لا زلت أبحث ؟!.. أريد وأريد فى مسار المواجيد.. أبله ومجنون ومحتال.. شعور ووجدان وضمير ولا شىء يفيد!.. نحيا العقاب فى مسيرة الأخطاء.. وهم بمقدرة على تغيير معادلة الحياة.. نحمل الخسائر بقدر ثقتنا بأنفسنا ووهم الانتصار.. فصل يتأخر وحسم منكر رغم توحد العناوين وتشابه المضمون!.. طريق ممهد باتجاه واحد!.. اضطرار دون اختيار وتكريس لاستسلام.. يأخذنا الغضب بمشاعر لا تمت للواقع بصلة بعدما تساوى معه الخير والشر.. جهد ووقت وعناء وحق قد يظهر فى آخر الزمان.. قناع وبرهان ومتعة وملل.. عبثا نريد المستحيل.. نبذل المستحيل ولا يصير المستحيل ممكنا!.. كل فى الافتراض والخيال محاولا العبور فوق شارات الاستفهام!.. قفز دون تسديد الأهداف.. بعيب الأحوال مرهون وبالتفاهة مغلوب!.. بالأوهام نكون وبهزائم الخيبات نفور علّنا نجد ما لم نجد؟!.. مقيدون بحب الحياة.. نعود رغم اليأس.. نشيد شوقا من الظن والوصول.. علَّ يكون ما ينبغى أن يكون!.. ننشد رحمة فى عدالة من بذل وشقاء وتعب وأرواح أوشكت على التلاشى.. نصر قبل إغفاء يطول.
كل تحت طائلة المنافسة غير المشروعة حاملا نقصا محاولا الاتزان.. يردد عبارة كل شىء على ما يرام!.. ظانين أننا نرى كل شىء من حولنا حتى ما لا نراه؟!.. نقاتل عليه وما نلبث أن نكتشف أننا نحيا فى عالم غير مرئي؟!.. تخيلناه بالخدع والأوهام.. بكثير من الكذب.. علينا التجاوز بتعطيل قدرات الفهم ولو باستراحة أو تغابٍ مشروط رحمة بأنفسنا التى هرمت دون جدوى.
مضطرون للعيش تحت أى مسمى وبأى طريقة.. نفكر بطريقة ونسلك أخرى.. نحمل الازدواجية والفصام وتفضحنا زلاتنا.. لا نعرف أى شىء.. مخدوعين بعبارة كل شىء ممكن!.. مدفوعين لتبنى أهداف متصورين تحقيقها ببذل قصارى الجهد.. بكل مستحيل من الأشياء.. ونفاجأ بأن المستحيل خلق مستحيلا.. مهما امتلكنا من منهج.. نوهم أنفسنا بأن المنهج هو المعرفة فتتوه المفاهيم وتتسع الموضوعية ونعود ونتعلق بالمطلق.. فلا نمتلك شيئا.. لا اليقين امتلكنا ولا قضينا على شكوكنا ومخاوفنا.. ونخفق فى تحقيق ما نريد فى مسار الموجودات ونكمل باحثين عن مسار وجود!.
مترنحون بين الظن واليقين وصفعات الغدر والتحايل والكذب والخداع..بين حيل وأوصاف تلون شكل الحياة..من طيبة وشر.. وخبث وبراءة ..تمرد واضطرار..مقاومة وخضوع.. فى تنافس يشتد غالبيته غير مشروعة..محاولين الفهم أو استيعاب تلك الأنماط التى نحيا وسطها متطلعين لأفضل.. رغم مستحيل الكشف عن مكنون الأشخاص أوالأشياء..ربما قليل أو محظوظ من منح امكانية الفهم أو صدفة هذيان الحقائق وسط زخم الشكوك وما تحمله النوايا !
مواقف صعبة وتأخر عن الحضور.. غائبين حيارى نستمر فى المقاومة ونعاود مرغمين!.. بات عليك أن تسأل الله الثبات والاستمرار فى المدافعة عن نفسك وعن غيرك إن لزم الأمر مع سند دائما غير موجود رافضا الضياع وسط المحتالين والبلهاء والمجانين.. الذين يحملون دائما أسطورة الوصول السهل!.. وسط إعجاب وتصفيق من الجميع!.. ورغم تعدد ألوان وأشكال البشر لكن هذه النماذج ما تعلق بأذهاننا وتسترعى الوقوف أمامها مع فواصل تتجلى وتختفى مسببة فوضى سوء الفهم!.. فالمحتال انتهازى يصل قبل الجميع لموطن المكاسب!.. يشتم المصالح عن بعد بروائح لا يعلمها غيره!.. يملك عينا ثاقبة متلصصة تحسن التسلل والمتابعة والمراقبة لفرص القنص التى تحقق له المكاسب دون مجهود وسط المنافسات غير المشروعة.. يحمل معادلة من الرهانات.. يسابق لتسجيل حضوره فى أى مشروع يحمل ملامح النجاح أو الظهور حتى ولو كان صاحبه لا يستحق.. يفوز غالبا حتى ولو خالفه الرهان.. لا يكل ولا يمل ولا يحزن لمخالفة النتيجة.. دون خجل يزور الحقائق ويلوى عنقها.. أما الأبله أو الأحمق فهو ساكن هادئ.. مغرور متردد خائف.. يرى ما لا يراه غيره أو قد لا يرى بمنظور الآخرين.. لا يعلم حمقه.. قد يصفونه بالجنون إذا ما أصيب بالتهور.. يصر على موقفه ما قد يدفع الآخرين لقتله أو السخرية منه أو الشفقة عليه!.. أخطاؤه كارثية ورد فعله غير محسوب.. يتصرف دون خوف أو حساب ما يدفع غيره لحسده!.. يحيا دون مسئولية ويرفض غيره تحملها عنه !.
ويبقى فريق آخر منْ نصفهم بالعاطلين عن الحياة.. ينتظرون دورهم فى مزاد الحياة.. يحدوهم الأمل فى بلوغ المستحيل.. قد يتمتعون بمهارات وذكاء يؤهلهم لاجتيازه.. وقد يكونون أصنافا عادية خلقت للدور الثالث أو الرابع.. على أية حال مهما امتلكوا من مهارات يظلون لا يملكون البوصلة.. يسجلون خطواتهم بدهشة وصدمة واعتذار وسط حالة اللافهم.
ليبقى كل شىء على حاله!.. وأيا كان؟!.. علينا تجريب الحياة وأى هدف يبقى تحقيقه ليس بالأمر السهل.. وأن تتوقع الحصول على هدف غير ما تسعى إليه!.. ولا تنال ما سعيت وبذلت الجهد فى سبيله!.. فتحيل ذلك للقسمة والنصيب أو أى مسميات أخرى!.. بين أول بذلت حياتك من أجله وثانٍ يأتى سواء كان مناسبا أم لا!.. هبة لا يحق الاعتراض أو حتى التساؤل حولها!
تخفض سقف طموحاتك وتطلعاتك وتوقعاتك.. تقابل كل صدمة بالهدوء أو اللامبالاة.. أو بصرامة واستحقاق للجزاء والعقاب.. ترتب أشياءك دون خيار صحيح.. ودون قرار أبدي فلا نهاية لكل شىء! .
يغتالنا الواقع فى تخبط.. باحثين عن مكان يليق بنا فى تشتت وارتباك.. مفروض علينا امتلاك إرادتنا شرط تكبد الثمن.. بالامتثال والتقبل دون رفض حتى ولو كنت حاد المزاج .
وهكذا نصير حاملين تناقضات بسبب تمسكنا بالحياة.. ونصبح مريدى الوصول بمزيد من الجنون أو فرض من البلاهة.. باحثين عن الوسامة التى تحمل تقبل فشلنا فى حسم الحيرة.. رغم الصعوبة نحمل ضغوط واقع لا مفر منه.. نفتعل التناغم ونحاول إلباس أنفسنا ثوب التوافق عبر نوبات من الآهات بسبب اللاموجودات من طموح قلما يتحقق.
وبمرور الوقت قد لا يتبقى لنا سوى كلمات تحمل الأثر أو لا تحمله.. ربما لا تكفى لتحفر الأثر ولزاما عليها أن يصاحبها حدث نجيد تأويله.. وكلما كان مأساويا كان الحفر والأثر أقوى.. وكأننا نحتاج المآسى لنكمل الحياة وتستمر فينا يقظتها!.
لا قاعدة ولا منطق يسود فى وقائع الحياة وعلاقات البشر.. إنما الاستثناءات تعلمنا أن شذوذ القواعد هو ما يسود!.. باع كبير بين المنطق وصحة البراهين فيما نحياه من تناقضات.. علينا أن نؤمن بالتناقضات وتحملها ونتعامل معها.. فالشرور باقية على الأرض لا نهاية لها!.. ومهما لقنا من مبادئ وقيم هى من النظريات الصعبة التحقق!.. تفقدنا صوابنا فى ماهية البحث بالتماهى فى التمسك بها.. علينا الملاحظة والتجربة وقبول الخطأ الذى غالبا يفوق الصواب!.. وألا نفقد صوابنا فى جدليات قد ترتقى لأسطورة أو تنحط من فرط دناءة البشر.. وأن تترك إثبات البطلان والصحة لتطور الأشياء حتى تحافظ على قواك العقلية متقبلا أو ممتلكا مبدأ واحدا أن كل شىء وارد الحدوث ليسهل عليك الاستدلال المنطقى.. فكم من أصحاب النظريات انتحروا لاستحالة الحياة وسط المتناقضات وغياب الحقوق والعدالة!.. أو حتى أحرقوا بأعمالهم التى لا تزال خالدة مجسدة لقمة التناقض!.
لكن لا أحد يدافع أو يجرؤ أن يدافع عن مبدأ اعتنقه، فالمدافع يعرف أن طريقه للهلاك.. بل عليه تدريب نفسه على عدم إظهار الدهشة والصدمة التى تخلق فينا الهشاشة والضعف.. التى علينا أيضا عدم حرمان أنفسنا منها فما زلنا بشرا نشعر ونحس بأشياء موجودة وغير موجودة فى نفس الوقت!.. محتفظا باستخلاصاتك لنفسك وقبول أطراف معتوهة تصدر أخطاء جسيمة فى مناخ يموج بانعدام الكفاءة والمهارة والمعايير المشبوهة فى إنتاج الحدث.. وأن تتجرد من الوقوع فى فخ أن تصبح طرفا فى قضية مهما كانت عامة أو خاصة، حتى الخاصة عليك التجرد من صلتك بها إذا كانت تكبدك الثمن فى دفاعك عن حقك المشروع المسلوب.. فجبروت الواقع دائما يجردنا حتى من إعلان استحقاقنا!.. عليك الخضوع لنتائج لا تُرضيك فى رحلة الحقوق الضائعة.. وتتعلم أن تحققها فى خيالك ولا تستغنى عنه، فهو الباقى لك الذى يسمح لك بالسباحة والتحليق.
فتاريخ الظلم يمنحنا طرقا للتحايل فى البعد عن طريق الظالم حتى يتجاوزنا ونستطيع الإنجاز الشخصى فى حقول أنفسنا.. وقد تظهر للعلن وقد تظل حبيسة حتى نفقد الحياة.. فتصورات الحدود بين الواقع والأحقية هى رؤية ذهنية لم تتحقق إلا بالعدالة حينما تتوحد هذه الرؤية مع من يمنح الحقوق.. أو إذا ما توحدت فى تعميمات صالحة تتوافق مع مجتمع لا يحمل الفجوات بين المنطق الصورى والوصفى.. مع ضرورة أن يمتثل كل شىء للقانون الوضعى الذى لا يخالف الإلهى الذى ارتضى به وينتظر التطبيق.. وهنا يحظى سجين الحق بالانطلاق حاملا صدق الحجة والنتائج مع محمولات صادقة بعيدة عن الزيف.
ولكى تتحقق عقدة التشافى اطلق نداءك معلنا استعدادك التقبل دون الارتداد لنقطة الصفر!..دون المطالبة بمزيد من العطاء!..دون مقاومة..دون تمرد..دون ترصد لانتظار.. لممكن مستحيلات أعجزك الوصول إليها والتخلى عنها!.. بلسان حال سمعا وطاعة أيها الزمن إلى حيث تريد..ظلم وجور ونهاية ! .
«إمضاء مفقودك على ذمة الحياة».