رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

خبير في الشؤون الدولية يكشف دلالة اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية


26-9-2025 | 17:13

الدكتور فؤاد عبدالرازق.. الباحث فى الشئون البريطانية

طباعة
كتبت - يمنى الحديدي:

الآن وبعد أكثر من مائة عام تحاول بريطانيا تكفير ذنبها وتصحيح ما أفسده بلفور بتصريح رئيس الوزراء الحالى كير ستارمر، واختار ستارمر منصة «إكس» لنشر مقطع فيديو مسجل يعلن فيه اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، وقال فى كلمته إن هذا الاعتراف يفتح باب الأمل مرة أخرى أمام حل الدولتين، وأكد أنه سيفرض مزيدًا من العقوبات على أفراد ينتمون لحماس، وهذا على عكس ما يعتقد البعض أن هذه الخطوة جائزة لحماس على ما فعلته فى السابع من أكتوبر.

وبهذا تنضم بريطانيا لنادى الدول التى تعترف بفلسطين والذى يبلغ عددها حوالى 150 دولة، ولكنها من القلائل فى أوروبا التى تعترف بفلسطين، كانت قد سبقتها فرنسا، حيث قال الرئيس الفرنسى ماكرون إن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطينية.

وكانت كندا أيضًا قد سبقت المملكة المتحدة فى الاعتراف بدولة فلسطين، وقال رئيس الوزراء مارك كارنى إن كندا تفعل ذلك فى إطار جهد دولى منسق للحفاظ على إمكانية حل الدولتين، كما اعترفت أستراليا أيضًا بدولة فلسطين، وفى هذا الإطار قال رئيس الوزراء أنتونى ألبانيز إنه تأكد من أن السلطة الفلسطينية ستستمر بالاعتراف بدولة إسرائيل، وانضمت البرتغال إلى الركب فى أول الأسبوع، لكن ربما لن تكون الأخيرة، حيث تدرس نيوزلندا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وربما يتم الإعلان عن ذلك القرار الأسبوع المقبل.

الدكتور فؤاد عبدالرازق الباحث فى الشئون البريطانية من لندن أكد لـ«المصور»، أن هذا القرار لا يتعدى كونه قرارًا أخلاقيا ورمزيًا، ولكن الخطوة القادمة هى التى ستفرق، ولكنه يعد اعترافًا أخلاقيًا من بريطانيا من وعد بلفور إلى وعد ستارمر فكما كانت هى المسئولة عن احتلال فلسطين يحاول ستارمر الآن تصليح الموقف.

وأشار إلى أن هذا القرار سيستغرق وقتًا حتى يكون هناك آلية للاستفادة منه ويجب أن تسأل الدول عن الخطط القادمة لتفعيل هذا الاعتراف، فمثلاً فرنسا أعلنت أنها لن تفتح سفارة فى فلسطين حتى يتم الإفراج عن الرهائن، أما بقية الدول فلم تعلن موقفها بعد، أما عن من سيكون المسئول عن التفاوض من الجانب الفلسطينى فيقول «عبدالرازق» إن حتى هذه النقطة محل خلاف فالسلطة الفلسطينية لا تتمتع بالحضور اللازم، ويزيدها ضعفًا الموقف الإسرائيلى المتعنت الذى لا يرضى بأى نوع من المفاوضات ولا يقبل أساسًا بوجود دولة فلسطينية، ناهيك عن مقاتلى حماس، ولكن جميع الأفكار المطروحة تقضى بأن تسلم حماس السلاح وربما لن يكون هناك لهم أى مكان فى المفاوضات.

لكن العقبة الرئيسية كما يقول عبدالرزاق هو التهديد الإسرائيلى برد غير متوقع على هذه القرارات الأوروبية المشتركة، ويتوقع أن يكون الرد المفاجئ هو ضم الضفة الغربية التى قطعها الاحتلال بالفعل إلى أوصال مثل الجبن السويسرى، وهنا يأتى الدور والموقف الأمريكى هل ستضغط على إسرائيل بالفعل كى تعدل عن هذا القرار وتحاول تهدئة الموقف، أم ستساند إسرائيل فيما تنوى أن تفعله لا سيما أن ترامب حتى الآن لم يعترف بالدولة الفلسطينية ولا حل الدولتين.

وربما يجب على العرب استغلال الموقف الآن كما يقول عبدالرزاق وربما على الدول العربية القوية وعلى رأسها دول الخليج التهديد حتى بالخروج من اتفاقات إبراهام التى وقعوا عليها فى سبيل أن يتم صياغة خارطة طريق لسلام عادل فى المنطقة.

وأشار إلى أن موقف مصر يقوى يومًا بعد يوم، لا سيما أنها تبنت سياسة حل الدولتين منذ اليوم الأول للنزاع وطالبت دول العالم بالوقوف خلفه ونبذ سياسة التهجير التى كانت تتبناها إسرائيل.