قال الدكتور حسن مهدى، أستاذ الطرق ونائب رئيس اللجنة الدائمة للكود المصرى للطرق، إن ما يشهده الطريق الدائرى الإقليمى حاليًا من أعمال تطوير وصيانة، يأتى ضمن خطة شاملة تستند إلى دراسات مرورية دقيقة حول حجم الحركة على الطريق، مع التأكيد أن الحل الجذرى للمشكلات المرورية يبدأ من تصحيح سلوك قائدى المركبات.
قررت وزارة النقل إجراء غلق كلي مؤقت للاتجاه القادم من تقاطع الطريق الإقليمي مع الإسكندرية الصحراوي وحتى تقاطع الإقليمي مع طريق السويس الصحراوي لمدة أسبوع بداية من الثلاثاء الماضي، لتدعيم وتحسين ورفع كفاءة وسائل التحكم المروري والسلامة المرورية للتحويلات المؤقتة.
وأوضح "مهدي" في تصريحات لـ"المصوّر"، أن نسبة كبيرة من الحوادث ترتبط بعوامل بشرية بحتة، موضحا أن اللجنة الهندسية عاينت الطريق مؤخرًا، وشاركت فيها كل الجهات المختصة، وأصدرت عددًا من التوصيات المهمة، فى مقدمتها زيادة الرقابة على مراحل تنفيذ الأعمال، والالتزام بجدول زمنى مضغوط.
«مهدى» الذى كان أحد المشاركين فى لجنة الإشراف على صيانة "الإقليمى"، أكد أنه وفقًا للإحصاءات الرسمية، فإن ما يزيد عن 64 فى المائة من أسباب الحوادث على شبكة الطرق المصرية تعود إلى العنصر البشرى، وهو ما يعكس عدة مؤشرات مقلقة، أبرزها عدم الالتزام بالسرعة المقررة، وتجاهل مسافات الأمان بين المركبات، وخذ على سبيل المثال، حادثة الميكروباص الأخيرة، لو أن السائق الذى خلف الميكروباص الأول التزم بمسافة الأمان، لتمكن على الأقل من تقليل حدة الاصطدام أو تفاديه، وما كان سيؤدى إلى سقوط ضحايا، ونرصد يوميًا عشرات مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى تُظهر تجاوزات صارخة، من بينها سيارات نقل تسير عكس الاتجاه، وسائقين يتسابقون بطريقة متهورة، وهذا يعكس إساءة استخدام شبكة طرق جيدة جدًا، أصبحت بمثابة ساحة للسرعة دون وعى بخطورة ذلك، وللأسف، هذا هو الثمن حين لا يُواكب تطوير البنية التحتية تطويرًا فى الثقافة والسلوك المرورى.
وأكد أستاذ الطرق أن شبكة الطرق شهدت قفزة نوعية كبيرة حظيت بإشادة المجتمع الدولى، فترتيب مصر فى مؤشر جودة الطرق ضمن تقرير التنافسية العالمية ارتفع 100 مرتبة، من المركز 118 إلى المركز 18 عالميًا، وهو ما لم يكن ليحدث لولا التحسن الكبير فى البنية التحتية.