رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

مؤشرات الحجوزات فى الربع الأخير من 2025 ستكون الأعلى المقاصد السياحية تتأهب لـ«زوار الشتاء»


18-10-2025 | 22:35

.

طباعة
تقرير: صابر العربى

شتاءً كان أو صيفًا، لم تعد مصر دولة «الموسم الواحد سياحيًا»، حيث بات الشتاء يزاحم الصيف عامًا تلو الآخر، ليس هذا فحسب، لكن تكشف المؤشرات الأولية عن تفوق موسم الشتاء الحالى بالتزامن مع شهر أكتوبر الجارى، على الصيف الماضى، من حيث السياحة الواعدة والوافدة إلى مصر من شتى دول أوروبا، والقاصدة مصر تحديدًا، هربًا من برد الشتاء والاحتضان بدفء أرض النيل، والتى تتمتع بالدفء فى كل مقاصدها السياحية المتنوعة ما بين السياحة الشاطئية والسياحة الأثرية.

الموسم السياحى الشتوى القوى، أشار إليه وزير السياحة، شريف فتحى، على هامش مشاركته مؤخرًا فى فعاليات معرض موناكو الدولى لليخوت، مؤكدًا على النمو الملحوظ فى الحركة السياحية الوافدة لمصر من مختلف الأسواق، لافتًا إلى أن صناعة السياحة تُعد ركيزة أساسية للاقتصاد القومى من خلال مساهمتها فى توفير فرص عمل وزيادة موارد الدولة.

كما شدد «فتحى» على الأهمية الخاصة لسياحة اليخوت، فى ظل ما تمتلكه مصر من مقومات طبيعية وبحرية فريدة، تمتد على آلاف الكيلومترات من السواحل على البحرين الأحمر والمتوسط، بما تضمه من «مراين» لليخوت قادرة على استيعاب حركة متزايدة من هذا النمط السياحى.

وأفاد «فتحى» خلال لقائه كلًا من Paschalis Patsiokas الرئيس التنفيذى لشركة BWA Yachting، إحدى كبرى الوكالات العالمية المتخصصة فى تقديم خدمات اليخوت حول العالم، وThierry Voisin رئيس اللجنة الأوروبية لليخوت المهنية ECPY، وهى من أقدم وأعرق المنظمات فى هذه الصناعة عالميًا، وRaphael Sauleau رئيس الرابطة العالمية لليخوت (MYBA)، بأن ربط سياحة اليخوت بالتجربة السياحية المتنوعة فى مصر يمثل فرصة واعدة، إذ يمكن تنظيم برامج لسائحى اليخوت تشمل رحلات إلى القاهرة، والإسكندرية، والأقصر وأسوان، إلى جانب الاستمتاع بمدن الساحل الشمالى مثل العلمين الجديدة ورأس الحكمة، خاصة مع قربها من مطارات دولية، بما يتيح تجارب سياحية متكاملة لا مثيل لها.

وفى سياق متصل، قال محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، إن «هناك طلبا كبيرا على حجوزات الرحلات النيلية الطويلة «النايل كروز» بين القاهرة وأسوان خلال الموسم السياحى الشتوى، الذى يبدأ مطلع أكتوبر الجارى»، منوهًا بأن الرحلات النيلية الطويلة تتراوح مدتها ما بين 10 أيام لأسبوعين، وتبدأ من القاهرة حتى أسوان، ومشيرا إلى أن نسب الحجوزات هذا العام مبشرة جدًا.

وأضاف «عثمان»، أن زيادة الحجوزات ستنعكس على زيادة تشغيل المراكب النيلية العائمة والقائمة على تلبية هذا النوع من السياحة، متوقعًا بأن يزيد عدد الفنادق العائمة بين الأقصر وأسوان خلال موسم الشتاء لما يزيد على 200 فندق، من إجمالى 262 فندقًا المرخصة من وزارة السياحة، ومشددًا على أن رحلات «النايل كروز» باتت واحدة من أهم عوامل جذب السياح الأجانب لزيارة المدن السياحية بالصعيد.

رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، أكد أن سياح العديد من الدول الأوروبية، وفى مقدمتها إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبعض دول جنوب شرق آسيا، يفضلون الرحلات النيلية بين الأقصر وأسوان، لافتًا إلى أن المقصد السياحى المصرى يتمتع بمميزات تنافسية كبيرة خلال الموسم الشتوى تؤهله للمنافسة بقوة على جذب المزيد من السائحين الأجانب الراغبين فى زيارة مصر.

وكشفت مؤشرات الحجوزات السياحية للربع الأخير من العام الجارى عن توقعات بزيادة أعداد السائحين الوافدين إلى مصر بنسبة تتراوح بين 10 و15 فى المائة مقارنة بالعام الماضى، وهو ما قد يرفع إجمالى عدد السائحين إلى أكثر من 17 مليون زائر بنهاية 2025.

وفى البحر الأحمر، قال سامح حويدق، نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحى بالبحر الأحمر، إن «المؤشرات الحالية لحجوزات الشتاء تعكس انتعاشًا متزايدًا فى الحركة السياحية، مطالبًا بتكثيف حملات التسويق الخارجى والتركيز على السياحة الشاطئية، التى تمثل نحو 85 فى المائة من حجم الحركة السياحية إلى مصر، مقابل 15 فى المائة للسياحة الثقافية فقط».

نائب رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬الاستثمار‭ ‬السياحي‭ ‬بالبحر‭ ‬الأحمر، أفاد بأن‭ ‬«كل‭ ‬المؤشرات‭ ‬تتجه نحو‭ ‬عودة‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة ليسترد عافيته‭ ‬تدريجيا‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الحالى 2025 ليشهد زيادة فى الحركة السياحية الوافدة لمصر ليكون أفضل من عام 2024.

وشدد «حويدق» على أنه وفقًا لمؤشرات الحجوزات الحالية والمستقبلية، فإن الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الربع الأخير من العام الجارى ستكون الأعلى فى تاريخ السياحة، موضحًا أن العديد من شركات السياحة الأجنبية المتعاملة مع السوق المصرية أعلنت تسيير رحلات إلى غالبية المدن السياحية خلال تلك الفترة، لا سيما الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم والقاهرة والأقصر وأسوان.

وفى ذات السياق، تتوقع منظمة السياحة العالمية أن تحتل مصر المرتبة الأولى عربيًا والثالثة إقليميًا فى عدد الزوار بحلول 2027، مع ارتفاع مساهمة القطاع فى الناتج المحلى الإجمالى إلى 15 فى المائة خلال 3 سنوات، مقابل 12.1 فى المائة فى 2024.

وناشد نائب رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬الاستثمار‭ ‬السياحي‭ ‬بالبحر‭ ‬الأحمر، بضرورة زيادة الحملات الترويجية لهيئة تنشيط السياحة والتركيز على فتح أسواق جديدة، بمعدل سوقين كل عام حتى لو لم يأتِ منها إلا أعداد قليلة، ولكنها ستزداد مع الوقت إلى جانب الأسواق التقليدية التى يأتى منها أعداد كبيرة لزيارة المقاصد السياحية المصرية المتنوعة ما بين السياحة الشاطئية والأثرية.