علق الكاتب الصحفى والباحث فى العاقات الدولية، توفيق قويدر شيشى على اعتراف الدول الغربية بفلسطين، بأنه هو محاولة للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للاعتراف بحل الدولتين التى يرفض الاعتراف به حتى الآن، وهذا يعتبر انتصارًا سياسيًا وقانونيًا ودبلوماسيًا للدولة الفلسطينية، فسياسيًا يعنى هذا الاعتراف دولة ذات حقوق كاملة، وفى الأمم المتحدة ستتحول من دول مراقب إلى دولة عضو كامل لها كامل الحقوق فى الجمعية العامة ومجلس الأمن ويحق لها أن تدافع عن حقوقها وحقوق شعبها، وسيسهل ذلك لها الانضمام إلى بقية الهيئات الأممية المختلفة على غرار المنظمات الحقوقية واليونسكو للحفاظ على التراث الفلسطينى الذى تم سحقه، كما يقول قويدر إن ذلك سيمكنها أيضا من الترافع عن حقوق مواطنيها أمام المحكمة الجنائية وغيرها من المؤسسات.
بصيغة أخرى كما يقول قويدر ستكون دولة غير مشروطة ستكون لها عملاتها الخاصة ومعاملاتها الاقتصادية الخاصة بعيدًا عن الجانب الإسرائيلى، وقانونيًا يقول قويدر إن ذلك سيسهل على القيادة الفلسطينية أبسط الأشياء وهى التنقل دون قيود ودون منع من الجانب الإسرائيلى، وأهم نقطة هو أن يكون لها جيش وحدود وهو ما تم الاتفاق عليه بين ماكرون وولى العهد محمد بن سلمان، بالإضافة للجانب المصرى الذى يعرف الجانب الفلسطينى وتفاصيل الاتفاقات جيدًا.
وبسؤاله عما يمكن أن يحدث بعد هذا القرار قال «قويدر»: ربما يأتى بعد ذلك الدور على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 مع أن عملية قياس الأرض بالمتر ستكون صعبة، لكن سيتطلب ذلك إرادة دولية وأوروبية قادرة على فرض ذلك على إسرائيل، لكن فى الأغلب كما يتوقع قويدر سيصطدمون بالرفض الإسرائيلى، بالإضافة الى انقسامات البيت الأوروبى ذاته، فعلى سبيل المثال رئيسة الوزراء الإيطالية قالت إنها لن تعترف بدولة فلسطين، حتى تكون هناك دولة فلسطينية وربما مثل هذه المواقف ستبطئ من الخطوات التى يمكن اتخاذها بعد ذلك.
وأضاف «قويدر» أن هذه الصعوبة ربما قد تتلاشى بسقوط حكومة نتنياهو وربما بمزيد من المساعدات المصرية التى تعرف التفاصيل الدقيقة عن غزة وفلسطين، وكذلك السعودية وربما فكرة وجود جيش عربى قوى موحد مؤقتًا يساعد على خطوات إقامة الدولتين، وتحقيق الأمن للفلسطينيين، لكن حتى الآن لا توجد آليات محددة لتنفيذ حل الدولتين مع الرفض الأمريكى كذلك الاعتراف بدولة فلسطينية.


ومن كندا قال الدكتور شريف سبعاوى، عضو برلمان أونتاريو ونائب وزير العمل والهجرة والتنمية البشرية، إن العالم والناس فى كندا بدأوا يدركون أن حكومة نتنياهو يستهدفون الفلسطينيين ويصعبون حياة المدنيين لإجبارهم على الهجرة طواعية، وحتى عندما تم الحديث عن أن الحكومة الكندية من الممكن أن تقبل فلسطينيين، تم رفض الفكرة لكن الإعلام اليهودى بدأ يتحدث عن فكرة أن ذلك سيتسبب فى عدم توازن فى الديموغرافية الكندية، وهو ما سيؤدى الى تراجع الدعم اليهودى فى كندا.
لذا من وجهة نظر «سبعاوى» أن هذه الخطوة انتصار كبير لأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، فانتزاع هذا الاعتراف خطوة أولى وسنرى بعد ذلك ما يمكن أن يحدث، فأنا أرى أنه الخطوة الأولى فى سبيل حل الدولتين وليس مجرد اعتراف، بل له نتائج سياسية ودبلوماسية واضحة جدًا، فاليهود أنفسهم نجحوا فى أن يقيموا دولتهم فى فلسطين خطوة بخطوة. وأضاف أن الجميع ينتظر الآن الرد الأمريكى، هل ستفرض عقوبات على الدول التى ستعترف بفلسطين أم ستتخذ إجراء آخر.
وهنا من وجهة نظر «سبعاوى» يجب أن يضع العرب لأنفسهم وللفلسطينيين سياسة للاستفادة من تلك الخطوة، فالسلطة الفلسطينية لن تتولى عملية التفاوض وحدها، بل من إرادة دولية، فكلما زادت أعداد الدول التى تعترف بفلسطين سيكون ذلك ورقة ضغط لإقامة دولة فلسطينية.