المانجو تتزين لها الإسماعيلية هذا العام، فى حدث ينتظره المزارعون والأهالى والسياح، على حد سواء، إنه مهرجان المانجو المُقام فى 8 أغسطس المقبل، الذى يعود فى نسخته الثالثة ليحوّل شوارع جوهرة القناة إلى لوحات من البهجة، تحت شعار «المهرجانات فى الإسماعيلية بطعم المانجو».
على امتداد شارع محمد علي، وفى قلب الحدائق والميادين، تتحول الإسماعيلية إلى كرنفال شعبى يحتفى بواحدة من أغلى وأشهى الثمار.. فلم يعد المهرجان مجرد فعالية زراعية أو مجرد سوق لبيع الفاكهة، بل أصبح مناسبة سنوية ينتظرها الجميع الصغار والكبار، المزارعون والتجار، بل والسياح والزوار، الذين يأتون خصيصًا للاستمتاع بتجربة فريدة ومشاهدة العروض الشعبية، بينما تتزين الأكشاك بأصناف المحصول المميز، من «العويس» و«السكري» و»الزبدة» إلى آخره.
هذا المهرجان، الذى يحتفى بمحصول يعد من أهم صادرات مصر الزراعية، يحمل فى طياته رسائل اقتصادية وثقافية لا تخطئها العين، فهو دعم مباشر لمزارعى الإسماعيلية، وفرصة لتسويق المنتج المحلى إلى العالم، من خلال نافذة جذابة، مليئة بالألوان والمذاق والإبداع المصري.
من جانبه، قال حاتم نجيب نائب، رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، إن هناك وفرة فى محصول المانجو هذا العام، ونسعى دائما للعمل على زيادة الإنتاج وزادة المعروض، لتكون الأسعار فى متناول كل مواطن.
وأثنى «نجيب»، على مهرجان المانجو، الذى يشهد إقبالا جماهيريا كبيرا، مما يضمن زيادة وعى المواطنين بأنواع الثمرة المختلفة، وتنوع مذاقها، خاصة فى ظل وجود تسويق لأسعار بشكل مختلف عن المتداولة فى الأسواق، بحسب نائب رئيس شعبة الخضراوات.
ولفت إلى أن هذا المهرجان يعكس صورة إيجابية عن النشاط الزراعى والاقتصادى المصري، خاصة أن هذا المهرجان يخلق رواجا للنشاط المحلى للأسواق، وكذلك النشاط الدولى من خلال ترويج حجم الإنتاج وجودة محصول المانجو المصري، موضحًا أن هناك الكثير من الأنواع المختلفة للمانجو، مثل «النعومي- الكيت- الفص- الهندى سنارة- تيمور -مبروكة- ياسمينة وغيرها»، بل إن هناك أنواعا مستحدثة على السوق المصرى مثل «الكيت»، حيث تمكن المصريون من زراعته، وإشباع السوق المحلى به، بل وتم تصديره للخارج أيضًا.
وأكد أن أسعار المانجو تختلف باختلاف أنواعها وجودتها، مشيرًا إلى أن الأسعار تبدأ من 45 جنيها فيما فوق، و«العويس» أغلى سعر للمانجو يليه، الفنص والتيمور والهندي.
وفى نفس الإطار، أوضح أشرف سليمان، مدير إدارة السياحة محافظة الإسماعيلية، أن مهرجان المانجو بالمحافظة ليس مجرد احتفالية موسمية فقط، بل أصبح يشكّل خطوة فاعلة لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية فى الإسماعيلية، ويساهم فى زيادة عدد السياح الأجانب، وارتفاع نسب الإشغال الفندقى، وإقبال الزوار على المطاعم والمحال التجارية.
وأشار مدير إدارة السياحة، إلى أن المهرجان سيُقام فى عدد من المواقع الحيوية بالمحافظة، وتنطلق فعالياته صباحًا وفى تمام الخامسة مساءً، عبر مسيرة «موكب المانجو» من شارع محمد علي، تشمل عروضًا موسيقية واستعراضات فنية وفعاليات رياضية تجوب الشارع الرئيسى بمشاركة الفرق الفنية والرياضية فى المحافظة، لتقدم للجمهور مشهدًا استعراضيًا يعكس روح المهرجان ويضفى طابعًا احتفاليًا فريدًا على المدينة، بحضور الجماهير الإسماعيلية وزوار المحافظات المصرية.
وأضاف «سليمان»، أن هناك منطقتين للفعاليات، الأولى بحديقة نمرة 6 أمام فندق توليب، حيث يُقام «سوق المانجو العام»، بمشاركة العشرات من المزارعين والمنتجين الذين يعرضون أجود أنواع المانجو الطازجة من مختلف مزارع المحافظة، كما يصاحب السوق عروض موسيقية حيّة، تبدأ من الساعة السابعة مساءً وتستمر حتى الحادية عشرة ليلًا، فى أجواء احتفالية مفتوحة للجمهور، كما سيتم توزيع هدايا عليهم.
أما المنطقة الثانية، فهى فى القرية الأولمبية تحت مسمى «الملتقى التصديري» أو «VIP Mango Bazaar»، وتشمل الشركات المنتجة للمانجو وكبار المزارعين والمصدرين، ويكون ذلك بحضور عدد من السفراء وأعضاء الغرف التجارية الخارجية، وتشمل الفعالية تذوق أنواع نادرة ومميزة من المانجو، والتعرف على الأصناف عالية الجودة التى تُنتجها المحافظة، وسط أجواء راقية وتنظيم مميز، وتبدأ فعالياتها من السابعة مساءً حتى منتصف الليل.
ويأتى مهرجان المانجو ضمن خطة متكاملة تنفذها محافظة الإسماعيلية للترويج بمنتجاتها الزراعية وتنشيط القطاع السياحي، من خلال تقديم فعاليات متنوعة تدمج بين الترفيه والثقافة والهوية المحلية، كما يمثل المهرجان فرصة حقيقية لدعم صغار المزارعين وفتح آفاق جديدة لتسويق منتجاتهم على مستوى أوسع، بحسب مدير إدارة السياحة.
وأوضح أشرف سليمان، أن المهرجان يستضيف كل دورة عددا من الدبلوماسيين والوزراء والشخصيات العامة ورجال الأعمال ورواد البلوجر، مما يضفى الانتشار الواسع لكرنفال المانجو.
وفى سياق متصل، أكد الحاج إبراهيم البشاري، رئيس مجلس إدارة شركة البشارى للصناعات الغذائية، أن الأخيرة حريصة على المشاركة فى كل دورات المهرجان، لدوره فى الجمع بين التجار والمستوردين والمصدرين، وكذلك السفراء والوزراء وأعضاء الغرف التجارية من خارج مصر تحت مظلة هذا المهرجان.
واختتم قائلًا: «المهرجان يتيح فرصة للكثير من المصدرين لعمل تعاقدات مع الدول المختلفة، حيث زادت نسبة التصدير لعدد من الشركان بنسبة 35 فى المائة، بعد تنظيم هذا المهرجان، كما أن المهرجان لا يقتصر على شركات وتجار الإسماعيلية فقط، وإنما يستقبل الكثير من الكيانات المصدرة والمزارعين من المحافظات المختلفة، على رأسها القاهرة».
