رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

فيلم (Golda) عنوان الهزيمة.. عبقرية السادات فى إذلال جولدا مائير!


11-10-2025 | 13:23

.

طباعة
بقلـم: حمدى رزق

جولدا (Golda)، فيلم بريطانى أمريكى، دراما وسيرة ذاتية، عُرض سنة 2023، بمناسبة مرور نصف قرن على هزيمة إسرائيل فى حرب يوم كيبور.

يدور الفيلم حول شخصية محورية هى (رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير، تولت مابين 1969 حتى 1974)، وردة فعلها فى يوميات حرب كانت كالكابوس جثم على أنفاس السيدة العجوز، تمثل فى الفيلم دولة الاحتلال التى كانت قبل اليوم الموعود تتباهى وتختال بجيشها.

‏‎فى السادس من أكتوبر، يوم كيبور، أبلغت الدائرة الداخلية لـ(جولدا) أن مصر حشدت قواتها على شاطئ قناة السويس، وخلصت إلى أن الهجوم المصرى سيبدأ مع الغروب. وعلى الرغم من إدراكها لتأخرها فى الاستعداد بشكل كافٍ، رفضت جولدا القيام بتحرك استباقي، وأمرت بتعبئة جزئية لمواجهة التهديد المحتمل؛ ومع ذلك، بدأ الهجوم مبكرًا، مما أثار دهشتها.

 

فى مكان آخر من الفيلم، شعر «ديان»، الذى أُرسل لتفقد مرتفعات الجولان، بالرعب عندما اكتشف أن سوريا شنت هجومًا شاملًا متزامنًا مع الهجوم المصرى ضد القوات الإسرائيلية غير المستعدة.

عاد ديان مفجوعا فى حالة ذهول، حاول الاستقالة، لكن جولدا أقنعته بالتراجع عنها، ومع ذلك، فقدت ثقتها به تماما.

‏‎بين 7 و8 أكتوبر، ومع تحقيق مصر وسوريا تقدما لافتا على الأرض اقترح رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلى الفريق «ديفيد إليعازر» تخفيف التحصينات الإسرائيلية فى شبه جزيرة سيناء باستخدام الفرقة 162 بقيادة اللواء «أبراهام أدان».

وعلى الرغم من معارضة رئيس الموساد «تسفى زامير»، فإن الخطة مضت قدمًا، لكن المصريين هزموا القوة الإسرائيلية وكبدوها خسائر هائلة.

فى اليوم التالي، ومع تباطؤ الهجوم السوري، اقترح ديان غارة جوية على دمشق للضغط على مصر. ومع ذلك، بسبب نقص الطائرات، لم يتمكن سلاح الجو الإسرائيلى من المضى قدمًا.

وحاقت بإسرائيل هزيمة قد تكلفها وجودها، وقتئذ طلبت جولدا من وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر توفير طائرات عاجلا، وهو ما وافق عليه على مضض.

لاتخرج من فيلم Golda إلا وتردد Thank you for your cooperation، بالعربية نشكر لكم حسن تعاونكم.

صناع فيلم Golda أبدعوا أيما إبداع فى تجسيد الهزيمة المذلة التى حاقت بجيش الدفاع الإسرائيلى فى حرب أكتوبر 73.

ارتسمت المذلة والمهانة والانسحاق على وجوه قادة إسرائيل ومحل فخرها، الهزيمة النكراء ظلت مرسومة على وجه جولدا مائير طوال الفيلم الذى يختصر 18 يوما من الذل والهوان.

الدموع المتحجرة لم تغادر عينى جولدا، وصفٌ لمقهورة، مذبوحة بسكين، نازفة حتى نزفت الدماء من حلقها، وهى ترى الفشل مجسدا على وجه وزير دفاعها الشهير موشيه ديان يطل من عينه الوحيدة، وانهياره وانسحابه مستقيلا يجرجر أذيال خيبته..

88 دقيقة من المحتوى الرمادى، الفيلم بألوان كئيبة، حال إسرائيل فى أتون الحرب، تلخص 18 يوما من الذل والهوان، والبكاء والعويل، والاستغاثة المذلة لحدود التسول من الأمريكان، وقمة الانتصار المصرى، وجولدا تسمع بأذنيها بكاء جنودها المنسحقين على الجبهات وفرارهم كالجرذان أمام جنود السماء، وتدون فى مفكرتها الصغيرة بيد متيبسة وبخط ركيك، أعداد القتلى والجرحى والأسرى، وكل ثانية تمر عليها أمر من سابقتها.

جولدا تمنت الموت خلاصا، وأوصت سكرتيرتها بنحرها حتى لا تساق إلى السادات فى القاهرة أسيرة.

جولدا عنوان الهزيمة خاضت المأساة وهى تقاسى سرطانًا مستشريا فى الغدد اللمفاوية، استلزم علاجات مضنية، قاومت السرطان واقفة على قدميها منتعلة حذاءها الشهير «حذاء جولدا».

امرأة قوية، سيدة حديدية، ولكن مرضها الحقيقى كان الله يرحمه الأسطورة المصرية «السادات»، كان شبحها المخيف، وتمنت لو امتد بها العمر لخنقته بيديها عاريًا، لكنها فى نهاية الفيلم مضطرة مازحته وأهدته هدية لحفيدته.

‏Golda أفضل دعاية لنصر أكتوبر، فشل فى تبرير الهزيمة، جسدها، فشل بامتياز فى توليف نصر مزيف، المحتوى كاشف، والصورة فاضحة، وجولدا تتجرع الهزيمة مع حبوب السرطان.

جد نشكر لكم حسن تعاونكم..

‏Golda ليس فيلما دعائيا لإسرائيل، ولا يمجد جيش الاحتلال، ولا يغير من حقيقة الكارثة التى حلت بإسرائيل يوم كيبور..

دعك من تضخيم «الثغرة»، بعض من مساحيق التجميل على وجه جولدا المتغضن، جولدا تعترف بالعجز والهزيمة، تزعق السادات قادم إلى القدس، تخشى أن تعرض كأسيرة فى القاهرة..

شاهدوا الفيلم جيدا، وبلغته، الترجمة لا تفى بالغرض، مشهد جولدا وهى مرمية كجثة هامدة على الأرض وحيدة باردة الأطراف ودموعها جامدة فى عينيها من قسوة الهزيمة، رهيب والله رهيب.

العبور العظيم يوم كيبور كان زلزالا مدمرا لم تبرأ منه إسرائيل حتى ساعته وتاريخه، فيلم Golda يقوض أسطورة موشيه ديان، يرسمه على حقيقته، مغرورا ثم مذهولا، فمهزوما، خرج من اجتماع جولدا يجر أذيال الخيبة، ويتدارى وراء عصابة عينيه السوداء، حتى شارون، مشهد اغتصاب قطعة من كيكة جولدا خفية، يشى بحقارة هذه الشخصية التى كرهها حتى الإسرائيليون.

شاهدوا ‏Golda لتعرفوا عظمة أكتوبر التى أذلت سيدة إسرائيل الحديدية وأعناق قادتها التاريخيين، لولا نفرة اليهودى هنرى كيسنجر لنجدة جدته جولدا لكان للتاريخ وجه آخر غير وجه جولدا الكريه.

    كلمات البحث
  • جولدا
  • فيلم
  • رئيسة
  • وزراء
  • إسرائيل

أخبار الساعة