيم فعاليات رياضية مشتركة بين الجماهير، مثل مباريات ودية أو أنشطة ترفيهية، لتعزيز التواصل والتقارب بينهما والتأكيد على أهمية احترام الآخرين، بغضّ النظر عن انتماءاتهم الرياضية، وتعزيز قيم التسامح، كما يمكن الاحتفاء بالإنجازات الرياضية المشتركة التى تحققها الفرق المصرية على المستويين القارى والدولى، مما يعزز من الوحدة الوطنية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة