قالت النائبة أميرة صابر، مرشح تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إنها خاضت تجربة كنائبة برلمانية عن التنسيقية بمجلس النواب فى الفصل التشريعى الثانى، وهى تجربة مهمة، فكانت أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالنواب، بما أتاح لها كمًا من الاحتكاكات والتمثيلات الدولية والمؤتمرات، والعمل الدبلوماسى الموازى للدبلوماسية البرلمانية، للعمل فى قضايا متعددة للدفاع عن أولويات وطنية أو دفاع عن القضية الفلسطينية، وقضايا بيئية مثل التغيرات المناخية، والأمن الغذائى وهى قضايا اشتغلت عليها بكثافة خلال الفصل التشريعى الثانى.
وأكدت في تصريحات لـ"المصور"، أنها تمتلك مشروعا سياسيا طويل الأمد، وأردت أن تأخذ الخبرة البرلمانية فى غرفته الثانية، كما أن الملف الخارجى فى حاجة إلى تركيز بشكل أكبر الفترة القادمة، على أن يتم استخدام أدوات مختلفة لمجلس الشيوخ مع العديد من دراسات الأثر التشريعى للعمل عليها أسفل القبة البرلمانية لمجلس الشيوخ.
كما ذكرت أن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين قائمة على فلسفة تبادل الخبرات واحتواء الآراء المختلفة، فالجميع يعلم تمام المعرفة أن التنسيقية تمثل جميع الأحزاب السياسية فى مصر من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، فنائب التنسيقية ليس مضطرا لأن يتنازل عن أيديولوجية أو آراء لديه، بل على العكس يتم إطلاع بعضنا بعضا على الجانب الآخر من الرؤية أو الفكر، فتم التكامل مع الكثير من النواب التنسيقية وعملنا معا على عدد من الملفات، والآن هناك نوع من الجاهزية عبر نقل خبرات بعض النواب لآخرين جدد فى غرف مختلفة.
وأكدت أن التنسيقية بعد السنوات الخمس القادمة ستقدم تجربة أكثر ثقلًا، فالخبرات التنفيذية للزملاء تجد لهم مكانًا فى الدور التشريعى والتنفيذى والسياسى وأعضاء فى أماكن متقدمة وهيئات مختلفة فى الدولة، وفى قطاعات أخرى من السياسة إلى الهندسة والتنمية، وهو ما سيجعل الممارسة السياسية أفضل فى الفترة المقبلة، وإن شاء الله نجنى مزيدا من الثمار فى التجربة الثانية للتنسيقية.
وعن تنوع التمثيل الحزبى، قالت: «ملاحظ جدًا أن التنسيقية كانت تتمتع بحرية لترشيح مَن يريد من أعضائه، وهذه المرة الاختيارات الحزبية بالكامل، فلم يظهر أحد مستقل، وهذا دلالة على أن هناك رغبة فى الممارسة العامة لترسيخ الحزبية، فالمتنافسون على مقاعد الفردى، حتى فى التنسيقية، المستقلون يمثلون تيارات وشخصيات وأفكارا مهمة جدًا لا يمكن تجاوزها، وأتمنى أن يكون لهم مقعد سواء بالتعيين أو الفردى، لأن هناك المزيد من المستقلين لديهم رؤى تستحق أن تكون جزءا أصيلا من صناعة السياسات، فالملاحظ أن هناك استحواذا أكبر للممارسة الحزبية واختيارات أوسع تقوم عليها الأحزاب».
ورغم التنوع الحزبى فى القائمة الانتخابية، قالت النائبة أميرة صابر، نحن فى حاجة بعد خمس سنوات من الآن إلى أن يكون لنا شكل مختلف فى الممارسة السياسية ومساحة أكبر للتنافسية وأن تكون هناك قوائم نسبية يكون فيها الأحزاب تتنافس بشكل أكبر، فكل مَن هو مرشح على قائمة الوطنية، احتمالات فوزه مؤكدة، وليس هناك قائمة ترشحت للمنافسة، وهو ما يضعف التنافس فى العملية الانتخابية.
وتمنت «صابر» أن تشهد الانتخابات الفردى معركة تنافسية قوية وتكون تمثيلاتها أوسع، وممارسة سياسية جادة وأنضج، وهى المساحة المتاحة التى تستطيع فيها المعارضة أن تعبر عن نفسها بشكل أفضل.
وأوضحت أن غرفتى البرلمان، نوابا وشيوخا، تتكاملان لأن أغلب مشاريع القوانين التى تقدمت لمجلس النواب تمت دراستها على مجلس الشيوخ، وبالفعل أُجرى عليها عدد من التعديلات، فالمشهد الراهن ينبئ ببعض الأمور فى البرلمان، ولكنها توقعت أن تكون المعارك الفردية فى مجلس النواب أكثر جدية بكثير، مضيفة: «أتمنى أن نرى مرشحين من تيارات سياسية مختلفة حتى تكون هناك حياة سياسية تشهد تنوعا حزبيا».
وكشفت عن أن هناك تأخيرا كبيرا فى تعريف المواطن، ماذا تقدم له غرفتا التشريع - سواء نوابا أو شيوخا، وهو ما تنبهت له فى أول أيام الفصل التشريعى الثانى، حيث قدمت اقتراحا بقرار أن تتم إذاعة الجلسات على الهواء مباشرة، وهو ما سيُحدث فارقا كبيرا، لأن هناك عدم وعى بماذا تقدم غرفتا البرلمان للمواطن.
وأتمت قائلة: «على الجميع أن يقوم بدوره فى التوعية بأهمية المشاركة الانتخابية، فكل وسائل الإعلام، مرئية ومسموعة، عليها التوعية هذه المسئولية.. فالحملات على أرض الواقع مهتمة جدًا بجانب التواصل المباشر مع الناخبين - سواء فردى أو قائمة.. وعلى الأحزاب أن تجذب جماهيرها، وتعرفهم بما قدمته خلال الخمس سنوات الماضية وما ستخطط لتقديمه خلال الفصل التشريعى الجديد، لأن المواطن حينما يعى ما قدم، سيتشجع بالنزول للإدلاء بصوته، بناء على شعوره بالجدوى، على أن تتكامل هذه النوعية من الدعايا مع الدعايا الإلكترونية، فالاثنان لا يغنيان عن بعض بل مكملان لبعضهما» - على حد وصفها.