رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

في غياب الاحتجاجات ضد الاحتلال.. الإخوان يهاجمون مصر من قلب تل أبيب

31-7-2025 | 21:13

جانب من المظاهرات

طباعة
علي الحليق

في مشهد أثار تساؤلات واسعة وضجة أكبر في الشارع المصري بشأن أولويات الحراك الشعبي في مواجهة العدوان على غزة، نظّمت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، في وقت تشهد فيه عواصم العالم غيابًا شبه تام للمظاهرات أمام السفارات الإسرائيلية.

 

وجرت المظاهرة تحت ظل العلم الإسرائيلي، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة لتشويه الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية، وخلق روايات مغلوطة لا تخدم سوى الأجندة الإسرائيلية ومخططات تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

 

وقد أثارت هذه الخطوة جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية حول جدواها ودلالاتها الرمزية والسياسية، لا سيما في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتصاعد الدعوات الدولية لعزل إسرائيل ومحاسبتها على جرائمها ضد المدنيين.

وفي تعقيبه على الحدث، قال الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني وقاضي قضاة فلسطين، إن الهجمات الإعلامية والمنهجية التي تتعرض لها كل من مصر والأردن وعدد من الدول العربية لا يمكن تفسيرها إلا في سياق خدمة الأجندة الاستعمارية للاحتلال الإسرائيلي، الساعي لشق الصف العربي وعزل القضية الفلسطينية عن عمقها ومحيطها العربي.

 

وأضاف أن المحاولات الرامية إلى إثارة الفتنة وبث الشكوك حول المواقف التاريخية الداعمة للقضية الفلسطينية، تمثل امتدادًا لمشروع الاحتلال الرامي إلى تمزيق الوحدة العربية، وإضعاف الدعم العربي للقضية.

 

وتابع: "قبل دقائق، خرجنا من منزل السفير المصري في رام الله، برفقة عدد كبير من علماء وأئمة فلسطين، وعلى رأسهم مفتي القدس ووزير الأوقاف الفلسطيني، وممثلو القضاء الشرعي. وقد ذهبنا حاملين رسالة واضحة: رسالة اعتزاز بالموقف المصري، وإشادة بموقف مصر الداعم والمساند للقضية الفلسطينية. كما عبّرنا عن استنكارنا لمحاولات التشويش والتقليل من شأن هذا الموقف، الذي يشكل ظهرًا أساسيًا للقضية الفلسطينية."

 

وأكد أن هذه المحاولات الخبيثة لا تخدم إلا أجندة الاحتلال الإسرائيلي، وتسعى إلى شق الصف العربي وعزل فلسطين عن حاضنتها. مضيفًا: "هذه الأفعال لا تُمثل الشعب الفلسطيني، ولا تمثل أحراره أو حرائره، وإنما تُعبّر عن أجندة خبيثة أراها مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالأجندة الإسرائيلية."

من جانبها، علّقت الإعلامية فيروز مكي على التظاهرات التي استهدفت الدولة المصرية في تل أبيب، قائلة: "في مشهد لم نكن نتوقع أن نراه، بات هناك فلسطيني يلوّح بالعلم الإسرائيلي أمام السفارة المصرية."

 

وشدّدت على أن مصر كانت وما زالت تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتتصدى لمحاولات تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، ورفضت تهجير الفلسطينيين من غزة.

وأضافت: "اليوم نرى فلسطينيًا يتظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب، محمّلًا إياها مسؤولية الحصار الإنساني، بينما يتجاهل مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن هذه الكارثة."

وأردفت: "لأول مرة، نرى فلسطينيًا لا يتظاهر ضد الاحتلال الذي يحاصر غزة، أو ضد الجوع الذي أودى بحياة أطفال، بل نراه يرفع علم إسرائيل أمام السفارة المصرية، التي كان لدبلوماسيتها دور بارز في اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين مؤخرًا."

وواصلت حديثها قائلة: "كان آخر هذه الدول فرنسا، وسبقتها إيرلندا وإسبانيا، كما أعلنت المملكة المتحدة نيتها الاعتراف قريبًا. المشهد صادم بكل المقاييس، ولا يمكن وصفه بالكلمات."

 

وختمت بالقول: "مصر لم تتوانَ يومًا عن تقديم العون، سياسيًا وإنسانيًا، وكانت أول من دعا إلى قمة سلام بعد أسبوعين فقط من بدء الحرب على غزة، بحضور أكثر من 21 قائدًا من الدول العربية والأوروبية، رفضًا لتهجير الفلسطينيين. هذه حقائق لا يمكن إنكارها."

أخبار الساعة

الاكثر قراءة