رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الأسكوتر الكهربائى.. «تسليــــة المـــــوت»


4-8-2025 | 22:25

.

طباعة
تقرير: رحاب فوزى

الأسكوتر الكهربائى.. الخطر الصامت، الذى تحول من آلة تسلية إلى أداة للموت، فى ظل الانتشار المتزايد لاستخدامه بين الأطفال فى شوارع وأحياء مصر، خاصة فى المناطق الراقية والمراكز التجارية، ليتصاعد القلق المتزايد بين الأسر وأولياء الأمور وسلطات الدولة المصرية، بشأن سلامة الأطفال والمارة على حد سواء.

 

وبعد أن أثير مؤخراً مخاطر الأسكوتر، جاء قرار محافظ الجيزة اللواء عادل النجار بمنع استخدام الأسكوتر الكهربائى فى الأحياء والشوارع الحيوية، بعد تسجيل عدة حالات حوادث وإصابات خطيرة بسبب الاستخدام العشوائى لهذه الأداة، دون رقابة أو اشتراطات أمان، فضلًا عن استغلاله فى أعمال خارجة عن القانون أحياناً، على حد قول محافظ الجيزة.

والأسكوتر الكهربائى قد يبدو فى ظاهره لعبة ممتعة، لكنه يحمل خطرًا حقيقيًا إذا استُخدم خارج الإشراف والضوابط، ولعل القرار الأخير بمنعه فى بعض مناطق الجيزة هو خطوة نحو حماية الأرواح وتفادى كارثة قد تحدث فى لحظة تهور، هكذا بادرت بالقول الدكتورة هند عبد الحليم، نائب محافظ الجيزة، موضحة أن المحافظة رصدت انتشار ظاهرة قيادة الأطفال الأسكوتر الكهربائى، الذى يشبه الموتوسيكل الصغير ويتميز بسرعته العالية وعدم صدور صوت عنه، ما يشكل خطورة على من يقوده والمارة أيضاً، مشيرة إلى تلقى ديوان المحافظة العديد من شكاوى المواطنين، والتى تتزايد مع الوقت بشكل لا يمكن تجاهله أو السكوت عنه.

ويُعد الأسكوتر خطرًا لأن هناك غيابا تاما لدور مهم، ممثلاً فى الرقابة الأبوية، لأن كثيرا من الأطفال يقودونه دون إشراف، بأماكن غير مخصصة لذلك، مما يعرضهم لحوادث سير، ولفتت «عبدالحليم» إلى أن السرعة غير المناسبة لأعمار الصغار، خاصة أن بعض الأنواع من الأسكوتر تصل سرعتها إلى 25 كم فى الساعة، وهو معدل غير آمن للأطفال والمراهقين، كما أن عدم ارتداء أدوات الحماية، مثل الخوذة أو واقيات الركبة، يزيد من خطورة الإصابات، والسير وسط السيارات خاصة فى المناطق المزدحمة، قد يعرّض الصغار إلى حوادث دهس.

وأكدت هند عبدالحليم، أن رؤساء الأحياء والمراكز والمدن فى الجيزة، سيتعاونون مع إدارة المرور للقيام بحملات لضبط الأسكوتر الكهربائي، الذى نصفه بالموتوسيكل الصغير.

بحسب تصريحات الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، فإن الأسكوتر الكهربائى لا يتم ترخيصه، ويُستخدم فى الأماكن العامة والطرق، وأغلب من يقوده هم الأطفال، باعتباره لعبة للتسلية، وهو ما أدى إلى وقوع حوادث متكررة نتيجة القيادة غير الرشيدة، فضلًا عن استغلاله فى أعمال خارجة عن القانون أحياناً، وتم رصد قيام بعض الأفراد والجهات سواء فى القاهرة أو الجيزة أو محافظات أخرى تقوم بتأجير هذه الموتوسيكلات الصغيرة لطلاب المدارس والصغار دون أوراق أو تحذيرات أو تعليمات، وهذا يعد تهديدًا مباشرًا لأمن وسلامة المجتمع، خاصة أن هذه المحافظات تكتظ بالسكان والشوارع فيها عدد كبير من المارة من كل الأعمار، لذلك لابد من التشديد على مستغلى الأهالى والأطفال، والتصدى لهم بكل حزم، والعمل على دراسة الآليات القانونية والتنظيمية التى تضمن السيطرة على استخدام هذه النوعيات من الألعاب الخطرة بما لا يتسبب فى تهديد حياة المواطنين.

محمود السيد تاجر جملة أكد أن أسعار الأسكوتر الكهربائى فى مصر تتراوح ما بين 12 ألفاً إلى 90 ألف جنيه حسب النوع والمواصفات والشركة المنتجة, لافتاً إلى أن مخاطره تتمثل فى حوادث السقوط والإصابات بسبب السرعة الزائدة، موضحاً أن هناك إقبالاً على شراء الأسكوتر الكهربائى خلال الفترة الأخيرة.

لافتاً إلى أن الأسكوتر يناسب الأعمار حتى 16 سنة وأسعاره حسب بلد المنشأ والإمكانيات المتوفرة فيه، وغالبا ما يشتريه تجار الجملة لفتح معارض أو أماكن للإيجار، وترخيص هذه المركبات ليس متاحاً بعد.

وعن المشكلات التى يسببها الأسكوتر، تأتى تحذيرات طبية ونفسية يقولها أطباء فى تخصصات مختلفة، منها العظام حيث قال الاستشارى بجامعة القاهرة د. جمال السيد، معدداً المخاطر التى يمكن أن تتبع اللعب المتهور بهذه المركبات، محذراً من إمكانية حدوث كسور فى العمود الفقرى أو ارتجاج الدماغ نتيجة السقوط، وحذر من الضغط المستمر على الفقرات العنقية والعضلات والأوعية الدموية دون تحديد ساعات معينة للعب ودون ممارسة أى نوع من الرياضة، ودون استشارة طبيب أو مراجعة دورية لحالة العظام، مما قد يؤدى لأمراض ومضاعفات كبيرة، خاصة فى الأعمار الصغيرة التى يراها تلعب بالأسكوتر فى الشوارع وبين السيارات والمارة بلا أى تنظيم أو خوف، مشدداً أنه يمكن أن تحدث المضاعفات على المدى البعيد وليس من الضرورى أن تحدث فى نفس توقيت اللعب، خاصة إن استمر الترفيه إلى ساعات طويلة بلا رقابة أو وقاية.

وأضاف «السيد» أن كثيرا من الخبراء النفسيين يؤكدون أن الحوادث المفاجئة قد تترك آثارًا نفسية طويلة الأمد على الطفل سواء جسدية أو نفسية، ولكننا لا نربى الصغار هنا على مراعاة الصحة بوجه عام، فلا تهتم الأمهات والآباء فى الأجيال الحالية بالصحة النفسية للطفل ولا العصبية ولا البدنية إلا نسبة قليلة جدا، وبالتالى ينشأ جيل جديد لا يعرف عن صحته أى شيء، ويتجه لما يؤذيه من باب التسلية، دون دراسة لمخاطر هذه الأدوات أو الألعاب.

أما عن البدائل فقال «السيد»، إنه يمكن استخدام الدراجات الهوائية التقليدية فى أماكن مغلقة أو حدائق مخصصة، وبعض المولات أعلنت عن بدء تجهيز مسارات آمنة ومراقبة للسكوتر داخل حدود آمنة، لكن التنفيذ وآليته لا نعرف تفاصيلها بعد.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة