رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

بعد فوزة بجائزة النيل للمبدعين العرب.. تعرف على سليمان أنيس منصور

30-7-2025 | 14:46

سليمان أنيس منصور

طباعة
فاطمة الزهراء حمدي

فاز الفنان التشكيلي الفلسطيني الكبير سليمان أنيس منصور، بجائزة النيل، للمبدعين العرب لعام 2025 وجاء ذلك وفق إعلان جوائز الدولة، أمس الثلاثاء، بالمجلس الأعلى للثقافة بحضور الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة.

يُعد الفنان  التشكيلي سليمان أنيس منصور من أبرز رواد الفن التشكيلي الفلسطيني، الذي نجح في تحويل الألم والشتات إلى قوة فنية خالدة، لتبقى أعماله شاهدًا بصريًا على التاريخ الفلسطيني، وصوتًا ناطقًا بحكايات من لم تُكتب أسماؤهم في الكتب، لكن خُلِّدت وجوههم على لوحات لا تموت.

وُلد الفنان التشكيلي سليمان أنيس منصور في فلسطين عام 1947، وعاش معظم سنوات عمره شاهدًا على النكبة والتهجير والصراعات التي عصفت بالمنطقة.

ورغم قسوة التجربة، لم تُثنِ هذه الظروف من عزيمته، بل شكلت وعيه الفني وصقلت أدواته، فخرج من بين ركام المعاناة برسالة فنية ملتزمة بقضية شعبه.

تخرج منصور من أكاديمية الفنون الجميلة، وانطلقت مسيرته الفنية التي التصقت منذ بداياتها بالواقع الفلسطيني، سياسيًا واجتماعيًا. وتميزت أعماله بتنوع أساليبها وتقنياتها، لكنها حافظت دائمًا على جوهرها الأصيل، المتمثل في التعبير عن الهوية الوطنية، والمقاومة، والتمسك بالأرض، وحق العودة.

من أبرز أعماله وأكثرها شهرة وتأثيرًا، تأتي لوحة "جمل المحامل" (أو "العتال الفلسطيني")، التي تُجسّد فيها معاناة الفلسطينيين بشكل رمزي عميق. تُظهر اللوحة عتالًا يحمل مدينة القدس على ظهره، مشدودة بحبل ثقيل، في إشارة إلى الثقل التاريخي والمعنوي للقضية الفلسطينية. وقد دُمرت النسخة الأصلية من اللوحة خلال غارة أمريكية على ليبيا عام 1986، لكن الفنان أعاد رسمها عام 2014 مع بعض التعديلات الفنية.

لاقت "جمل المحامل" رواجًا واسعًا منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث طُبعت عام 1975 كملصقات وعلّقت في المنازل والأماكن العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتتحول إلى رمز بصري للهوية الفلسطينية.

عام 2014، أطلق منصور نسخة جديدة من لوحته الأيقونية حملت عنوان "جمل المحامل 2"، حافظ فيها على الرسالة الأساسية للعمل الأول، مضيفًا إليها رموزًا جديدة تعكس تطورات الواقع الفلسطيني. أبرز تلك الإضافات كانت الكنيسة القائمة في قلب المدينة التي يحملها العتال، في إشارة رمزية واضحة إلى القدس، باعتبارها مركزًا للصراع والهوية.

في هذه النسخة، استمر العتال في الظهور في مكان مهجور، معبّرًا عن الشتات الفلسطيني، بينما ظل يحمل الوطن – مُمثلاً بمدينة القدس – على ظهره، في تجسيد لاستمرارية التعلق بالأرض، مهما ابتعدت المسافات.

على مدار مسيرته، قدّم الفنان سليمان منصور عشرات المعارض الفردية والجماعية حول العالم، من أبرزها معارض شخصية في: جاليري 79 برام الله (1981)، مقر الأمم المتحدة بنيويورك (1992)، بينالي الشارقة (1995)، قاعة بلدية ستافانجر بالنرويج (1996)، بينالي القاهرة التاسع (1998).

كما شارك في معارض جماعية في عدد كبير من المدن والعواصم العالمية، من بينها: واشنطن، موسكو، بيروت، أوسلو، ستوكهولم، نيويورك، الدوحة، الرباط، عمّان، باريس، الكويت، سيول، والقدس.

وحصد منصور العديد من الجوائز الفنية الرفيعة، منها: الجائزة الأولى في معرض الربيع الأول بفلسطين (1985)، جائزة فلسطين للفنون التشكيلية (1998)، الجائزة الكبرى في بينالي القاهرة التاسع (1998)، جائزة اليونسكو - الشارقة للثقافة العربية (2019).

 

الاكثر قراءة