رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

رؤية مصر.. تتحقق


26-6-2025 | 22:00

القاهرة أكدت أن السلام العادل لن يحدث بـ قوة السلاح .. وشددت على أن فلسطين المستقلة حل يُنهى أز

طباعة

«التهدئة.. المفاوضات.. السلام العادل».. ثلاثة ثوابت رفعتها مصر فى وجه العالم طوال الأشهر الطويلة الماضية، وتحديدًا منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» فى السابع من أكتوبر 2023. الجميع حينها انساق وراء سيناريوهات «الانتقام» التى كان -ولا يزال- يروّج لها رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، بل إن البعض تمادى فى غيّه، وأعلن مباركته للعدوان الغاشم الذى شنّته «تل أبيب» على قطاع غزة، وأبجدية «البندقية» التى حاولت الحكومة المتطرفة فرضها على جلسات التفاوض «السياسية والدبلوماسية» فى آنٍ معًا. غير أن هذا كله لم يدفع «القاهرة» لتبديل رأيها، بل على العكس تمامًا، خرجت مرارًا وتكرارًا لتحذّر تارة من تفاقم الأوضاع، وتارة أخرى لتؤكد أن «الثوابت الثلاثة» هى السبيل الوحيد للوصول بسفينة الشرق الأوسط والمنطقة برمتها إلى «برّ الأمان».

«رؤية مصر» منذ اللحظة الأولى كانت واضحة لا لبس فيها، فالرئيس عبدالفتاح السيسى، ومن خلفه المؤسسات المصرية، التزم بـ «لغة الدبلوماسية»، وتسلّح بإرث مصرى كبير فى إدارة «المفاوضات»، وأعلن أن «السلام العادل» فى الشرق الأوسط، وليس فى الأراضى المحتلة فقط، لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967. وبمرور الأيام، ومع تفاقم الأوضاع، بدأت الأنظار تتوجه ناحية «حل القاهرة»، ونجحت الجهود -إلى حدٍّ ما- فى تعطيل «الآلة العسكرية» الإسرائيلية عن استكمال مخططها الخاص بـ «تهجير الأشقاء» من قطاع غزة، غير أن هذا لم يكن كافيًا، فـ«واشنطن» لم تقل كلمتها، ومن ورائها «تل أبيب» تصرّ تمام الإصرار على أن «الحل العسكرى» هو المتاح والممكن لتحقيق سيناريو «الشرق الأوسط الجديد»، حسبما صرّح سابقًا «نتنياهو» فى أكثر من مناسبة.

سريعًا جدًا، ومثلما حذّرت القيادة السياسية المصرية، بدأت الأمور تأخذ منحى أكثر خطورة، بعدما دخلت على «خط الأزمة» عدة قوى جديدة، فـ«جماعة الحوثي» بدأت تطلق صواريخها ناحية الأراضى المحتلة دعمًا للقضية، و«حزب الله» تحرّك من ناحية الجانب اللبنانى، والفصائل الموالية لإيران فى العراق هى الأخرى لم تكن غائبة عن المشهد. وبدأ العالم يتابع «الشرق الأوسط المشتعل»، ورغم هذا لم تجنح «تل أبيب» ناحية السلم، بل تمادت فى غيّها وأفشلت المفاوضات الواحدة تلو الأخرى، ومثلما انطلقت الآلة العسكرية فى قطاع غزة، وضربت «مسيرات تل أبيب» الجنوب اللبنانى، فإنها سرعان ما شقّت طريقها إلى المجال الجوى الإيرانى، وبدأت فى تنفيذ العملية تلو الأخرى تحت ستار «تدمير البرنامج النووى الإيرانى»، وذلك قبل أن تعلن أنها بصدد «إسقاط نظام طهران».

«قائمة الأهداف» التى وضعتها حكومة «نتنياهو»، بحسب تصريحات قيادتها، استطاعت أن تحققها جميعًا، وليس هذا فحسب، بل إن «واشنطن» كانت حاضرة فى المشهد، حيث بدأت بـ«التهديد» وانتهت بـ«توجيه ضربة لثلاث منشآت إيرانية»، وذلك قبل إسدال الستار على حرب الـ12 يومًا التى اندلعت بين إيران وإسرائيل، وإعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن «اتفاق شامل وكامل لوقف إطلاق النار» وافقت عليه إسرائيل ولم ترفضه إيران. لتعود الكرة من جديد إلى «مربع التفاوض» الذى سبق أن طالبت مصر بالالتزام به وعدم تجاوز حدوده، وأكدت مرارًا أن أى نزاعات فى المنطقة العربية والشرق الأوسط لا سبيل لحلها سوى بـ«التفاوض»، وهو الأمر ذاته الذى جدّدت القاهرة المطالبة به فيما يتعلق بـ«قطاع غزة»، وكذا مطالبتها بالضغط والعمل على «إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية»، وهو ما يمكن أن يكتب نهاية لكل الصراعات التى تشهدها المنطقة، وينهى زمن «الهُدن الهشّة» التى سرعان ما تتحطم بعد أيام أو أسابيع على أقصى تقدير من التوقيع بـ«الأحرف الأولى» على أوراقها.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة