تزايدت خلال الأشهر القليلة الماضية معدلات الإقبال على مشروب «الماتشا»، أو «شاى الأغنياء»، وأصبح مشروبًا أساسيًا داخل المقاهى العصرية الشهيرة وامتلأت صفحات التجارة الإلكترونية بإعلانات توفير عبواته «أون لاين» باعتباره مشروبا طبيعيا مليئا بمضادات الأكسدة ومساعدته فى التخلص من سموم الجسم، ليتحول إلى مشروب المشاهير والـ «أندر إيدج» ، ومع زيادة الطلب العالمى على المشروب اليابانى قفزت أسعار شاى «التينشا» المستخدمة فى صنع الماتشا خلال آخر مزاد باليابان خلال فترة الحصاد بالربيع بنسبة 170 فى المائة على أساس سنوى.
بلغ سوق الماتشا العالمى 3,2 مليار دولار خلال العام الماضى واستحوذت منطقة آسيا والمحيط الهادئ على حصة 51,1 بالمائة، وبلغت قيمة سوقه فى المنطقة نحو 1,6 مليار دولار، كما أنه من المتوقع أن تبلغ قيمة سوق الماتشا بنهاية 2025 نحو 3,4 مليار دولار ليصل إلى نحو 5,8 مليار دولار بحلول 2034، وذلك بحسب تقرير شركة ماركت يو إس للأبحاث.
كذلك، بحسب تقرير أعدته «ذا تايمز» البريطانية فقد ارتفعت أسعار الماتشا بنسبة تقترب من 15 فى المائة منذ بداية 2025، وتعد اليابان المركز الرئيسى لهذا المنتج فوصلت قيمة صادرات اليابان من الشاى الأخضر العام الماضى نحو 247 مليون دولار بارتفاع أربعة أضعاف عما صدرته البلاد قبل عقد زمنى وأغلبها فى شكل مسحوق «الماتشا» وذلك وفقا لبيانات وزارة المالية اليابانية.
وبهدف سد النقص فى المعروض، حاولت دول مثل الصين وكوريا الجنوبية وكينيا إنتاج الماتشا، ورغم التدفق الكبير للماتشا غير اليابانية والتى تسعى لتقديم أسعار تنافسية إلا أن تلك المنتجات أثارت مخاوف بشأن أصالة المنتج وجودته.
المشروب الذى شق طريقه إلى «التجارة الإلكترونية»، أصبح فى غضون فترة قصيرة على قائمة «الأكثر طلبًا»، وهناك أوزان متعددة فمنها 150 جراما بسعر 250 جنيها للماركات الأقل شهرة أما الماركات المعروفة فتعرض العبوة 90 جراما بسعر 250 جنيها، بينما وزن ربع كيلو فبسعر 600 جنيه بما يعادل 2400 جنيه للكيلو، مع تقديم خدمة التقسيط على 48 شهرا مع أحد البنوك، وسعيا لزيادة مساحة الطلب على شاى الماتشا فيتم عرض أصناف بنكهات متنوعة فهناك ماتشا لاتيه وأخرى فانيليا بالفستق وهناك ماتشا بالمشمش، واشن فروت وأيضا بالكركم، وأحدثها الماتشا بالبستاشيو، وداخل المقاهى الشهيرة تتوافر الماتشا الساخنة والمثلجة بمختلف النكهات وتتراوح أسعار الكوب ما بين 80 إلى 150 جنيها حسب الحجم والنكهات الإضافية.
وفيما يتعلق بمعدلات استهلاك المصريين من الشاى وخاصة «الماتشا»، أوضح أحمد البنا، مستورد شاى، أن «المصريين من أكثر دول العالم استهلاكا للشاى الأسود فمتوسط استهلاك الفرد فى الوجه البحرى بين 3 إلى 4 أكواب يوميا أما بالوجه القبلى فيصل إلى 8 أكواب، فكان متوسط استهلاك المصريين سنويا يقترب من 85 ألف طن لكنه انخفض مؤخرا ليصل إلى 65 ألف طن تقريبا نظرا لارتفاع أسعاره وانخفاض القوى الشرائية، وكافة المصانع تستورد الشاى ويتم تعبئته محليا، ومن أهم الدول المصدرة للشاى الأسود الصين والهند وكينيا وسيلان ورواندا وبروندى وفيتنام، لكن ذوق المصريين يبتعد عن الصينى، والأفضل هو الكينى لأن أغلب المزارع لديهم أورجانيك ولدينا اتفاقيات زيرو جمارك معهم بما يعطى ميزة سعرية تنافسية».
وأضاف: أما الشاى الأخضر فله نوعية محددة من الزبائن فى مصر واستهلاكه محدود وتعد الصين أكبر الدول انتاجًا له، ومن ضمن أنواع الشاى الأخضر «الماتشا» ومنشؤه الأساسى اليابان وهناك طلب كبير عليه بسبب زيادة معدلات الأكسدة به وارتفاع نسبة الكافيين به، وبالتالى يفضله الشباب وخاصة الـ «أندر إيدج» والسيدات لاستخدامه فى الدايت وزيادة التركيز.
«البنا»، لفت إلى أن «أسعار الماتشا فى ارتفاع مستمر نتيجة لزيادة الطلب عليها عالميا، أيضا الاستيراد من اليابان يتم عبر الطائرات لأننا نستورد كميات محدودة وبالتالى تكاليف النقل واللوجستيات مرتفعة لذا يقتصر استهلاك هذا النوع من الشاى لدى الطبقات فوق المتوسطة والغنية».