لم تشهد جامعة القاهرة منذ تأسيسها عام 1908 عصرًا فى تمكين المرأة، مثلما شهدته فى الفترة الأخيرة على المستويات الأكاديمية والإدارية كافة، وفى مختلف الدرجات الوظيفية والمناصب العُليا، فقد شغلت المرأة منصب نائب رئيس الجامعة ثلاث مرات، بدءًا بالدكتورة هبة نصار فى 2008، ومرورا بالدكتورة هبة نوح فى 2018، ووصولا للدكتورة غادة عبدالبارى التى تتولى قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة منذ نوفمبر 2024 وحتى الآن، وباتت المرأة تستحوذ على قرابة 50 فى المائة من مقاعد مجلس الجامعة الحالى برئاسة الدكتور محمد سامى عبدالصادق، فهى تتولى العمادة فى 14 كلية من أصل 26 كلية بجامعة القاهرة، فضلا عن 35 مقعدا لوكيل الكلية مقابل 37 للرجال فى قطاعات شئون الطلبة والدراسات العُليا وخدمة المجتمع.
وإلى جانب ما سبق، فإن العدد الأكبر من رؤساء الأقسام النظرية والعلوم الإنسانية بالكليات يترأسهن سيدات، وكأن روح الأميرة فاطمة إسماعيل التى تبرعت بأموالها ومجوهراتها وأطيانها لبناء الجامعة المصرية فى العقد الثانى من القرن الماضي، يلف بأرجاء الجامعة فرحًا بتمكين المرأة. وقد ساعد على نجاحها، الدكتور محمد سامى عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة، وذلك بشهادة عميدات الكليات ووكلائها من السيدات، واعتبرنه منصفًا إلى أقصى درجة فى التعامل معهن وراغبًا بشدة فى نجاح تجاربهن فى إدارة كلياتهن، حتى أصبحت تجربة تمكين المرأة فى جامعة القاهرة ملهمة للجامعات المصرية كافة.
