رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

د . أحمد حلاوة.. استشارى جراحة زراعة الأعضاء: زياراتى لمصر «رد للجميل».. وروح الفريق الأسلوب الأمثل للنجاح


19-10-2025 | 14:11

0

طباعة
حوار: إيمان النجار

«أحضر لمصر لخدمة بلدى وناسها وأحبائى وأهلى كنوع من رد الجميل، وأتمنى أن أستطيع رد الجميل»، بهذه الكلمات بدأ البروفيسور أحمد حلاوة، استشارى جراحة زراعة الأعضاء والأستاذ بجامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة حديثه لـ«المصور»، والذى جاء على هامش زيارته لمستشفى معهد ناصر للبحوث والعلاج .

البروفيسور «أحمد»، تحدث عن زياراته لمصر والتى بدأت منذ 15 عاما، موضحا أن الهدف منها هو المساعدة وليس التقييم وتوظيف الإمكانات الموجودة للوصول لأفضل نتائج، إجراء الجراحات وكذلك التدريب للأطقم الطبية وتبادل الخبرات، موضحا أن البداية كانت بإجراء جراحات زراعة الكلى، ولكنه بعد ذلك ركز على جراحات الغدد الجار درقية. 

 

 

خلال حديثه أكد الخبير العالمي، أهمية التركيز على الفريق، والعمل الجماعي، فروح الفريق هو الأسلوب الأمثل للنجاح وضمان استمراره، كما تحدث أيضا عن أهم محطات مسيرته العلمية وهى السفر للمملكة المتحدة لما أحدثته من نقلة علمية قوية، مشيرًا إلى أن ما ينقصنا فى مصر هو تطبيق زراعة الأعضاء من حديثى الوفاة، فذلك من شأنه إنقاذ حياة مئات من المرضى ومواجهة ظاهرة تجارة الأعضاء.

زيارة الخبير العالمى المصرى نظمتها وزارة الصحة بداية الشهر الجارى تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بتعزيز التعاون العلمى وتبادل الخبرات فى مجال زراعة الأعضاء، ورفع كفاءة الكوادر الطبية، وتوطين الخبرات الجراحية المتقدمة، وتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة لمرضى.

زيارة البروفيسور «أحمد» لمعهد ناصر منذ عدة أيام تعد الأحدث، الزيارة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فـ«د. حلاوة» المقيم بإنجلترا، يتردد على مصر فى زيارات متكررة بصفة دورية بواقع ثلاث زيارات سنويا لإجراء جراحات وتدريب الأطباء ونقل الخبرات، هذا المجهود الكبير يقدمه بدون مقابل مادي، يقدمه بمنتهى السعادة ويحسبه لوجه الله تعالى ويعتبره بمثابة رد الجميل لمصر، وقال: «أحضر لمصر لخدمة بلدى وناسها وأحبائى وأهلى كنوع من رد الجميل، وأتمنى أن أستطيع رد الجميل، بدأت مشروع الزيارات بصفة دورية منذ عام 2010، وشملت محافظات مختلفة من بورسعيد شمالا إلى أسوان جنوبا، سوهاج، المنيا، القاهرة، شبين الكوم، دمنهور، المنصورة وطنطا».

«د. أحمد» تخرج فى كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1983، تخصص فى الجراحة العامة، ثم التخصص الدقيق جراحة عامة وأوعية الدموية، وفور انتهائه من سنة الامتياز وقضاء نيابته توجه إلى إنجلترا، سافر على نفقته الخاصة، كان مخططا للسفر وحصل على الجزء الأول من الزمالة البريطانية بالقاهرة، سافر إلى انجلترا حيث حصل على شهاداته العلمية، وحول التخصص فيما بعد قال «منذ عام 83 وحتى 92 تخصصت بالجراحة العامة والأوعية الدموية، وبعد ذلك جاء تخصص زراعة الأعضاء مصادفة، وفى إنجلترا علمت بوجود تخصص زراعة الأعضاء وكان حديثا بالنسبة لي، ومنذ عام 1992 قررت خوض التجربة وأحببت التخصص وكنت شغوفا بتعلمه، وبفضل الله وأساتذتى وصلت لمستوى مُرضٍ على مدار 33 عاما فى هذا التخصص الدقيق».

خلال مسيرته العلمية حصل «د. أحمد» على درجتى ماجستير، دكتوراه، وزمالتى الجراحين الملكية البريطانية، التدريب المستمر على الجراحات المختلفة والتخصص فى جراحات زراعة الأعضاء والغدة الجار درقية، حصل على 4 جوائز من مستشفى شيفيلد تقديرا لدوره ومجهوده، لديه 156 مقالا منشورا بمجلات علمية، شارك بعديد من المحاضرات فى مؤتمرات عالمية كثيرة، يشغل عضو لجنة الامتحانات بالزمالة البريطانية.

المحطة الأهم فى مسيرته العلمية كانت السفر إلى المملكة المتحدة، والتى قال عنها: «السفر نقلنى نقلة علمية كبيرة جدا وقوية، وأدين لله أولا ثم لهم ثانيا فى هذه النقلة القوية فى مجال زراعة الأعضاء، حيث أتيحت لى الفرصة أن أطور نفسى وأطور علمى وأتعلم الكثير فى مجال زراعة الأعضاء وتخصص زراعة الكلى».

بعد نحو 15 عاما منذ بداية مشروعه بزيارة مصر كيف يقيم الوضع وإلى أين وصلنا فى زراعة الأعضاء وجراحات أخرى مثل الغدة الجار درقية باعتبارها تخصصه الدقيق؟ قال «د. أحمد»: زياراتى لمصر ليست بهدف التقييم، ولكن بهدف المساعدة، فمن غير المنطقى المقارنة والتقييم، لأنه لا تزال الإمكانيات محدودة، أيضا الإمكانيات تختلف من مستشفى لآخر، وبالتالى فالهدف ليس التقييم لأن التقييم سيتبعه مقارنة وهذا صعب، فأنا أعمل بدولة مختلفة، لغة مختلفة، إمكانيات مختلفة وظروف عمل مختلفة، فالهدف هو المساعدة والعمل بالإمكانيات المتاحة، فهدفى توظيف الإمكانيات الموجودة للوصول لأفضل نتائج، وذلك عن طريق مناظرة العديد من الحالات، إجراء الجراحات وكذلك التدريب للأطقم الطبية، مع مراعاة إجراء الجراحات وفق حالة المريض، وتوظيف الجراحات وتغيير تكنيك الجراحة على حسب طبيعة المريض المصرى واختيار الطريقة المناسبة لكل حالة».

التدريب هدف آخر لزيارات «د. أحمد»، وهو ما أوضحه بقوله: «مثلما تعلمت ودرست على يد أساتذتى فى بلدي، فأن أعلم وأدرب أطباء بلدى هذه سعادة أخرى، فأدرب وأعلم البعض وأطمئن على ذلك، ثم أنتقل لمستشفى آخر لتعليم آخرين، وهذا بجانب كونه رد جميل للبلد فهو ثواب وصدقه جارية».

زيارة «د. أحمد» الحالية تعد الزيارة الثالثة لمعهد ناصر، وخلال المرات الثلاث على مدار العام تم إجراء نحو 28 جراحة، بجانب مناظرة عدد كبير من المرضى لاختيار الحالات التى تستدعى الجراحة، وكلها لجراحات للغدد الجار درقية، و«خلال زيارتى أركز على هذه الجراحة لأنها لا تزال تحتاج لمزيد من الكفاءة فى إجرائها فى مصر، لعدم الاعتياد عليها بالشكل الكافي، لذا كان تركيزى خلال السنوات الأخيرة عليها، خاصة أن مريض الكلى أعتبره مريض «مسكين» لأنه غير أنه مريض فشل كلوي، فنحو 90 فى المائة من مرضى الفشل الكلوى يعانون من مرض الضغط، و40 فى المائة مصابون بالسكري، و30 فى المائة يعانون من هبوط فى عضلة القلب، و40 فى المائة يعانون من ذبحة صدرية، ونسبة كبيرة منهم نحو 70 فى المائة يعانون من هشاشة فى العظام، ومن بين أسباب هشاشة العظام وكسور العظام تضخم الغدد الجار درقية، لذا من بين التدريب برنامج صحة العظام لمرضى الكلى بالتركيز على جراحات تضخم الغدد الجار درقية باعتبارها السبب الأهم، ومرضى الكلى إذا لم يتم تقديم العلاج المناسب لهم فهم معرضون للإصابة بتضخم الغدد الجار درقية، خاصة أن مريض الكلى فى بداية حدوث كسل فى الكلى يجب إعطاؤه أدوية تمنع تضخم هذه الغدد، وللأسف فى بعض الحالات يتم إهمال هذا الجانب فيصل المريض للمتخصص فى مرحلة متأخرة من التضخم، فهرمون الغدة الجار درقية نسبته الطبيعية 65 توجد حالات أجريناها النسبة كانت خمسة آلاف، وفى هذه الحالات يكون العلاج الجراحى هو الحل».

زيارات «د. حلاوة» عندما بدأت فى 2010 كانت تشمل جراحات زراعة الكلى، لكنه بعد ذلك ركز على جراحات الغدد الجار درقية وألقى الضوء عليها، وجعل المتخصصين يهتمون بها بدرجة أكبر موضحا أن «جراحات زراعة الكلى فى مصر متقدمة وتتم بكفاءة ويوجد زملاء على درجة عالية جدا من الكفاءة، لذا بعد نحو ثلاث سنوات بدأت أركز على ما يحتاجه البلد، لذا بدأت فى عام 2013 التوعية والتركيز على جراحات الغدد الجار درقية، وقتها لم يكن يوجد تصور كافٍ لهذه الجراحات، وبدأت إجراءها وبدأ زملائى ملاحظة فارق التحسن فى نسب هرمون الغدد قبل وبعد الجراحة وتكون الجراحة عبارة عن استئصال شبه كامل وليس كاملا للغدد المتضخمة».

وتابع: بعد هذه السنوات أعتقد أن التجربة أكثر من ممتازة وسعيد بها جدا والسعادة الأكبر أثناء لقائى مع المرضى بعد إتمام العملية،وأجريها بالمجان بغية وجه الله تعالى، ومكسبى دعوات المرضى، وأتعابى دعوات لأسرتي، زوجتى وأولادي، وتذكرى بالدعاء بظهر الغيب.

مساهمة «د. حلاوة» فى النهضة الطبية بمصر بدأت فى 2010 فى جراحات زراعة الأعضاء، ووجدها تتم بكفاءة وأنهم لا يحتاجون إلى خبرات أجنبية، لذا فى 2013 بدأ فى إجراء جراحات الغدد الجار درقية، ولا تزال مساهمته فى جانب زراعة الأعضاء ليس فيما يتعلق بالجراحة ولكن فى جوانب أخرى التى تتعلق بالجانب الباطنى للزراعة، بمعنى أن الجراح يجب أن يكون لديه خلفية طبية عن المرض وطرق علاجه، كيفية تحضير المريض للزرع، كيفية علاج رفض العضو المزروع، كيفية التعامل مع المشكلات فيما بعد الزراعة».

يختلف عدد الجراحات فيما بين الزيارات، أقل عدد كان خمس عمليات والأكثر كان 14 عملية، ليصل إجمالى الجراحات نحو 500 عملية على مدار السنوات الماضية، الزيارات تمت بناء على تعاون فيما الجامعات المصرية ووزارة الصحة والمعاهد التعليمية، فمنها زيارات بدعوات من الجامعات ومنها بدعوة من وزارة الصحة وكذلك المراكز المتخصصة منها مركز الكلى والمسالك بالمنصورة بدعوة من رئيس القسم.

وقال البروفيسور «أحمد»: وزارة الصحة تنفذ خطوة مهمة بالاستفادة بالطيور المهاجرة من الأطباء، وأذكر أول زيارة لى فى 2010 كانت بدعوة من الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة والسكان الأسبق، وحاليا الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان ينشط هذه الرؤية بشكل واضح، وهذه رؤية جيدة للاستفادة بالأطباء المصريين بالخارج، خاصة أن الأطباء أنفسهم يرحبون ويسعدون بهذه الدعوات لخدمة بلدهم بكفاءة وبلا مقابل مادي، ويأملون مساعدة بلدهم بأى حال من الأحوال، فنحن مصريون ونفتخر بمصريتنا.

وإدراكًا للوضع القائم فى مصر، قال «د. حلاوة»: ما ينقصنا فى مصر فيما يتعلق بملف زراعة الأعضاء هو تطبيق زراعة الأعضاء من حديثى الوفاة، فهذا من شأنه حل مشكلة كبيرة جدا وإنقاذ حياة مئات من المرضى وتحسين حياتهم، كما أن مصر تبذل مجهودا كبيرا جدا فى منع تجارة الأعضاء، وبدء زراعة الأعضاء من حديثى الوفاة سيساعد فى منع هذه الظاهرة، أيضا أن تتم جراحات زراعة الأعضاء تحت مظلة واحدة هى وزارة الصحة عن طريق لجان تضم متخصصين فى زراعة الأعضاء ويكون لديهم خبرة فى زراعة الأعضاء من حديثى الوفاة، وتوجد دول عربية كثيرة طبقت زراعة الأعضاء من حديثى الوفاة منها تونس والسعودية والكويت وعمان والإمارات، أيضا خطوة مهمة هى إدخال فكرة تبادل زراعة الأعضاء وتطبيقها، بمعنى أنه لو متبرع معين غير متطابق مع مريضه، لكنه متطابق مع مريض آخر فى القائمة وهذا المريض متوفر لديه أيضا متبرع غير متطابق، فهنا تبادل المتبرعين بين المرضى يساعد فى زيادة معدل زراعة الأعضاء بنسبة 20 فى المائة.

«د. أحمد» بجانب كونه خبيرا عالميا فى زراعة الأعضاء وجراحات الغدة الجار درقية، فهو عازف موسيقى محترف، الموسيقى جزء لا يتجزأ من حياته وهواياته، درس الموسيقى فى كلية فيكتوريا للموسيقى والدراما، وهى رحلة قال عنها: «تخصصت فى آلة الفلوت، وحاليا بدأت تعلم العود، فهناك بجانب الطب نواحٍ إنسانية وحياتية يجب الاهتمام بها كممارسة الرياضة، الموسيقى، الرحلات، وغيرها من النواحى الاجتماعية والثقافية، لأن ذلك من شأنه إعطاء دفعة وطاقة لإكمال مسار الطب بما يحتويه من ضغوط نفسية وعصبية كثيرة».

أنهى «د. أحمد» حديثه موجهًا ثلاث رسائل: الأولى رسالة شكر لكل الفريق الطبى الذى يشارك فى تحقيق هذا الإنجاز والنجاح الذى يتحقق فى كل زياراته لمستشفيات مصر فى مختلف المحافظات، وقال: يجب التركيز على الفريق، فالعمل الجماعى مهم جدا، وروح الفريق أساس تحقيق النجاح، وهو الأسلوب الأمثل للنجاح واستمراره، فعلى سبيل المثال زيارة معهد ناصر باعتبارها الأحدث، ونجاح هذه الزيارات وما بها من جراحات هى نتاج جهد كبير وشاق من أعضاء الفريق، فمجهود جبار يقوم به الدكتور مجدى الشرقاوى أستاذ أمراض الكلى بجامعة عين شمس ورئيس الفريق الطبى الذى قام بإعداد الحالات على مدى ستة أشهر بمعهد ناصر، والدكتور محسن الأحمدى استشارى الجراحة بمعهد ناصر قام بمناظرة المرضى مع الفريق الجراحى وإجراء العمليات الجراحية، والدكتور محمد الصيرفى أستاذ الجراحة العامة بجامعة عين شمس، يمثلون أعضاء الفريق الجراحى الذى قام بالعمل معى على مدى السنة الماضية يدا بيد بمعهد ناصر خلال الزيارات الثلاث للمعهد، كل هذا تحت إدارة واعية من معهد ناصر بقيادة دكتور محمود سعيد مدير معهد ناصر، حيث سهلت الإدارة الإجراءات وأوجدت الإمكانيات لإنجاز المهمة على أكمل وجه، فروح الفريق أساس النجاح والإنجاز واستمرارية النجاح، وإذا تحقق إنجاز بدون فريق سيكون إنجازا وقتيا ولن يستمر».

وأما الرسالة الثانية، فأكتفى بالقول:«نسأل الجزاء من الله عن عملنا»، ورسالتى الثالثة لشباب الأطباء أنه لكل مجتهد نصيب، ولا بد لهم أن يغيروا من أوضاعهم، والطريقة الوحيدة لتغير الوضع هى أن تزداد علما، فالعلم أولا وبعد ذلك سيتحسن الوضع المادي، فأساس مستقبلك هو العلم، علم جيد، دراسة جيدة، شهادات وخبرات علمية، معها توفيق من الله.

أخبار الساعة