رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

جامعة القاهرة.. مسيرة تنوير عُمرها 117 عاماً


23-5-2025 | 18:09

جامعة القاهرة

طباعة
محمد السويدى

فى العام 1908م، وتحديدًا يوم 21 ديسمبر، افتُتحت رسميًّا الجامعة الأهلية، جامعة القاهرة حاليًّا، بقاعة مجلس شورى القوانين، إلا أنّ الافتتاح الثانى للصرح التعليمى بموجب مرسوم إنشاء الجامعة الحكومية باسم الجامعة المصرية الصادر فى 11 مارس 1925 -لا يزال عالقًا فى الأذهان وذاكرة الأمة، ومعه تولى مديرو الجامعة ورؤساؤها، بدءًا من الدكتور أحمد لطفى السيد، وصولًا إلى رئيسها الحالى الدكتور محمد سامى عبدالصادق، وكلاهما أستاذ للقانون، ما يعكس أهمية ودور رجال الحقوق فى مسيرة هذا الكيان العملاق التعليمى.

وبمناسبة مرور مائة عام على التأسيس الثانى لجامعة القاهرة بمسماها القديم «الجامعة المصرية»، فقد تحدث عدد من الأساتذة بكليات الآداب والحقوق والعلوم والهندسة، عن سيرة ومسيرة الجامعة، وذلك فى ندوة أدارتها الدكتورة سرفيناز حافظ، مديرة المكتبة المركزية بجامعة القاهرة.

 

وقالت الدكتورة رجاء أحمد، أستاذة الفلسفة ووكيل كلية الآداب الأسبق: إن «جامعة القاهرة هى القلب النابض لمصر المحروسة، وذاكرة الأمة الحقيقية، وتمثل علامة فارقة فى تاريخ الوطن ونهضته، وفيها خرجت أقلام غيَّرت وجه الثقافة العربية، وأسهمت فى بناء دولتنا الحبيبة»، مشيرة إلى أن كلية الآداب تأسست مع بداية الجامعة الأهلية القديمة عام 1908، واصفة إياها بـ«قلب الجامعة النابض»، والمرآة التى تعكس هموم الأمة، وصوت يصدح فى الميادين، وشعلة تنير دروب الباحثين.

 

وأوضحت أستاذة الفلسفة، أن «كلية الآداب بدأت بأربعة أقسام تمثل جوهر الفكر الإنساني، (اللغة العربية، والتاريخ، والفلسفة، واللغة الإنجليزية)، وفى ساحة الكلية احتضنت أسماء لامعة سطرت صفحات مضيئة فى تاريخ مصر، وفى أروقتها شهدت خطوات الأيقونة الأدبية وعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين الذى حمل على عاتقه عبء التنوير، ومن عباءته خرج كثير من رجال الفكر والثقافة فى مصر والوطن العربى، لعل أبرزهم د. شوقى ضيف، ود. محمد مندور، ود. سهير القلماوى، والأخيرة كانت بمثابة التلميذة النجيبة له، كما لعب «حسين» دورًا بارزًا فى جذب الأزهريين للعمل بآداب القاهرة، مثل الشيخ أمين الخولى والدكتور أحمد أمين».

 

واتفقت معها فى الرأى، الدكتورة إيمان عامر، أستاذة التاريخ المعاصر والحديث بجامعة القاهرة، مؤكدة دور جامعة القاهرة وفى القلب منها كلية الآداب، التى أسهمت فى تنوير الأمة وإثراء الحياة الثقافية والأدبية والفكرية فى البلاد، مشيرة إلى الدور المهم الذى لعبه المفكرون المصريون فى الدعوة إلى إنشاء الجامعة المصرية، وكانت البداية من نداءات مصطفى كامل الغمراوى فى جريدة «المؤيد» خلال شهر سبتمبر من العام 1906م، وذلك بالدعوة إلى إنشاء جامعة مصرية.

وأضافت «د. إيمان» أنه «مثلما لعب رفاعة الطهطاوى وعلى باشا مبارك ومحمد عبده وقاسم أمين دورًا فى تعليم المصريين، ومن بينهم الفتيات، فكان لطه حسين وأحمد لطفى السيد وعلى مصطفى مشرفة نفس الدور فى تحفيز الفتيات على التعلم، وتبنى عميد الأدب لتلميذته سهير القلماوى وحثها على الالتحاق بكلية الآداب ودراسة اللغة العربية بعد أن كانت ترغب فى دراسة الطب، وهو خير دليل على ذلك»، لافتة إلى تهديد «مشرفة» بتقديم استقالته إذا لم يتم تعيين سميرة موسى معيدة بكلية العلوم، كونها الأولى على دفعتها، وهو ما يؤكد عظمة رجال هذا العصر، الذين وقفوا فى صف تعليم المرأة والارتقاء بها.

 

أما الدكتور عادل عطية مشرفة، أستاذ الرياضيات المتفرغ بكلية العلوم، ونجل شقيق الدكتور على مصطفى مشرفة، أول عميد مصرى لكلية العلوم جامعة القاهرة، فقد نوه بتاريخ كلية العلوم والنوابغ من الجنسين، ممن تخرجوا فيها، وعلّق قائلًا: صدر قرار تأسيس الكلية فى 11 مارس 1925، والتحقت أول دفعة من الطلبة بها فى أكتوبر من نفس العام، وبدأت الدراسة بملحق سراى الزعفران بالعباسية، وقد تخرجت أول دفعة فى الكلية عام 1929، والدكتور على مشرفة كان أول مصرى يتولى عمادتها أيضًا خلال الفترة من 1926 – 1950م».

 

وتابع «د. عادل»: ساهم الأساتذة والروّاد الأوائل بعلوم القاهرة فى تأسيس كليات العلوم بجامعات عين شمس والإسكندرية وأسيوط، فضلا عن علوم الفيوم وبنى سيف فيما بعد، وعدد آخر وكبير من أساتذة وخريجى علوم القاهرة تولوا مناصب مهمة فى الدولة، ما بين وزراء ورؤساء مراكز بحثية، وتعدّ عزيزة رضوان أول خريجة بـ«علوم القاهرة» عام 1937، وتلتها عقيلة عبدالحميد مصطفى عام 1938، وفى العام التالى تخرجت سميرة موسى ووفية عسكر وأخريات.

 

وفى هذا الإطار، تطرقت الدكتورة إلهام مبروك، أستاذ مساعد القانون التجاري، ومنسق عام الأنشطة، ومدير المكتب الأخضر بكلية الحقوق، إلى دور الأخيرة الكبير والمؤثر فى مسيرة جامعة القاهرة منذ تأسيس الكلية عام 1868 تحت اسم مدرسة الإدارة والألسن، ثم انفصال مدرسة الإدارة عن الألسن فى ديسمبر 1882، وظلت مدرسة الإدارة معروفة بهذا المسمى حتى صدر قرار عام 1886 بتسميتها «مدرسة الحقوق»، ثم تحويلها إلى كلية عام 1925 مع افتتاح الجامعة المصرية الحكومية، وطوال مسيرة الكلية، تخرج فيها 3 رؤساء للجمهورية، و58 وزيرًا للعدل، و28 للخارجية، و32 للتعليم العالي، و19 للشئون الاجتماعية، فضلا عن أمين عام الأمم المتحدة الأسبق د. بطرس غالى، واثنين من أمناء الجامعة العربية، وهما (عمرو موسى، ود. نبيل العربى)، فضلًا عن عدد من رؤساء جامعة القاهرة، آخرهم الفقيه القانونى الكبير د. محمد سامى عبدالصادق، ورؤساء مجلس النواب والأمة والشورى ورؤساء اللجان التشريعية بهم، فهى بحق كلية العظماء.

 

وأتم الحديث معنا، الدكتور نبيل الهادى، أستاذ العمارة بـ«هندسة القاهرة»، شارحًا حكاية كلية الهندسة منذ تأسيسها فى عهد محمد على خلال العام 1816 باسم «المهندسخانة» ودورها فى حركة العمران والتنمية والثورة الصناعية وشق الترع والمصارف على مدار 200 عام، موضحًا المراحل الزمنية لتاريخ الكلية وجغرافيا المكان الذى شهد مراحل تطورها حتى استقرت فى موقعها الحالى بجوار حديقة الحيوان وأمام الحرم وقبة الجامعة الشهيرة.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة