رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

22 نسرًا نيجيريًا يحلّقـــــون فى سماء الكرة المصرية


13-6-2025 | 18:42

.

طباعة
تقرير: محمد عادل

تشهد الساحة الرياضية المصرية، حضورًا لافتًا لنجوم «النسر الأخضر»، قوامه 22 لاعبًا نيجيريًا، يصولون ويجولون فى أندية الدرجة الأولى، ليصبح بذلك مشهدًا مألوفًا على أرض ملاعب بلاد الكنانة.

هذه الظاهرة لا تقتصر على مجرد أرقام وإحصائيات، بل تمتد لتلامس عمق المشهد الكروى المصرى، وتثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التدفق، والتحديات التى يواجهها هؤلاء اللاعبون، والمكاسب التى يجنيها دورى «نايل»، من وراء هذه الاستقطابات.

ويشار إلى أن التواجد النيجيرى الكثيف فى الدورى الممتاز، ليس وليد الصدفة، فبينما تسعى الأندية المصرية إلى تعزيز صفوفها بالمواهب الإفريقية التى تتمتع باللياقة البدنية والمهارة الفنية، يجد اللاعب النيجيرى فى الدورى المصرى بوابة نحو الاحتراف وتحقيق طموحاته الكروية، سواء على المستوى المالى أو المهنى، ولكن إلى أى مدى تترجم هذه الطموحات على أرض الواقع؟.. وهل ينجح هؤلاء اللاعبون فى ترك بصمتهم الخاصة فى دورى يزداد تنافسية وشراسة عامًا بعد عام؟

أبرز ما فى قائمة النسور النيجيرية بالدورى المصرى: صديق أوجولا لاعب نادى بيراميدز، وجون إيبوكا لاعب المصرى البورسعيدى، وعبدالكريم مومونى لاعب سيراميكا كليوباترا، وكيلشى شيمزى لاعب بتروجيت ورشيد أحمد لاعب نادى زد، وصادق إيزياكا لاعب الاتحاد السكندرى.

«المصور» تحدثت مع خبراء فى هذا التقرير للتعرف على أسباب تواجد لاعبى نيجيريا فى مصر.

عبدالحميد عادل، أحد أبرز وكلاء اللاعبين المصريين، قال إن الظاهرة مقصودة، وليست محض الصدفة، وذلك لعدة أسباب، منها إتقانهم اللغة الإنجليزية، لأنها لغتهم الأم، وهذا يسهّل التعامل والتفاوض بيننا وبينهم، بجانب قرب المسافة مع مصر، والتعداد السكانى الكبير لديهم «230 مليون نسمة»، وهذا ينتج عنه تنوع كبير فى المواصفات والمقاييس لدينا كوكلاء للأندية ويسهّل علينا اختيار أكثر من عنصر، حيث يوجد لديهم لاعبون أصحاب الـ20 مليون دولار، واللاعبون أصحاب الـ1000 دولار، لذلك فهم مناسبون لجميع الأندية، وبناءً على ذلك نحن كوكلاء لاعبين لأندية مصرية يحتم علينا الاختيار بين فئة مالية معينة نظرا لضعف ميزانية معظم الأندية، وبالتالى فالسوق النيجيرية يسهّل تلك المهمة لنا.

وعن سبب اتجاه الوكلاء المصريين للأسواق الأخرى على حساب السوق المصرية، أوضح «عادل» أن هذا بسبب مغالاة الأندية المصرية فى أسعار لاعبيها، فمثلًا إذا كان هناك مهاجم مصرى شاب ناشئ فى نادٍ ما، يمتلك مهارات مميزة نسبيا عن بقية اللاعبين، هنا سيطلب النادى المالك له نحو 10 ملايين جنيه، وإذا ذهبت إلى السوق النيجيرية على سبيل المثال، فستجد لاعبا بنفس الإمكانات، بل من الممكن أن يكون أفضل من نظيره المصرى، وسعره لا يتعدى الـ2000 دولار.

واستنادا إلى موقع «ترانسفير ماركت»، لاحظت «المصوّر» انتقال عدد كبير من اللاعبين النيجيريين من نادى سيراميكا كليوباترا إلى أندية الدورى الأخرى، وعلّق عبدالحميد عادل، بأن «سيراميكا» كيان استثمارى فى المقام الأول، فهو يتفق معنا كوكلاء بشأن الحصول على لاعبين موهوبين من مختلف الدوريات الأخرى وإحضارهم لهم بسعر زهيد، ثم يقومون بتطوير هؤلاء اللاعبين على كافة المستويات الفنية والمادية والبدنية ليستفيدوا منهم بانضمامهم لفريقهم لمدة محددة، ثم يقومون ببيعهم بسعر أعلى بكثير من ثمن شرائهم، وهذه فكرة استثمارية ناجحة كانت سببا فى انتشار الجالية النيجيرية فى الدورى لدينا، يليهم على مستوى الجاليات بوركينا فاسو.

وعلق أحمد عبدالرحيم، أحد أبرز مدربى نادى الزمالك السابقين، على تلك الظاهرة بأنها ليست جديدة على الدورى المصرى، فهى موجودة منذ زمن بعيد لأسباب كثيرة، أهمها يتعلق بإدارات الأندية، التى تريد خامات جيدة من اللاعبين بسعر قليل لاستثمارهم فيما بعد.

وعلى الجانب الفنى أوضح «عبدالرحيم» أنهم ليسوا مميزين بالشكل المطلوب فهم مثل أى جالية أخرى، ومثل اللاعبين المحليين يوجد منهم الموهوبون وما دون ذلك، وقد حصل الزمالك على بعض منهم مسبقا، كان أبرزهم إيمانويل أمونيكى، الذى جاء مقابل 50 ألف دولار عام 1992، قادما من فريق جوليوس بيرجر النيجيرى، واعتبره خبراء الكرة ثانى أفضل صفقات الزمالك الإفريقية بعد الغانى كوارشى، حيث أضاف للفريق قوة وساهم فى حصول الفريق على بطولتين للدورى موسم 92\93، وباعه الزمالك بمبلغ 800 ألف دولار لفريق سبورتنج لشبونة البرتغالى، وانتقل فيما بعد إلى صفوف برشلونة الإسبانى.

وأضاف ومع بداية موسم 93\94، ضم الزمالك اللاعب النيجيرى آكى مقابل 50 ألف دولار للاعب وناديه، ثم اكتشف الجهاز الفنى للقلعة البيضاء، ضعف مستواه، لذلك تم الاستغناء عنه فى نهاية الموسم، الذى لعب خلاله 13 مباراة سجل فيها 4 أهداف فقط.. كما ضم الزمالك عام 1993 ثلاثة لاعبين نيجيريين دفعة واحدة، هم ألفيس روبين (لاعب خط وسط مدافع)، وكريستوفر (ظهير أيسر)، وآندى شيكو (مهاجم)، الأول سجل 3 أهداف فى موسمين، والثانى سجل 3 أهداف فى موسم، أما الثالث فقد أحرز هدفا فى أول مباراة لعبها، وتم طرده فيها، ورحل الثلاثى بعد أن كلفوا خزينة ميت عقبة الكثير من الأموال.

وكان اللاعبون الثلاثة ظروفهم تكاد تكون متطابقة، ففى وقت واحد ومع بداية تكوين فريق تعشم الجميع أن يعيد درع الدورى الغائب منذ خمس سنوات، تعاقد النادى الأبيض مع الثلاثى آندى شيكو من دمنهور، وألفيس روبن مع كريستوفر من أحد الأندية النيجيرية.

وبناءً على كل تلك الصفقات، وما تحويه من الصالح والطالح، اختتم مدرب الزمالك السابق، بتأكيده على نسبية المستوى لديهم، وعدم وجود مميزات كبيرة تُذكر.

من جانبه أكد رضا شحاتة، نجم الأهلى السابق، أن تلك الظاهرة مثيرة للاهتمام من قِبل الأندية والمدربين، نظرا لتوافر عدد كبير من خامات اللاعبين المميزين منهم بمبالغ قليلة.

وعن سبب تواجد معظم صفقات الجالية النيجيرية فى مراكز خط الوسط، أوضح «شحاتة»، أن هذا يرجع إلى احتياجات الأندية، مضيفًا أن المتابع الجيد سيلاحظ ضعفا فى مراكز الأجنحة وقلب الدفاع فى معظم فرق الدورى حاليًا، وهذا ما دفع الوكلاء والمدربين للبحث عن عناصر جديدة مميزة فى هذه المراكز.

وعن إمكانية تهديد الجالية النيجيرية لهيمنة اللاعبين المصريين على جوائز الدورى، قال «شحاتة» إن ذلك أصبح ممكنا حاليًا، رغم أنها لم تكن موجودة مسبقا، وذلك يعود لاختلاف تفكير لاعبينا فى الوقت الراهن، كون الجميع يفكر فى الماديات فقط، مهملًا بذلك الجانبين الفنى والنفسى لحب كرة القدم كرياضة ولعبة شعبية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة