صولات وجولات لا تهدأ، تشهدها الساحة السياسية فى الأيام الراهنة، بينما تسود حالة من الحراك المكثف مع اقتراب العد التنازلى للاستحقاق السياسى وموعد انتخابات مجلس النواب 2025، حيث تسابق الأحزاب الزمن لإعلان جاهزيتها وتقديم قوائم مرشحيها، سواء على المقاعد الفردية أو ضمن القائمة الوطنية، فى مشهد يعكس حرص الجميع على إعلاء مصلحة مصر، والمشاركة الفاعلة بدلًا من المغالبة، فى الاستحقاق النيابى المُرتقب، وهنا يبرز تركيز كافة التيارات وكوادرها التنظيمية وبرامجها السياسية، على هدف واحد فقط، هو خدمة الوطن والمواطن.
وشكّل اللقاء الأول للقائمة الوطنية من أجل مصر، اجتماعًا طال زمنه إلى 180 دقيقة، بمشاركة الأحزاب والقوى السياسية المشاركة فى انتخابات 2025، وحضره رؤساء وأمناء وممثلو 12 حزبًا سياسيًا، بالإضافة إلى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وذلك لمناقشة الاستعدادات والترتيبات النهائية لانتخابات البرلمان، فى مقرّ القائمة الوطنية، وقد شهد الاجتماع، التوافق بين المشاركين على ميثاق أخلاقى للحملات الانتخابية، ومعايير اختيار المرشحين.
وكشف النائب أحمد عبدالجواد، الأمين العام ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، عدم خوض الحزب المنافسة فى جميع الدوائر على المقاعد الفردية، لإتاحة الفرصة لمَن لا يشارك فى القائمة، بالإضافة إلى بعض المستقلين والمعارضة، وهو ما لاقى ترحيبًا وموافقة من قيادات الأحزاب الكبرى المشاركة فى اللقاء، ليعزز شعار «مشاركة لا مغالبة».
وشدد «عبدالجواد» على حرص الحزب على تحقيق التوافق والاصطفاف بين كافة جميع الأحزاب والقوى السياسية، خلف القيادة السياسية، ومؤسسات الدولة، وإعلاء المصلحة الوطنية، فى ظل الظروف الراهنة، لافتًا إلى موقف حزب مستقبل وطن، المتمثل فى أهمية تعزيز شعار «المشاركة لا المغالبة»، داخل المشهد السياسى المصرى.
بدوره، قال النائب سليمان وهدان، أمين عام المجالس النيابية بحزب الجبهة الوطنية، إن الحزب يشارك فى القائمة الوطنية من أجل مصر فى الانتخابات المنتظرة، مضيفًا: «لدينا مبادئ نعمل بها وهى فى عقيدتنا، فنحن ليس لدينا نظرية الاستحواذ أو السيطرة، ولكننا نؤمن بأن المشاركة السياسية والتنوع فى القائمة، إحدى نقاط قوتها، على حد قوله.
وكشف «وهدان» أن حزب الجبهة لن يشارك على كامل المقاعد الفردية كقناعة منه، لإتاحة الفرصة للمستقلين والأحزاب المعارضة والقوى السياسية الموجودة، مشيرًا إلى أن الحزب يأمل فى حصده ما بين 50 إلى 60 مقعدًا فرديًا، وهى تعد نسبة مُرضية بالنسبة للحزب، مضيفًا أن «هناك أرضية مشتركة بين كل الأحزاب والقوى السياسية والمستقلين تتمثل فى خدمة الوطن، وتقديرا لعدد من الرموز الوطنية، فهناك دوائر لن نشارك فيها على المقاعد الفردية، وهى تقريبًا 5 دوائر».
وفيما يتعلق بنسبة حزب الجبهة الوطنية فى مقاعد القائمة الوطنية، قال: الحزب يشارك بنسبة مُرضية، فيها تنوع بين الشباب والمرأة وذوى الاحتياجات الخاصة والأقباط، وحريصون فى حزب الجبهة أن يكون لدينا فى القائمة هذا التمثيل ليظهر تنوع الحزب، وأيضًا نحرص على التوازن بين القيادات والكفاءات الحزبية، كذلك الدفع بشخصيات جديدة تساهم فى المشاركة لتغيير النخبة السياسية فى مصر، وداخل البرلمان المصرى القادم.
وأكد «وهدان»، أن البرلمان المقبل سيكون الأمثل والأنضج بعد ثورة 30 يونيو، كى يمارس حياة برلمانية فى ظل نتائج الإصلاح الاقتصادى والانطلاقة القوية لبناء الجمهورية الجديدة، وهو ما تمثل فى زيادة ثقة المواطن المصرى فى الدولة ومؤسساتها المختلفة، خاصة بين شريحة الشباب، نظرًا لما حدث من إصلاحات اقتصادية خاصة فى مجال الاستثمار حتى أصبحت مصر قبلة استثمارية، ولنا أن نرى حجم الاستثمارات الصينية والتركية والعربية أيضًا، وهو ما يحتاج لبرلمان يمثل مرحلة النضج وجنى الثمار لهذه المرحلة.
من جهته، قال الدكتور هيثم الشيخ، مقرر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين: نحن أمام قائمة وطنية متوازنة تشمل جميع التيارات السياسية، وكافه الأيديولوجيات، المؤيد والمعارض, حيث تضم القائمة 12 حزبًا بالإضافة إلى التنسيقية، وهو ما يعنى أنها قائمة يمثل فيها الجميع، وتم الاتفاق على ضرورة إعلاء الجميع للمصلحة الوطنية، حيث بادر حزب مستقبل وطن وأعلن عن عدم خوضه الانتخابات على كافة المقاعد الفردية، وذلك لإتاحة الفرصة للجميع.
وتضمنت القائمة الوطنية من أجل مصر لانتخابات النواب, تمثيلا مميزا وغير مسبوق لأحزاب المعارضة، التى أُتيحت لها فرصة مميزة وتاريخية أيضًا، وأوضح «الشيخ» أن «اللقاء التشاورى، هو الأول الذى ضمّ ممثلى كافة الأحزاب المشاركة فى القائمة الوطنية، بالإضافة إلى التنسيقية، حيث تم التوافق على ميثاق أخلاقى للحملات الانتخابية، وأن تكون هناك معايير لاختيار المرشحين بنزاهة، وأن يتمتعوا بسيرة ذاتية جيدة وقبول لدى الشارع، فضلًا عن ذلك، تم التوافق على استمرارية اللقاءات، وألا تقتصر على فترات الانتخابات، بين قيادات الأحزاب، وهذا ليس المقصود به ائتلافا انتخابيا أو سياسيا، ولكنها لقاءات مستمرة تشاورية بين النخب السياسية لمساندة الدولة، فجميعنا متفقون على الثوابت الوطنية، رغم الاختلافات الأيديولوجية ، وهو ما تم التأكيد والاتفاق والتوافق حوله».
وأضاف الانتخابات على المقاعد الفردية تعد فرصة للأحزاب غير الممثلة فى القائمة وبعض المستقلين، وسنجد أن هناك بعض الدوائر ستكون بها إتاحة لهم، مما يؤكد أننا أمام منافسة انتخابية شريفة أمام الجميع، وستتم بنزاهة تامة، والبرلمان القادم سيسجل التاريخ أنه سيضم أكبر نسبة من المعارضة، والتمثيل المتوازن من الجميع. وختاما طالبنا كتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بتمكين الشباب بشكل موسع، وهو ما لاقى ترحيبًا من جميع الأحزاب المشاركة.