وبسؤال د. ثريا البدوى عن سبب التحاقها بكلية الإعلام وتخصصها فىقسم العلاقات العامة والإعلان، أوضحت أنها التحقت بالكلية بناءً على رغبة والدها قبطان البحرية وربان أعالىالبحار، بعد أن حرمها مكتب التنسيق من دخول كلية الهندسة التى كانت تحلم بها وهى فى«علمى رياضة» بالثانوية العامة بسبب ربع درجة فىالمائة، ولعب القدر دوره فىتحويل مسارها من الهندسة إلى الإعلام، وكان ذلك عام 1983، لتتخرج فىالكلية عام 1987، ورغم رغبتها فىأن تصبح مذيعةً، ودخولها المقابلة الشخصية مع لجنة اختيار طلبة قسم الإذاعة والتليفزيون بالفرقة الثانية، إلا أن عدم اختيارها من لجنة الاختبار، دفعها للالتحاق بقسم العلاقات العامة والإعلان، فلم تكن ترغب فىقسم الصحافة، وفى السنة الرابعة من الكلية، تقرر التخصص فىشعبة العلاقات العامة، حتى باتت بعد 38 سنة من التخرج، واحدة من رائدات العلاقات العامة فىالجامعات المصرية والعربية.
«د. ثريا»، قالت إن «الدكتور محمد عثمات الخشت رئيس جامعة القاهرة السابق، هو مَن أبلغنىفىاتصال هاتفىفىالسابعة والنصف مساء الرابع عشر من يناير 2024 بصدور القرار الجمهورىبتولىعمادة كلية الإعلام، وكنت فىذلك الوقت رئيسًا لمجلس قسم العلاقات العامة والإعلان والذى ترأسته فىأول سبتمبر 2023، وسبقها أيضًا رئاسة مركز بحوث ودراسات المرأة والإعلام ولمدة عام خلال الفترة من 1/ 9 / 2022 وحتى 1/ 9 / 2023».
وأضافت:أعطانى«د. الخشت»فىنفس المكالمة عددًا من التعليمات المتعلقة بسلامة امتحانات نصف العام وكنا مقبلين عليها فىذلك الوقت، وفى مقدمتها التزام الطلبة والممتحنين بالإجراءات الوقائية وارتداء الماسك واستعداد العيادة الطبية لأى ظرف طارئ، وحل مشاكل الطلبة بشكل عاجل.
وأشارت إلى أن اختيارها لعمادة الكلية بمثابة تكليف وليس تشريفًا، وقد حرصت منذ توليها العمادة أن تكون على قدر المسئولية وتصبح قيمةً مضافةً للمنصب الأكاديمى رفيع المستوى،لاسيما وقد سبقها فىهذا المنصب قمم علمية لا يُشق لهم غبار.
فىالوقت نفسه، أوضحت «د. ثريا» ، اتخاذها عددًا من القرارات المهمة فور توليها منصب عميد كلية الإعلام، كانت أهمها ترشيحهاعددًا من الأساتذة لتولى المناصب الشاغرة مثل وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، ووكيل الكلية لشئون تنمية البيئة وخدمة المجتمع، ورؤساء أقسام الإذاعة والتليفزيون، والعلاقات العامة والإعلان، فضلاً عن بعض الوظائف الإدارية والمراكز التابعة للكلية.
البدوى» أعربت فىحوارها لـ«المصور» عن سعادتها بتولى14 سيدة منصب العميد فى14 كلية من أصل 26 كلية بجامعة القاهرة، بالإضافة إلى الدكتورة غادة عبدالبارىالقائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ليصبح إجمالىالعدد 15 سيدة بمجلس الجامعة، وقد وصفتهم بـ«الهوانم» وجميعهن من الكفاءات المتميزة بجامعة القاهرة، ووجود هذا العدد الكبير بمجلس الجامعة، خير دليل عل تمتع المرأة بكافة حقوققها، ولا فرق بينها وبين الرجل فىتولى المناصب العليا بالجامعة، الفيصل فقطفىالكفاءة وحسن التصرف.
وأضافت أن «الدكتور محمد سامى عبدالصادق رئيس الجامعة، لا يفرق بين عميد رجل وعميد سيدة، ويتعامل مع الجميع على قدر المساواة ويشجعهم ويمنحهم المسئولية كاملةً بأسلوب لا مركزى، وقد اتخذت من نفس الأسلوب منهجًا لها فىعمادة كلية الإعلام والتعامل مع الوكلاء ورؤساء مجالس الأقسام، فلا تتدخل فىأعمالهم، طالما كانوا ملتزمين بالتعليمات واللوائح الواردة التى من الجامعة والقرارات التى يتخذها مجلس الكلية».
وتابعت: تمكين المرأة فىكلية الإعلام لم يجر ِالترتيب له، فالأمور تسرى بشكل طبيعى، موضحة أن وكلاء الكلية الثلاثة سيدات، و98فى المائة من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة البالغ عددهم مجتمعين على قوة العمل 223 فرد هم من الإناث والسيدات، و60 بالمائة من الهيكل الإدارىبالكلية من الإناث والسيدات أيضًا، ليس هذا فحسب، الطالبات يشكلن 96 بالمائة من عدد الطلبة بالكلية.
كما اعتبرت د. ثريا البدوى، أكاديمية الشرطة للضباط المتخصصين محطة فارقة فىحياتها، فبعد تخرجها فى كلية الإعلام، قدمت التماسًا لعميد الكلية فىذلك الوقت الراحل الدكتور مختار التهامى، لأنها كانت تشعر بأن لها حقًافىدرجات أخرى لم تنلها عند ظهور نتيجة البكالوريوس، وهو ما تحقق بالفعل بعد مرور عدة أشهر، قامت خلالها بالتقديم فىأكاديمية الشرطة للضباط المتخصصين بناءً على رغبة والدتها والتى قامت بسحب الملف وكانت حينها عميد جمعية بالقوات المسلحة.
وتابعت: بعد مرور خمسة أشهر فىالأكاديمية، ظهرت نتيجة التظلم وتبين وجود درجات منسية للدفعة كلها، وهو ما كان سببًا فىتعديل درجاتى، وترتب عليه أحقيتىفىالتعيين معيدةً بالكلية، فتركت أكاديمية الشرطة بحزن شديد، فقد تعرفت خلال تلك الفترة على زوجى، الذى استقال فيما بعد من الشرطة والتحق بالنيابة وهو الآن من رجال القضاء،لذلك أنا مؤمنة جدًا بقضاء الله وقدره، فقد جعل من كلية الشرطة مساحة ومركز التقاء لتكوين أسرة، وقد وفقنى الله فيما بعد فىالحصول على الماجستير من كلية الإعلام، وبعد ذلك حصلت على منحة خاصة لنيل درجة الدكتوراه من كندا.
عميدة إعلام القاهرة طالبت باختبار نفسى على المعيدين الجدد وعدم الاكتفاء بدرجاتهم العالية قبل تعيينهم أسوة بكشف الهيئة فىالشرطة والجيش والقضاء، لضمان سلامة قواه النفسية وقدرته على إدارة العمل تحت ضغط، ولتفادىمبكرًا أى شطط محتمل فىأفكاره، قد تكون سببًا فىأفعال غير سوية مثل العنف والتحرش اللفظى والتحرش الجسدى.
د. ثريا البدوى شددت على ضرورة تطبيق مفهوم الحوكمة المجتمعية فى مجال الإعلام، انطلاقا من الدور الحقيقى له فى إخبار الناس وتبليغهم بالحقائق والمعلومات والأخبار فى إطار من المسئولية المجتمعية، وعدم بثّ الشائعات والأخبار المغلوطة والمضللة رغبة فى «الترند» والانتشار، وأوضحت أن الحوكمة المجتمعية تعنى التوازن وعرض وجهات النظر المختلفة وضيوف للرأى والرأى الآخر، وضربت «البدوى» مثالًا بذوى الهمم، قائلة: «لم يكن الإعلام يهتم بذوى الهمم فى الفترات الماضية، ولكن عندما اهتمت الدولة بهم بشكل كبير وبدأت تضعها فى برامج الحماية الاجتماعية لها، وجدنا الإعلام يسلّط الضوء عليهم وعلى النماذج المبدعة منهم، وجرى تعيين عدد كبير منهم فى السنوات الأخيرة فى أماكن مختلفة بأجهزة الحكومة والمرافق العامة والجامعات. ليس هذا فحسب، الطلبة والطالبات من ذوى الهمم جرى استيعابهم فى الكليات ومن بينها «إعلام القاهرة»، فلدينا 170 طالب وطالبة من ذوى الهمم».
تضيف د. ثريا البدوى: نظّمت وحدة التواصل ودعم الطلاب «القادرين باختلاف» بالكلية، احتفالية متميزة؛ بهدف تسليط الضوء على إنجازات الوحدة خلال العام الدراسي، وتكريم الطلاب «القادرين باختلاف» الذين أظهروا تميزًا دراسيًا ونشاطًا ملحوظًا فى الفعاليات الطلابية المختلفة، بالإضافة إلى تكريم الطلاب المتطوعين وأعضاء فريق الوحدة؛ لما قدموه من جهود مخلصة فى دعم زملائهم.
وتضمّن الحفل فقرات فنية متنوعة، من إنشاد دينى وعزف وغناء، قدّمها عدد من الطلاب «القادرين باختلاف» بمشاركة زملائهم من المتطوعين، فى مشهد جسّد روح التعاون والدمج. وعلى هامش الفعالية، أُقيم معرض ثقافى فى بهو الكلية، ضم لوحات فنية وقصائد شعرية من إبداع الطلاب، ليعكس مواهبهم المتعددة وقدراتهم الإبداعية المتميزة.
وفيما يخص أكثر أقسام الكلية إقبالا من الطلبة، قالت الدكتورة ثريا البدوى: إن قسم العلاقات والإعلان يستحوذ على اهتمام ورغبات قرابة 80 فى المائة من الطلبة؛ بسبب سوق العمل القائم فى كثير من احتياجاته حاليا على التسويق الإلكترونى، وهو تخصص قائم على دراسة وخبرات خريجى هذا القسم، فيما يتجه 15 فى المائة من الطلبة لقسم الإذاعة والتليفزيون، والخمسة فى المائة الأخيرة يتجهون نحو الصحافة.
وفى نهاية حديثها، أكدت د. ثريا البدوى على حبها لـ«المصور»، واعتبرتها مجلتها المفضلة، إذ تجد فيها كل فنون العمل الصحفىوفى مختلف المجالات، السياسة والثقافة والعلم والفن والرياضة والترفيه أيضًا، فضلاً عن الصورة الصحفية التى تميزها دائمًا.