أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن ما شهدته مصر في عام 2011 كان "حربًا من نوع مختلف"، مشيرًا إلى أن البلاد نجت آنذاك من مصير شديد الخطورة بفضل عناية الله، رغم ما واجهته من تحديات واضطرابات قاسية.
وقال الرئيس السيسي خلال كلمته في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة: "هو عدانا في 2011 بفضل الله سبحانه وتعالى، رغم إن الظروف كانت صعبة جدًا، وأي حد يشوف اللي حصل وقتها يقول مش ممكن البلد دي تنجو من حرب أهلية تدمرها بالكامل. كل الناس قالت كده، لكن ربنا سبحانه وتعالى أراد إنها تنجو وتقف من جديد. اللي حصل في 2011 كان شكل من أشكال الحرب، لكنه مختلف عن حرب أكتوبر أو ما قبلها".
وأوضح الرئيس أن الدولة المصرية خاضت خلال السنوات العشر التالية معركة بناء واستقرار صعبة، لاستعادة مسارها الصحيح وترسيخ أركانها بعد ما وصفه بـ"السنوات العصيبة"، مؤكدًا أن الجيش والشرطة والشعب المصري قدّموا تضحيات جسيمة في سبيل عودة الأمن والاستقرار.
وأضاف الرئيس: "إحنا قعدنا من بعدها عشر سنين تقريبًا، وكان الأشرار – والله أشرار – لو يعرفوا ربنا ما يعملوش كده. لكن ربنا سبحانه وتعالى، ومعاه الجيش والشرطة وكل مؤسسات الدولة، وهم في النهاية المصريين نفسهم، قدروا يصمدوا. كل بيت في مصر النهارده فيه شهيد أو مصاب، والأثر لسه باقي. المصريون هم اللي دفعوا التمن علشان نقول النهارده بفضل الله إن الإرهاب انتهى، وده في دول كتير ما حصلش، دول بتحارب الإرهاب لعشرات السنين وما نجحتش، لكن بفضل الله نجحنا".
كما تطرّق الرئيس السيسي إلى بعض الانتقادات التي وُجهت للدولة خلال فترات سابقة، مشيرًا إلى أن بعض الأصوات كانت تتساءل عن غياب ردود حادة من مصر تجاه بعض المواقف أو الأحداث الإقليمية، دون إدراك لحجم المخاطر التي قد تترتب على أي انزلاق غير محسوب.
وقال الرئيس في هذا السياق: "كان في ناس بتسأل: هل الدولة ما قامتش بدورها؟ وكان ردي: هم متصورين إن مصر تحارب عشان موقف أو فكرة؟ إحنا 110 ملايين، ومعانا كمان ضيوف من الأشقاء العرب والأفارقة، يعني بنتكلم في 120 مليون. هل نضيع مقدرات الدولة ومستقبل شبابها عشان وجهة نظر؟ شوفوا، اليوم اللي يحصل فيه اقتتال، البلد بتتأخر شهور وسنين. الساعة الواحدة في الحرب بتأخر البلد سنين".
وشدد الرئيس على أن الحفاظ على الدولة واستقرارها أسمى من أي خلاف أو رأي، قائلاً إن "تقدير الموقف لا يكون بالعاطفة، وإنما بالعقل والحكمة والمسؤولية تجاه مستقبل الوطن".