نود التعرف على طبيعة وعدد الأقسام والبرامج الدراسية بالكلية؟
تضم الكلية 14 قسما علميا وأكثر من 30 برنامجا دراسيا، ويوجد بالكلية نوعان من طرق التدريس، النوع الأول يتمثل فى البرامج العادية، أى الأقسام التقليدية الموجودة فى معظم كليات الهندسة الأخرى، وتقبل عليها الشريحة الأكبر من طلاب الكلية القادمين من خلال مكتب التنسيق كأقسام الهندسة المعمارية، وهندسة القوى الكهربية، وهندسة القوى الميكانيكية، والهندسة الإنشائية، والتصميم الميكانيكى والإنتاج، والإلكترونيات والاتصالات الكهربية، وغيرها. ولا يستطيع أحد بكليات الهندسة الأخرى التحويل إلى كلية الهندسة جامعة القاهرة لدراسة هذه البرامج العادية دون أن يكون مجموعه يساوى على الأقل الحد الأدنى للقبول بهندسة القاهرة.
أما النوع الثاني، فهو البرامج التخصصية بمصروفات، وهى متاحة لكل طالب بهندسة القاهرة، ومتاحة كذلك لأى طالب التحق بأى كلية هندسة أخرى على مستوى الجمهورية من خلال مكتب التنسيق.
ما الفارق بين النوعين؟
بداية أود التأكيد أن أعضاء هيئة التدريس فى البرامج التخصصية هم أنفسهم أعضاء هيئة التدريس فى الأقسام التقليدية، وتعد البرامج التخصصية أقل عددا من الطلاب، وأكثر تخصصا وتركيزا فى فرع معين من فروع البرنامج العادي، فمثلا لدينا قسم الهندسة المدنية فى البرامج العادية، وهو برنامج متشعب، يدرس فيه الطالب جميع تطبيقات وفروع الهندسة المدنية، بينما فى نظام البرامج التخصصية، لدينا أربعة برامج تندرج تحت الهندسة المدنية، وهى هندسة إنشائية، وهندسة إدارة مشروعات وتشييد، والبنية التحتية، والمياه والبيئة.
فى البرامج التخصصية أيضا، قد يكون أحدهم مشتركا بين قسمين تقليديين أو برنامجين عامين، مثل البرنامج الخاص الميكاترونيكس، وهو عبارة عن برنامج مشترك بين الميكانيكا والإلكترونيات.
إذن.. ما الفرق فى الدراسة بين كليات (الهندسة والتخطيط العمرانى والفنون الجميلة شعبة عمارة) فيما يتعلق بالعمارة؟
لدينا فى كلية الهندسة، قسم الهندسة المعمارية، والتخطيط العمرانى هو أحد فروع هذا القسم، وبعد حدوث تطور كبير فى تخطيط المدن الجديدة، كانت الحاجة ملحة لإنشاء كلية للتخطيط العمرانى بجامعة القاهرة، وهى بدورها أكثر تخصصا فى مجالات التخطيط العمرانى فقط، وقام بتأسيسها والتدريس فيها لسنوات طويلة، أساتذة بكلية الهندسة قسم الهندسة المعمارية، وتوالى على عمادتها أساتذة من أبناء هندسة القاهرة، ويعد عميد الكلية الحالى الدكتور محمد رفعت، هو أول عميد للتخطيط العمرانى من بين خريجيها، لذا تعتبر كلية التخطيط العمرانى ابنة كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وأما طلبة وخريجو الفنون جميلة عمارة، فهم يدرسون التصميمات الداخلية للعمارة، والتى تعد أحد فروع قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة، ولكنهم يدرسونه بعمق أكثر، لذا هم مهرة فيه.
هل تضم الكلية أقساما ليست موجودة بجامعات أخرى؟
نعم، لدينا قسم هندسة الطيران والفضاء بالكلية، ليس له مثيل فى الجامعات المدنية الأخرى، ويرجع الفضل فى إنشائه إلى الدكتور عبد الرحمن الساوى «أول عميد مصرى لكلية الهندسة جامعة القاهرة»، وكان القسم فى بدايته عبارة عن شعبة لهندسة الطيران، وافق مجلس الكلية على إنشائها عام 1951، ثم تحولت الشعبة إلى قسم فى العام الجامعى 1953 / 1954.
لدينا أيضا فى كلية الهندسة جامعة القاهرة، تخصصات نادرة ليست متوفرة فى معظم كليات الهندسة الأخرى، مثل الهندسة الكيميائية، والهندسة الطبية، وهندسة التعدين وتشمل البترول والفلزات والمناجم.
ماذا عن قسم ميكانيكا السيارات بالكلية، وما الذى ينقص هندسة القاهرة من تخصصات؟
لا يوجد فى الكلية قسم يحمل اسم ميكانيكا السيارات، لكن لدينا قسم ميكانيكا قوى، ومن بين تطبيقاتها، ميكانيكا السيارات، والكلية بها جميع الأقسام والبرامج الدراسية، ثلاثة تخصصات، الهندسة النووية وهندسة النسيج والهندسة البحرية.
ما طبيعة قسم الهندسة الطبية بالكلية؟
قسم الهندسة الطبية متخصص فى تصميم وصيانة الأجهزة الطبية، مثل أجهزة الأشعة التشخيصية وأجهزة التنفس الصناعي، والأجهزة التعويضية، لذا يدرس طلبة الهندسة الطبية، إلى جانب العلوم الأساسية، وكل من التشريح وعلوم البيولوجي.
مع كثرة الجامعات التكنولوجية على الساحة.. هل تراها سحبت البساط من كليات الهندسة وجذبت الطلاب نحوها؟
هذا الكلام غير صحيح ومبالغ فيه، فكليات الهندسة والكليات والمعاهد التكنولوجية تكمل بعضها البعض، ودور المهندس يختلف عن التكنولوجي، فالمهندس دوره الرئيسى هو التصميم، والتصميم يحتاج إلى حسابات ومعرفة بالعلوم الأساسية وتطبيقاتها فى إخراج منتج جيد، وليس بالضرورة أن يكون المهندس ماهرا بيده، ولكن من المهم أن يكون عقله على قدر عال من الفكر والإبداع، بحيث يتمكن من تطويع العلوم الأساسية من رياضيات وفيزياء وكيمياء فى عملية الإنتاج والتصنيع، ومن ثم من الضرورى جدا دراسة العلوم الأساسية داخل كلية الهندسة، فلا غنى عنها، وهى التى تمكن المهندس من إنجاز تصميماته على النحو الأفضل، وبأقل تكلفة ممكنة، وليس بالضرورة قيام المهندس بتنفيذ فكرته بنفسه، فالأمر هنا يتطلب التكنولوجي، والذى نسميه فنيا متقدما، ويفرقه عن الفنى العادى مقدار التعليم الذى بلغه، ولا تقوم الصناعة إلا بوجود الاثنين معا، المهندس والتكنولوجي، ومعهم الفني.
كم إجمالى عدد الطلاب بالكلية وكذلك عدد أعضاء هيئة التدريس؟
لدينا فى الكلية قرابة 9 آلاف طالب وطالبة فى جميع البرامج والفرق الدراسية، دون طلاب الدراسات العليا، منهم قرابة ألف طالب كانوا يدرسون بالسنة الأولى «إعدادى هندسة»، ويقوم بالتدريس فى الكلية حوالى 1500 عضو هيئة تدريس، بخلاف الهيئة المعاونة من معيدين ومدرسين مساعدين.
ماذا عن ترتيب كلية الهندسة بجامعة القاهرة فى التصنيفات الدولية الكبرى؟
الحمد لله، ترتيب الكلية متقدم فى عدد من التصنيفات الدولية التى تجريها الجامعات الكبرى حول العالم، لكن أهمها بالنسبة لنا هو تصنيف QS الإنجليزى والمعروف بشفافيته العالية، وتحتل الكلية المركز الـ136 عالميا وفق آخر تصنيف، وبشكل عام خلال الـ 6 سنوات الأخيرة نحافظ على وجودنا ضمن أفضل 150 كلية هندسة على مستوى العالم.
ما القسم الذى يحتل ترتيبا متقدما فى تصنيف الإنجليزىQS؟
هندسة البترول بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ضمن أفضل 50 تخصصا على مستوى جامعات العالم، وذلك على مدار أربع سنوات متتالية.
كيف تتعامل الكلية مع مشروعات تخرج الطلاب؟
تهتم إدارة الكلية جيدا بمشاريع تخرج الطلبة، وقد عكفت فى السنوات الثلاث الأخيرة على تنظيم معرض سنوى لهذه المشاريع، يتم فيه دعوة الشركات للتعرف على المشاريع عن قرب، وفى السنة الماضية قام بعض المستثمرين بتبنى اثنين من مشاريع التخرج، وتمويلهما والبدء فى تصنيعهما، أحدهما فى مجال الميكاترونيكس، ولتحقيق مزيد من التسويق لمشروعات التخرج، طلبنا من كل طالب إعداد مادة فيلمية لمدة 3 دقائق عن مشروع تخرجه، وذلك لعرضه على قناة الكلية فى يوتيوب.
هل كانت الكلية طرفا وشريكا فى الاتفاق بين المستثمرين وطلبة مشاريع التخرج؟
الكلية لم تكن طرفا فى هذا الاتفاق، فلسنا أوصياء على الطلاب فى عرض أفكارهم ومشاريعهم على المستثمرين، لكن اعتبارا من هذا العام ستقوم الكلية بالمشاركة فى هذا الأمر، من خلال شركة جامعة القاهرة لإدارة الأصول المعنوية ومن بينها مشاريع تخرج طلبة هندسة القاهرة، وذلك بعد أن سمح القانون للجامعات بالشراكة مع جهات أخرى فى إنشاء شركات.
هل لنا التعرف على بعض أدوار الكلية فى خدمة المجتمع والمشاريع القومية؟
أدوار الكلية وعلماؤها فى خدمة المجتمع والمشاريع القومية كثيرة جدا ولا يمكن حصرها، وتضم الكلية 13 مركزا نوعيا وتخصصيا، تقدم الخدمات الاستشارية لجميع الجهات الحكومية والخاصة فى مصر، أذكر بعضا منها مثل أنظمة الرى فى توشكى، وتطوير الرؤية البصرية على الطريق الدائري، كذلك المشاريع الكبرى فى حدائق العاصمة، وتطوير أول جهاز تنفس صناعى مصرى بالكامل، وهو الجهاز الذى أعلن عنه رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد سامى عبد الصادق قبل عدة أسابيع، ليس هذا فحسب، الاختبارات الميكانيكية لمحطة الضبعة تمت بمعرفة معمل الاختبارات الميكانيكية بالكلية، وأنا شخصيا أشارك فى مشاريع لها علاقة بأنظمة التحكم فى محطات المياه والمطارات.
كيف تستقبل وصف «هندسة القاهرة» بإحدى كليات القمة الكبار؟
شيء طيب أن تكون كلية الهندسة بجامعة القاهرة، رغبة أولى لدى معظم طلاب علمى رياضة، ولم لا؟ وهى الكلية العريقة التى أتمت من العمر 209 سنوات، درس فى قاعاتها ومعاملها على مدار هذه السنوات الطويلة رموز العلم فى كافة تخصصات الهندسة، وتخرج فى أقسامها عدد كبير جدا من رؤساء الحكومات والوزراء ورؤساء الجامعات وكبار المسئولين، ولا تزال الكلية تؤدى رسالتها على أكمل وجه، لكن فى الوقت نفسه، أود التأكيد على رفضى لوصف كليات قمة، ولا أحب سماع هذا الكلام، فالقمة بالنسبة لي، هى تميز وإبداع كل فرد فى مجاله، ولو تخيلنا أن جميع المصريين مهندسون، فلن تستقيم الحياة، لأننا بحاجة إلى أطباء ومحامين ومحاسبين ومعلمين وغيرهم من كافة فئات المجتمع العاملة.
يرى البعض وجود منافسة كبيرة بين طلبة وأساتذة وخريجى هندسة القاهرة وهندسة عين شمس؟
لا شك أن كلا من كلية الهندسة جامعة القاهرة وكلية الهندسة جامعة عين شمس من كبرى كليات الهندسة فى الشرق الأوسط، وتاريخها حافل بالعطاء ومستوى الخريجين وأعضاء هيئة التدريس والطلبة بهما على أعلى مستوى، ولكن تبقى حقيقة مهمة لا يمكن تجاهلها، وهى أن كلية الهندسة جامعة عين شمس تعد ابنة كلية الهندسة جامعة القاهرة، وما يؤكد كلامى أنه منذ تأسيس جامعة عين شمس عام 1950، كان عمداء كلية الهندسة بها منذ هذا التاريخ وحتى عام 1998، من أبناء وخريجى كلية الهندسة جامعة القاهرة، حتى تم تعيين أول عميد من بين خريجيها عام 1998 وهو الدكتور محمد عبد الحميد شعيرة.
أخيرا نود التعرف على الدكتور حسام عبد الفتاح فى سطور؟
التحقت بكلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1988، وتخرجت فيها عام 1993 بقسم القوى الكهربية، وحصلت على الماجستير بالكلية عام 1995، والدكتوراه عام 1999 من جامعة كينت بولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، بعدها عدت إلى كلية الهندسة وأصبحت مدرسا فيها، وفى عام 2004، تمت ترقيتى إلى أستاذ مساعد، ثم أستاذ عام 2012، وفى عام 2013، تم اختيارى مديرا لأحد المعامل الكبرى بالكلية، وفى مطلع 2017، تم تعيينى مديرا لوحدة ضمان الجودة والاعتماد بالكلية، وبقيت فى هذا المنصب لمدة ثلاثة أشهر فقط، حتى صدر قرار تعيينى وكيلا للكلية لشئون خدمة المجتمع، وفى عام 2019، صدر قرار تكليفى بالعمادة، وحاليا أنا أقدم عميد فى مجلس جامعة القاهرة والعميد رقم 26 فى تاريخ الكلية.