مع تغير فصول السنة وتبدل درجات الحرارة، يواجه الكثير من الأطفال صعوبة في التركيز والمذاكرة بانتظام، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا للأمهات اللاتي يسعين لدعم أبنائهن دراسيًا وسط أجواء متقلبة، ولذلك نوضح في السطور التالية مع خبيرة تغذية علاجية أهم الخطوات التي تساعد الأم على تهيئة جو من التركيز والنشاط لأبنائها خلال فترة المذاكرة.
ومن جهتها قالت الدكتورة سامية عبد المطلب، خبيرة الاقتصاد المنزلي والتغذية العلاجية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن مفتاح النجاح الدراسي لا يبدأ من الكتب وحدها، بل من فهم الأم لطبيعة عملية المذاكرة وتغيير مفهومها، حيث أنها ليست عقابًا للطفل ولا عبئًا على الوالدين، بل وسيلة لتنمية القدرات واكتساب مهارات الحياة، ولذلك فهناك خطوات لابد من اتباعها لتهيئة بيئة من التركيز والنشاط للأبناء خلال المذاكرة مع تغير المناخ، ومنها ما يلي:
- إدراك الأم أن المذاكرة فرصة لتعلم أشياء جديدة مثل ابنها تمامًا، لا مهمة ثقيلة أو روتين ممل، لأن هذا الإحساس الإيجابي ينعكس على طاقة الطفل وحماسه للتعلم.
-يجب العلم أن الطفل في الأيام الباردة، يكون جسمه أكثر نشاطًا في الصباح، بينما في الأجواء الحارة يفضل المذاكرة بعد غروب الشمس أو في فترات المساء المعتدلة، مع مراقبة أوقات نشاط صغيرك وتحديد وقت المذاكرة المناسب له وفقًا لحالته الجسدية.
-يجب تخصيص ركن هادئ ومناسب بعيدًا عن التلفاز أو مصادر الإزعاج، مع تجهيز الأدوات اللازمة مسبقًا لتجنب المقاطعات المتكررة، واحرصي على أن تكون غرفة المذاكرة معتدلة الحرارة وجيدة التهوية، لا تتركي الطفل في مكان شديد البرودة أو الحر، لأن ذلك يسبب الخمول وصعوبة التركيز.
-عدم الاعتماد على أماكن مثل مائدة الطعام للمذاكرة، لأنها لا تمنح الطفل الشعور بالثبات والتركيز المطلوب، ويفضل الجلوس على مكتب أو طاولة في وضع مريح وعملي.
-أن تنظم الأم جدول المذاكرة بطريقة مرنة، بحيث تقسم المواد أو المهام إلى فترات قصيرة تتخللها فترات راحة أو نشاط خفيف، فليس المهم أن ينهي الطفل كل ما عليه دفعة واحدة، بل أن يحافظ على تركيزه دون إجهاد، وفترة الراحة يمكن أن تتضمن أنشطة بسيطة مثل لعبة صغيرة، أو مشاهدة فقرة قصيرة من برنامج مفضل.
- أن نظام المكافآت من أنجح الوسائل لتحفيز الطفل، لكن يجب ألا تكون المكافأة مادية أو متعلقة بالطعام، بل رمزية ومبهجة، مثل اللعب سويًا أو مشاهدة شيء يحبه، فبهذه الطريقة يشعر الابن أن المذاكرة ليست واجبًا ثقيلًا، بل نشاطًا ممتعًا له نتائجه الجميلة.
- التغذية الجيدة تعزز التركيز، خاصة في أوقات تغير الطقس، ولذلك قدمي لطفلك وجبات خفيفة وصحية قبل المذاكرة، مثل المكسرات والفواكه الطازجة أو كوب من الحليب الدافئ في الشتاء، وتجنبي الأطعمة الدسمة أو الغنية بالسكريات التي تسبب الخمول، وذكري ابنك بتناول الماء بانتظام خلال اليوم.