تحل اليوم، الجمعة 1 أغسطس، الذكرى السنوية لوفاة الكاتب الكبير يوسف إدريس، أحد أعمدة القصة القصيرة في الأدب العربي، وصاحب بصمة لا تُنسى في تاريخ الأدب والسينما المصرية. ترك وراءه ميراثًا من السرد الواقعي الجريء، الذي تحوّل كثير منه إلى أعمال سينمائية خالدة، ناقشت قضايا المجتمع المصري بجرأة وعمق.
من الصفحة إلى الشاشة.. أدب إدريس في السينما
تحوّلت أعمال يوسف إدريس إلى أفلام سينمائية شكلت علامات في تاريخ الفن المصري، من بينها فيلم "حادث شرف"، المأخوذ عن إحدى مجموعاته القصصية، والذي قدّم حكاية فتاة تواجه تعقيدات اجتماعية قاسية بعدما تتعرض لمحاولة استغلال تنقلب حياتها على إثرها، شارك في بطولة الفيلم زبيدة ثروت، وشكري سرحان، ويوسف شعبان، وأخرجه شفيق شامية.
وفي عام 1963، خرج إلى النور فيلم "لا وقت للحب"، عن قصة قصيرة له بعنوان "قصة حب"، وتناول العلاقة بين الحب والمقاومة في ظل الاضطرابات السياسية قبل ثورة يوليو، من بطولة رشدي أباظة وفاتن حمامة، وإخراج صلاح أبو سيف.
"الحرام".. مأساة الصمت والوصمة
من أبرز الأعمال التي رسّخ بها إدريس اسمه ككاتب إنساني، رواية "الحرام"، التي تحوّلت إلى فيلم شهير من بطولة فاتن حمامة وعبد الله غيث، أخرجه هنري بركات، تناول الفيلم مأساة "عزيزة"، العاملة الفقيرة التي تتعرض لاعتداء يجعلها حاملًا، فتخفي الأمر خشية الفضيحة، في مأساة إنسانية تختمها الحياة بالصمت والخذلان.
"قاع المدينة".. الفقر كأداة إذلال
وفي "قاع المدينة"، الذي أخرجه حسام الدين مصطفى عام 1974، قدم إدريس قصة امرأة فقيرة تُستغل من قِبل أحد القضاة، فتتحول علاقتها به إلى سلسلة من الابتزاز والانكسار، الفيلم شارك فيه نخبة من النجوم، بينهم نادية لطفي، محمود ياسين، ونيللي.
إرث أدبي يتجدد
لم يكن يوسف إدريس كاتبًا تقليديًا، بل كان يحمل همّ التحول الاجتماعي والصدق الإنساني في كل سطر يكتبه، وبرغم ما أثاره من جدل، ظل أدبه شاهدًا على عصره، وقادرًا على أن يتجاوز الورق إلى الصورة السينمائية، دون أن يفقد جوهره أو نبضه الواقعي.