أكثر من ستين مليار دولار تضخها الصين فى «صندوق طريق الحرير»، علاوة على تنفيذ ألف مشروع صغير، كما وقعت الصين اتفاقيات شراكة مع 150 دولة، و30 منظمة دولية وأبرمت اتفاقيات بقيمة 97 مليار دولار بقمة الرؤساء التنفيذيين سنة 2023م.
ارتفعت التجارة بين مصر والصين إلى 16 مليار دولار سنة 2022م، وجارٍ استثمار 100 مليار دولار على 4 محاور فى مصر، منها الممر الملاحى لقناة السويس والمناطق الصناعية فى العين السخنة، وشرق بورسعيد وعلى شبكات الطرق والسكة الحديد.
صدر عن مؤسسة دار الهلال الصحفية كتاب (الحزام والطريق، مبادرة القرن الصينية)، بمناسبة مرور 11 سنة على إطلاق المبادرة، وتعزيز العلاقات المصرية – الصينية فى المستويات كافة، ورفعها لمستوى العلاقات الاستراتيجية، وكذلك انعقاد القمة العربية - الصينية، العام الماضى فى الرياض، بمناسبة مرور ثمانين عاما على ميلاد الجامعة العربية، وكذلك القمة الإفريقية – الصينية، وتعتبر الصين الشريك الاستراتيجى الأكبر فى العلاقات التجارية مع الدول العربية، خاصة مصر والسعودية، وتهدف الصين من خلال مبادرة القرن تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الجنوب، خاصة العربية، وفتح مجالات للتعاون المشترك على كل المستويات، مما يرسخ لقرن متعدد الأقطاب، وكسر هيمنة القطب الأمريكى الأوحد على القرار الدولى سياسيا واقتصاديا .
الكتاب يضم مجموعة من المقالات المتخصصة لعدد كبير من السفراء وخبراء العلاقات الدولية وخبراء الاقتصاد، وافتتح الكتاب السفير الصينى بالقاهرة (لياو لى تشيانغ) عن رؤية مصر عام 2030م، ثم توالت مقالات كل من: (السفير عزت سعد، والسفير عاصم حنفى، والسفير محمود علام، والسفير حازم خيرت، والسفير خالد ثروت، والسفير خالد عبد الرحمن، ود. كريمة عبد الكريم، ود. خالد السقطى، ود. هبة جمال الدين، ود. الصاوى أحمد، ود. حامد بطرس، ود. حسن رجب، ود. جهاد عواض، ود. هناء حلمى، ود. أحمد السعيد، وأحمد سلام، وأيمن القاضى).
يقول لياو لى تشيانغ سفير الصين بالقاهرة فى مفتتح الكتاب إنه حضر دورتين سنويتين فى بكين، الأولى لنواب مجلس الشعب الصينى، والثانية للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى، مع نهاية الخطة الخمسية الرابعة عشرة، وبداية الخطة الخامسة عشرة، بحضور3000 نائب، و2000 عضو استشارى، وجرى طرح أكثر من 269 مشروع قانون، و800 مقترح من النواب، و5890 مقترحا من المؤتمر الاستشارى، وذلك بحضور ثلاثة آلاف صحفى محلى وأجنبى، على أن تقوم الأجهزة التنفيذية بالتطبيق.
وأضاف أن الرئيس الصينى شى جين بينج يؤمن يؤمن بالاشتراكية الديمقراطية الأوسع والأصدق، فهى التى شكلت (نموذج الصين)، خاصة أمام الرأى العام الدولى، والذى وصف النمو الصينى بأنه (فاق كل التوقعات)، وفقد بلغ الناتج المحلى للصين فى العام الماضى 135 تريليون يوان، بنسبة مساهمة 30 فى المائة فى الناتج العالمى، وبزيادة تريليون دولار عن العام الماضى، والتريليون دولار تساوى حجم اقتصاد الدولة التى تحتل المركز العشرين عالميا فى الاقتصاد!
وقال إن الصين أصبحت شريكا اقتصاديا لمائة وخمسين دولة، ووقعت 23 اتفاقية تجارة حرة مع 30 دولة، فضلا عن قمة الرياض العربية – الصينية العام الماضى بمناسبة مرور ثمانين عاما على تأسيس الجامعة العربية، وتوقيع اتفاقيات تعاون وشراكة مع الدول العربية الكبرى مثل مصر والسعودية.
وقال السفير عزت سعد مساعد وزير الخارجية المصرى للشئون الآسيوية، ومدير المجلس المصرى للشئون الخارجية إن مبادرة الحزام والطريق الصينية انطلقت سنة 2013م، وبعدها وقعت الصين اتفاقيات تعاون مع 150 دولة، و30 منظمة دولية، وأبرمت اتفاقيات بقيمة أكثر من 97 مليار دولار، على هامش قمة الرؤساء التنفيذيين يومى 17 و18 أكتوبر سنة 2023م، تحت شعار التعاون عالى الجودة، وأكد الرئيس الصينى على ضخ 49 مليار دولار، علاوة على 11 مليارا إضافية من بنك التنمية الصينى، وبنك الاستيراد والتصدير الصينى، فى (صندوق طريق الحرير)، وتنفيذ ألف مشروع صغير.
وذكر السفير عزت سعد أن مصر والصين وقعتا اتفاقية الشراكة الاستراتيجية عام 2014م، وبرنامجها التنفيذى خلال السنوات من 2024م حتى 2028م، خاصة مع زيارة وزير خارجية الصين لمصر، وارتفاع حجم التجارة بين البلدين إلى 16 مليار دولار سنة 2022م، وجارٍ استثمار 100 مليار دولار على أربعة محاور، هى: (الممر الملاحى لقناة السويس، والخدمات اللوجستية، والمناطق الصناعية فى العين السخنة وشرق بورسعيد، وعلى الطرق والسكة الحديد)، وقد أضاءت مصر بعلم الصين عام 2020م كل من (القلعة والكرنك ومعبد فيلة).
وأشار السفير عاصم حنفى سفير مصر السابق فى بكين إلى أن منتدى التعاون الصينى – الإفريقى تأسس سنة 2000م، وانطلق منتدى التعاون العربى الصينى بالقاهرة سنة 2004م، ونالت مصر عضويتها فى تجمع (بريكس) سنة 2024م بدعم من الصين.
وأشارت د. كريمة عبد الكريم رئيس مجلس أمناء الجامعة المصرية – الصينية بالقاهرة، إلى بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين سنة 1956م، وانطلقت مبادرة (الحرير والطريق) سنة 2013م، وأن العلاقات الثقافية العربية – الصينية فى نمو وازدهار سريع.
وهو ما أكده كل من د. الصاوى أحمد عميد آداب جامعة قناة السويس سابقا ومؤسس الصالون الثقافى (الصين فى عيون المصريين)، ود. حسن رجب أستاذ الدراسات الصينية فى جامعة قناة السويس، ومدير معهد كونفوشيوس، ود. ضياء حلمى رئيس غرفة التجارة المصرية – الصينية.
كانت الزميلة د. شهيرة خليل رئيس التحرير قد صدّرت الكتاب بكلمة قالت فيها: إن الكتاب يأتى تتويجا لمحطة مهمة فى علاقات أكبر وأعرق حضارتين فى العالم عبر التاريخ، وهما الحضارة المصرية، والحضارة الصينية، والصين اليوم تقترب من حلم أن تكون القطب الاقتصادى الأكبر فى العالم، وتحقق قفزات عالية باستمرار.
أما المشرف العام على الكتاب الزميل أحمد محمود فتناول المبادرات الدولية بمقال بعنوان «مصر والعرب» والمبادرات الدولية «الحزام والطريق نموذجاً».