رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

محمود بدر مؤسس حملة «تمرد»: يوم الخلاص.. «مشهد ملحمى» فى ذاكرة التاريخ (حوار خاص)


5-7-2025 | 13:35

محمود بدر عضو مجلس النواب ومؤسس حملة تمرد

طباعة
حوار: رانيا سالم

مشاهد عدة يختزنها محمود بدر عضو مجلس النواب ومؤسس حملة تمرد فى ذاكرته عن 30 يونيو و3 يوليو، لكن أهمها على الإطلاق هو البيان التاريخى الذى أعاد الأمور إلى صوابها، وذلك حينما جلس «بدر» فى اجتماع مع الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة - وقتها، وكان حريصا أن يسمع وينصت لما يقوله الشباب المصرى، ويأخذ بآراء جميع القيادات السياسية والدينية.

«مكاسب 30 يونيو فى الجمهورية الجديدة جلية للجميع لا أحد ينكرها»، كما قال محمود بدر، مشيراً إلى أن دولة 30 يونيو شهدت تحولات هامة وجذرية ما كان لها أن تحدث لولا إرادة القيادة السياسية التى آمنت بأحقية هذا الشعب وهذا الوطن بكل خير.. وفى الحوار التالى يسرد مؤسس حملة «تمرد» ذكرياته عن هذه الفترة العصيبة فى تاريخ المحروسة، والتى بدأت بثورة 30 يونيو، وشكلت ركائز الجمهورية الجديدة.

ما الأحداث الأهم الذى لن تنساها فى فترة 30 يونيو إلى 3 يوليو؟ وما أهمية هذه الذكرى؟

الذكرى التى لن أنساها مطلقاً، هى لحظة رؤية امتلاء الميادين، ميدان حجازى وأمام قصر الاتحادية وميدان التحرير، حتى قبل اليوم الذى دعينا له، فقد حددنا دعوة التظاهر الساعة 4 وتنطلق الساعة 5 من أماكن التجمع لتتوجه إلى قصر الاتحادية والتحرير.. لكن كانت المفاجأة أنه قبل الساعة الخامسة عصرا كان ميدان التحرير والاتحادية ممتلئين عن آخرهما والشوارع المحيطة، حتى إن الحشود التى توجهت بعد الموعد المحدد كانت غير قادرة على دخول الميدان، والميادين المحيطة بدأت هى الأخرى فى التكدس.

هذه هى إحدى أعظم اللحظات التى يذكرها التاريخ، ولن تغفل عن ذاكرتى يوما ما، فوقتها أدركت أن إرادة الشعب المصرى انتصرت، ولم يتوقف عن قول كلمته فقط، ولكنه نزل إلى الميادين ليعبر عنها، حتى إننى لم أفكر فى الخطوة التى تلى ذلك لأنه لم يعد يشغلنى، فقد كان يكفينى انتصار إرادة المصريين، والوقوف صامداً أمام جماعة إرهابية أرادت أن تخطف دولته وهويته المصرية.

صِف لنا أبرز خبايا وكواليس مشهد 3 يوليو؟

3 يوليو مشهد آخر خُلد فى ذاكرة التاريخ وداخل ذاكرتى الشخصية، مشهد ملحمى، مشهد بيان 3 يوليو وجزء منه ابن شبين القناطر الذى لم يتعد عمره 28 عاماً جالساً يأخذ قرارا مصيريا وتاريخيا للدولة المصرية بأكملها فى وجود القائد العام للقوات المسلحة شخصيا، الفريق أول عبد الفتاح السيسى وقتها وكل قادة القوات المسلحة، فى حضرة شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا تواضروس بابا الكرازة المرقسية ورئيس مجلس القضاء الأعلى وزعماء جبهة الإنقاذ وأحزاب رئيسية.. فهو مشهد لن يمحى من الذاكرة وملخص لإرادة شعب عظيم.. ووسط هذه القامات يتاح لى الفرصة أن أقول رأيى بكل حرية وتتم مناقشة هذا الرأى بإنصات واهتمام، ويتم البناء عليه فى النقاش، ليتم اتخاذ واحدة من اللحظات الأهم والأبرز فى حياتى، لن أنسى مشهد 3 يوليو إطلاقاً.

كيف ترى الحياة السياسية المصرية فى الجمهورية الجديدة بعد 12 سنة من ثورة يونيو؟

الحياة السياسية فى مصر بعد 30 يونيو أكثر مرونة وتفاعلاً، لأن الفكرة الأبرز أن رئيس الجمهورية ليس له حزب أو تيار، مما أعطى الحياة السياسية مزيداً من الحيادية، وتم إلغاء فكرة احتكار الحزب الحاكم أو الأحزاب عموماً التى كانت موجودة قبل ذلك، وهو ما انعكس فى ضرورة تواجد تحالفات سياسية وانتخابية باستمرار، وبالتالى فالحياة السياسية فى جمهورية 30 يونيو أوجدت حياة سياسية حزبية متعددة تعتمد بشكل رئيسى على التحالفات الحزبية.

كما أن الدولة المصرية والقيادة السياسية أكدت بشكل واضح ومباشر أنها على مسافة واحدة من كل الأحزاب، وهذا أعطى مساحة للتنافسية بين التيارات المختلفة، فالأمر يتوقف على قدرة كل حزب فى تشكيل قواعد جماهيرية والتأثير عليهم وتحقيق الأغلبية، لأنه لا يوجد حزب واحد قادر على حصد الأغلبية، لهذا تلجأ الأحزاب إلى التحالفات لإيجاد مساحة أوسع وفرصة للعديد من الأحزاب الصغيرة فى الظهور، وتقديم قياداتها الحزبية والشبابية على الساحة.

هذا أيضاً انعكس بشكل واضح فى تشكيل البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ، ستجد أن أكبر حزب لا تتعدى نسبته 53 أو 54 فى المائة، وهذا أتاح للأحزاب الأخرى فرصة للظهور والتواجد فى الأحداث السياسية الكبرى، وهى واحدة من أهم مزايا الجمهورية الجديدة، فى دولة 30 يونيو.

الفترة الأخيرة شهدت ظهورا لكيانات سياسية ناشئة.. فى رأيك، هل مصر فى حاجة لأحزاب جديدة؟، وهل سيكون لها تأثير فى إثراء الحياة الحزبية والسياسية؟

ظهور أحزاب جديدة أمر إيجابى جداً، وهو يرجع إلى اختفاء حزب محتكر للحياة السياسية والسلطة، ما يعطى حرية ومجالا أوسع للعمل، سواء للأحزاب الموجودة أو ظهور أخرى جديدة، ويكون لها طموح سياسى للظهور والتأثير بشكل واضح فى الحياة السياسية، وتكوين قاعدة شعبية تؤهلها لإبرام تحالفات سياسية وانتخابية.

وظهور أحزاب جديدة كحزب الجبهة وحزب الوعى وغيرهما من الأحزاب إضافة للحياة السياسية والانتخابات البرلمانية القادمة، وهو ما سيجعل التحالفات الانتخابية أكثر قوة، من خلال ضخ دماء حزبية جديدة، وهو أمر إيجابى جداً سيثرى الحياة السياسية، وسيعطى مزيدا من النتائج الإيجابية فى المستقبل.

برأيك.. ما دور تنسيقية شباب الأحزاب فى إثراء الحياة السياسية؟

تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، هى واحدة من أبرز وأهم إنجازات الحياة النيابية والحزبية التى رسختها ثورة 30 يونيو، وحتى نستطيع فهم لماذا هذا الكيان السياسى واحد من أبرز الإضافات وإنجازات 30 يونيو، لابد من فهم طبيعة التنسيقية جيدا، فهى ليست كيانا سياسيا وحسب، ولكنها منصة حوارية تجمع العديد من الآراء المختلفة، وعندما نبحث عن كيفية نجاح التنسيقية خلال هذه السنوات الماضية، أنها تجمع نقيضين حزبيين كحزب النور وحزب التجمع، فهما على النقيض تماما، أو تجمع شباب الناصريين مع الليبراليين داخل التنسيقية، فالجميع يستطيع أن يجد أرضية قوية مشتركة للاتفاق فيها، فهناك نقاط خلافية بالتأكيد وهو أمر صحى ومطلوب، لكن فى الوقت ذاته هناك مجال للتفاوض والحوار.

فكان الهدف الأساسى من ذلك، هو الحفاظ على الدولة المصرية واستعادة مؤسساتها، وبعد ذلك كل القضايا يمكن أن يختلف عليها فى الآراء، وهو نموذج ثرى جداً للحياة السياسية لدينا، وبالفعل نجحت أنها تُقدم مجموعة من الشباب الواعى فى كل المجالات على المستوى التنفيذى كنواب المحافظين التى قدمتهم التنسيقية، والتجربة أثبتت نجاحهم فى المهمة التى وكلت إليهم، أو داخل مجلس النواب والشيوخ، فالكتلة البرلمانية فى كلتا الغرفتين نجحت فى تقديم نموذج راقٍ وجديد ومميز للنائب البرلماني.

تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين هى الكتلة الصلبة، والنواة الرئيسية داخل هذا الكيان هو الشباب السياسى فى الأحزاب أو المستقل.. وتقدم التنسيقية مجموعة من البرامج كالتوعوية وهى المؤهلة لكادر سياسى حقيقى من الممكن أن يكون قيادة حزبية كبيرة فيما بعد..

وما يميز شباب التنسيقية، أنه يقدم لهم مجموعة من البرامج التدريبية المكثفة فى كل الاتجاهات والمجالات التى تؤهله أن يكون رجل دولة حقيقيا أو فى موقع تنفيذى أو تشريعى أو خدمى أو حتى قيادة داخل حزبه، وأن يكون لديه القدرة على استشراف المستقبل والقدرة على التحليل السياسى الجيد والسليم والقدرة على القراءة السياسية، وبالتالى فالتنسيقية تُعد مشروعا لمجموعة من القادة للمستقبل فى كل المجالات، سواء فى البرلمان أو الأجهزة التنفيذية أو حتى داخل الأحزاب فى الدولة المصرية، وبالتالى تركز على هذه الشريحة المجتمعية، لكى تُقدم مجموعة من الشباب الواعى المثقف الذى يستطيع أن يقود فى كل المجالات.

ما رأيك فيما أفرزته 30 يونيو من انتصار للشباب فى عدة مجالات، سواء على مستوى تدريبهم وتأهيلهم للقيادات التنفيذية؟

ما قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسى للشباب لم يقدم لهم على مدار تاريخهم، بداية من انعقاد مؤتمرات الشباب كمنصة حوارية مهمة كانت بين أعلى قيادة فى الدولة - رئيس الجمهورية والشباب مباشرة دون وجود أى وسيط، يستمع مباشرة لآرائهم وأفكارهم، وتنعقد هذه المؤتمرات بشكل دورى، وهو ما نتج عنه مزيد من القرارات المهمة.

وأشير هنا إلى تأسيس الأكاديمية الوطنية للتدريب، والتى قدمت دوراً هاماً فى تدريب وتأهيل الشباب للقيادة فى كل المجالات التنفيذية والتشريعية، وصولا للمجالات المتخصصة.. والبرنامج الرئاسى للقيادة واحد من أهم ما قدم للشباب فى الفترة الماضية، فنجح فى تقديم مجموعة كبيرة جداً من الشباب للقيادة، وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين كمنصة حوارية سياسية تجمع العشرات من الشباب بمختلف الاتجاهات والتيارات السياسية، وجميعها إنجازات شهدتها الحياة الشبابية المصرية فى عهد الرئيس السيسي.

وكل ما سبق انعكس على وجود نواب محافظين من الشباب وأغلبهم من خريجى هذه البرامج أو منتمون لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وعندما تجد عددا كبيرا من الشباب أسفل القبة البرلمانية بغرفتيه نوابا وشيوخا فى تاريخ البرلمانات السابقة، كل هذا نتاج ما تم تقديمه من برامج تدريبية وتعليمية وتثقيفية حقيقية للشباب فى دولة 30 يونيو.

التمثيل البرلمانى للشباب كان مميزا، ولكن كيف تقيم تجربة الشباب البرلمانية فى الفصل التشريعى الحالي؟

الشباب المصرى أسفل القبة البرلمانية كانت له قوة وتأثير كبير جداً، حتى وإن لم يكن عددا كبيرا، واكتفى بنسبة 15 فى المائة من المقاعد البرلمانية، فهولاء الشباب لهم دور كبير وواضح ومميز فى كل المناقشات التى تم طرحها فى الجلسات العامة أو اللجان الفرعية فى تشريعات القوانين أو الاتفاقيات التى يتم عرضها على المجلس، وكان لهم دور فى الأدوات الرقابية، فتم تقديم العشرات من طلبات الإحاطة والبيانات العاجلة والأسئلة البرلمانية.

وأتذكر أن تنسيقية الشباب كان لها السبق فى تقديم استجواب ضد وزير الإعلام، والذى استقال حتى قبل مناقشته، عند النظر لأداء الشباب أسفل القبة البرلمانية، أظن أن له تأثيراً إيجابياً الجميع أشاد به، كما أن الحالة التى قدمها الشباب أسفل القبة أشاد بها المستشار الدكتور حنفى الجبالى رئيس مجلس النواب أكثر من مرة.

كيف ترى انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب؟

أتوقع أن نكون أمام انتخابات تنافسية شديدة جداً فى ظل ظهور أحزاب جديدة، كحزب الجبهة الديمقراطية وحزب الوعى والأحزاب التقليدية الموجودة فى البرلمان، التى ستسعى للحفاظ على تمثيلها أسفل القبة البرلمانية، وبالتالى هذا سيخلق حالة تنافسية، وستكون قدرة نجاح هذه الأحزاب ستتوقف على دخولها فى ائتلافات وطنية، والمنافسة بشرف على المقاعد الفردية.

وأرى أن التنافس الشرس هو عنوان انتخابات 2025، بين كافة الأحزاب السياسية القديمة والجديدة، وطالما هناك مجال للتنافس، فهو أمر إيجابى جدا - سواء على نظام القوائم أو الفردى، وهو ما سيعكس حالة مختلفة لتنافسية سياسية حزبية فى الانتخابات البرلمانية بغرفتيه - نوابا وشيوخا.

وماذا عن «الحوار الوطني» كمنصة قومية حوارية تجمع كافة التيارات والكيانات على طاولة واحدة؟

أفضل تعبير عن الحوار الوطنى هى الكلمة الشهيرة التى ذكرها الرئيس السيسى، أن الخلاف فى وجهات النظر لا يفسد للوطن قضية، وبالتالى تحولت هذه المقولة إلى أساس للعمل.. فالجميع قد يختلف فى وجهات النظر لكن هذا الاختلاف من أجل إعلاء مصلحة الوطن، فهذا الحوار مثمن جداً وكان ضرورياً، ونتج عنه مناقشات مهمة جداً، ما بين المعارضة والموالية والحكومة.

وأتذكر فى جلسات الحوار الاقتصادية، كانت تتضمن العديد من الآراء المهمة الذى تم البناء عليها فيما بعد، وفى الحوارات السياسية كانت هناك مخرجات للحوار الوطنى مهمة تم البناء عليها، فدعوة للحوار وإطلاق منصة الحوار الوطنى جاءت فى وقت مهم وكانت معبرة عن انفراجة ضرورية، خاصة بعد تثبيت أركان ودعائم الدولة المصرية، والمجهود الضخم الذى قام به الرئيس السيسى والقوات المسلحة والشرطة فى القضاء على الإرهاب، وجميعها جاءت بعدها خطوة للانفتاح والانفراجة السياسية، التى نتجت عن الحوار الوطني.

بشكل عام يجب أن تستمر حالة الحوار طوال الوقت، فنحن فى حاجة إلى أن نستمع لبعض ولآراء مختلفة، فيجب أن يفهم المعارض، لماذا اتخذت الأكثرية هذا القرار، ويجب أن تعلم الأكثرية، رأى المعارضة، ولماذا يرفض هذا الرأى، وما وجهة النظر البديلة فى حالة الرفض، وبالتالى نحن فى حاجة إلى حالة الحوار، وإيجاد مساحات مشتركة للاتفاق عليها.

فما لا يدرك كله لا يُترك كله، والحوار يجب أن يظل مستمرا، وهناك ملفات لا تزال فى حاجة لاستكمالها، على رأسها قانون تداول المعلومات، فيجب أن يصل الحوار الوطنى إلى صيغة مهمة فى هذا القانون، فكما نجح الحوار الوطنى فى تعديلات الحبس الاحتياطى، فنحن بحاجة لحالة حوار أكبر، بوجود نقابة الصحفيين لإخراج قانون تداول المعلومات يليق بالدولة المصرية.

ما أهم التغييرات الجوهرية التى نالت الملف الحقوقى فى الجمهورية الجديدة بعد ثورة 30 يونيو؟

رغم مرور مصر بمرحلة صعبة جداً فى الحرب على الإرهاب، وما تبعها من إجراءات استثنائية، لكن الدولة المصرية كانت حريصة طوال الوقت على الإصلاح، بداية من لجنة العفو الرئاسى لمراجعة كثير من الحالات التى قد يكون طالها ظلم أو تحتاج لمراجعات وقتها وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وكانت خطوة وعاملا مهما لتطوير الملف الحقوقى فى مصر، وبعدها إطلاق الحوار الوطنى، الذى كانت محصلته تعديل الحبس الاحتياطى، وبعدها تعديل قانون الإجراءات الجنائية الذى أصبح قانونا متطورا ويحترم حقوق الإنسان بشكل كبير جداً، ويقف الحبس الاحتياطى لمدد معلومة ويجبر الضرر بالنسبة لمن تم حبسهم احتياطيا ولم يثبت عليهم شيء، ويعطيهم حقهم فى التعويضات، فهو أمر إيجابى، وبشهادة الجميع أن مصر شهدت تطورا كبيرا جدا فى ملف حقوق الإنسان على الرغم من حملات التشويه المستمرة، إلا أن هناك قفزات كبيرة فى الملف الحقوقى وستستمر بشكل أكبر، خاصة أن الدولة المصرية لديها إرادة حقيقية لتطوير هذا الملف واحترام حق الإنسان.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة