«مايسترو بالوراثة».. لقب يطلقه البعض داخل الوسط الموسيقى على الدكتور هشام نبوى الذى ورث ملكة التدوين الموسيقى عن والده عازف آلة الكمان «نبوى إبراهيم» أحد مؤسسى الفرقة الماسية مع المايسترو الراحل أحمد فؤاد حسن.. يبدو أن حياة المايسترو هشام نبوى ينطبق عليها المثل القائل «مَن شابه أباه فما ظلم»، حيث فاجأ والده بعد حصوله على الثانوية العامة بالتحاقه على غير رغبة «أبيه» بمعهد الموسيقى العربية خلال تحينه فرصة سفر أبيه لإحياء إحدى الحفلات إلى الخارج مع المطربة الكبيرة الراحلة وردة.. كما أنه حرص على دراسة آلة الكمان التى برع والده فى العزف عليها من قبل والذى استشاط غضبًا فور علمه مصادفة بأن «نبوى الابن» نجح فى اختبارات القبول بالمعهد..!
تفوق الفتى طوال سنوات دراسته بالمعهد، فكان الأول على دفعته، ما استوجب على الإدارة منحه 15 جنيهًا شهريًا حافزًا لتميزه، إلا أنه يعترف بأن قلة خبرته جعلته يرفض أن يُعين معيدًا بهذا المعهد ليمنحه القدر فرصة جديدة بالتحاقه بفرقة «رضا» ليستكمل معها مسيرة نجاحات والده مايسترو هذه الفرقة العريقة.
«نبوى الابن» يرى أن وصف البعض له بأنه «الوريث الفنى للدكتورة الراحلة رتيبة الحفنى» شرف كبير له لكونه يقود فرقتها ويستكمل مسيرتها بتقديمه لبرنامج الموسيقى العربية، ومؤخرًا كلفته إدارة الأوبرا بأن يتولى مهمة قيادة فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربى خلفًا للمايسترو الدكتور علاء عبدالسلام الذى تولى رئاسة دار الأوبرا ليقدم «نبوى الابن» فى أولى حفلاته مع هذه الفرقة حفلة عن أغانى أفلام السينما المصرية لإسعاد الجمهور السكندرى الذواق باستدعائه ذكرياته معها»..
يُقال إن والدك لعب دورًا مهمًا فى حبك للموسيقى رغم أنه كان رافضًا تعلمك إياها؟!
بالفعل لعب والدى نبوى إبراهيم رحمة الله عليه عازف آلة الكمان الكبير دورًا مهمًا فى تعلقى بالموسيقى بحكم أنه كان خريج معهد فؤاد الأول للموسيقى المسرحية، الذى درس فيه كلٌ من الفنانين أحمد فؤاد حسن وعبدالحليم حافظ وكمال الطويل وعلى إسماعيل، وكان القائمون على التدريس به أساتذة أجانب، ولذلك ستجد أن كل هؤلاء الخريجيون كانوا يعزفون الموسيقى الكلاسيكية على آلات موسيقية غربية، بالإضافة إلى أنه كان من مؤسسى الفرقة الماسية مع المايسترو الراحل أحمد فؤاد حسن، ومن ثم فإننى عايشت منذ صغرى حالة فنية متوهجة داخل بيتنا بشبرا لأنه كان من المصنفين القلائل فى التدوين الموسيقى «تدوين النوت الموسيقية»، التى تعد من أصعب الأمور الفنية داخل الساحة الموسيقية، لأنها ملكة لا ينعم بها كل الموسيقيين إلا قلة منهم، فالمدونون الأكفاء داخل الوطن العربى يُعدون على أصابع اليد الواحدة لأن هذه المهمة تتلخص فى سماع مدون النوت للأغنية فيقوم بتحويلها إلى لغة موسيقية مكتوبة من خلال نوتة موسيقية، فهذه المهارة لا يتمتع بها كل الموسيقيين، لأن المدون الموسيقى يستطيع تحويل الأنغام المسموعة إلى جمل موسيقية مرئية أو مكتوبة من خلال نوتة موسيقية. ورغم أننى قد تشربت موهبة حب العمل بالموسيقى من والدى إلا أنه كان رافضًا أن يمارسها أحد من أبنائه لأنه يراها مهنة صعبة.
بعض المقربين منك يرددون بأن المطربة الكبيرة الراحلة وردة كان لها الفضل فى التحاقك بالدراسة بمعهد الموسيقى العربية؟!
كانت لدى رغبة عارمة فى الالتحاق بالمعهد، لكننى لم أتمكن من التحاقى بالدراسة به بعد حصولى على الشهادة الإعدادية، فأكملت دراستى بالثانوية العامة، وفور نجاحى بها التحقت بمعهد الموسيقى العربية دون أن أُخبر والدى لأنه كان مسافرًا لإحياء حفلة مع الفنانة الكبيرة الراحلة وردة خارج مصر، لذلك أرى أن وردة حققت لى حلم حياتى حيث ذهبت إلى صديقه وكيل المعهد الدكتور سعيد هيكل وأبلغته بأن والدى أرسل له معى السلام والتحية،ورغبتى فى الالتحاق بالمعهد وبعد نجاحى فى اختبارات القبول بالمعهد تقابل الدكتور سعيد مع والدى فى إحدى البروفات قائلًا له مبروك ابنك نجح.
فرد عليه والدى بأننى قد نجحت فى الثانوية، ففوجئ بالدكتور سعيد يخبره بأننى نجحت فى اختبارات القبول بالمعهد.
عاد والدى إلى المنزل غاضبًا لأنه كان لا يرغب فى أن يخوض أحد من أبنائه معاناته داخل الوسط الموسيقى، ولكن هذا الغضب أشعل بداخلى فتيل الحماس واخترت العزف على آلة الكمان؛ حبًا فى والدى ولصوت هذه الآلة، وأخذت أقلده فى كتابة النوت الموسيقية، وعندما تقف أمامى معضلة فى كتابة أى جملة موسيقية كنت ألجأ إليه لكى يساعدنى فى حل لغزها، فكان يرفض أن يمنحنى أى حل قائلًا لى «شغّل دماغك» حتى لا أعتاد على الاستسهال فى التعامل مع أى صعب يقابلنى فى هذه المهنة فحفزنى على البحث والتنقيب عن حلول فنية لما أواجهه من صعاب حرصًا منه على أن تثبت أية معلومة أبحث عنها بذاكرتى، فكان يطلب منى دائمًا الاعتماد على نفسى لكى يكون لى مكانة داخل الوسط الموسيقى وأثبت له بالفعل بأننى سوف أتفوق فى هذه الدراسة، حيث كنت أتقاضى مكافأة تميز شهرية قدرها خمسة عشر جنيها من إدارة هذا المعهد لكونى كنت الأول طوال سنوات الدراسة على دفعتى فى العزف على آلة الكمان.
لماذا رفضت التعيين فى وظيفة معيد بمعهد الموسيقى العربية رغم أنك الأول على دفعتك؟!
اتخذت هذا القرار للأسف بسبب قلة خبرتى بالحياة لأننى علمت حينذاك بأن راتبى الشهرى يقدر بنحو 180 جنيهًا فى عام 1991 إلى جانب أنه لم يكن هناك المستحقات المالية للتميز والتى بدأت تصرف للمعيدين منذ عشر سنوات فقط، بينما كنت قد بدأت العمل كموسيقى فى سوق العمل مع المطربين الكبار أمثال «محمدالحلو وعماد عبدالحليم وشريفة فاضل وعتاب السعودية»، وكنت أتقاضى مائة جنيه يوميًا من عملى مع هؤلاء النجوم.
يبدو أن قصة التحاقك بفرقة «رضا» ينطبق عليها المثل الشعبى القائل «إن فاتك الميرى إتمرغ فى ترابه» فكيف التحقت بالعمل بها؟! وهل ترى عملك بها هو استكمال لمسيرة والدك الفنية؟ وهل توافقنى فى أن أصفك بأنك «مايسترو بالوراثة»؟!
كنا فى زيارة للفنانة فريدة فهمى، حيث روت لنا أن الموسيقار على إسماعيل تُوفى فجأة فتساءل أعضاء الفرقة عن كيفية استمرار عمل الفرقة بعد وفاته فقال أحدهم إن والدى هو الذى كتب بعض نوت هذه الفرقة، فأسندوا إليه قيادة فرقة «رضا» لأن والدى كان الذراع اليمنى للموسيقار الكبير الراحل المايسترو على إسماعيل داخل فرقة «رضا» وفى عملهما خارجها، حيث كان والدى قائد العازفين على آلة الكمان، ولذلك أصبح مايسترو هذه الفرقة خلفًا له، وعندما أنهيت فترة أدائى للخدمة العسكرية طلب منى والدى الالتحاق بأى عمل حكومى فألحقنى بأروكسترا فرقة رضا فى عام 1993 كعازف للكمان وتدرجت حتى أصبحت قائدًا لعازفى آلة الكمان بالفرقة ثم فى عام 2009 أصبحت مايسترو الفرقة، ومنذ خمس سنوات عُينت أستاذًا غير متفرغ بمعهد الفنون الشعبية لتدريس الموسيقى لطلاب هذا المعهد بأكاديمية الفنون. ولا أجد أى نوع من الغضاضة بوصف البعض لى بأننى «مايسترو بالوراثة»، لأن هذا اللقب يحمل دلالة بأننى فنان وموسيقى قد تأصلت على حب الموسيقى على يد والدى أحد رموز التدوين الموسيقى داخل الوطن العربى.
ما الصعوبات التى واجهتك فى بداية توليك قيادة أوركسترا فرقة رضا؟!
كان لا بد من إعادة تدوين النوت الموسيقية الخاصة بالفرقة مرة أخرى، لأن بعضها فُقد والبعض الآخر تهالك بحكم مرور الزمن، وبالتالى واجهت صعوبة فى إعادة كتابتها مرة أخرى مثلما كتبها الموسيقار الراحل على إسماعيل، وقمت بتوثيق هذه النوت بحفظها على جهاز الكمبيوتر، علمًا بأننى لم أعد توزيعها أوركستراليًا، وكل هذه الأعمال قمت بها مجانًا حبًا فى على إسماعيل وفرقة رضا، وقمت بإعادة البروفات للفرقة لكى يحفظوا هذه النوت من خلال العزف بشكل صحيح للحفاظ على تراث هذه الفرقة الموسيقى، وبفضل الله أعدت موسيقى على إسماعيل للحياة مرة أخرى لأننى من عشاقه، كما أننى أحببت دمجه للآلات الأوركسترالية مع الآلات الشرقية، ومن أكثر الأعمال الفنية التى أحبها له موسيقى «خان الخليلى»، واقترحت على الفنان تامر عبدالمنعم رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية أن نقدمها من خلال تصميم استعراض جديد لها، وتم بالفعل ذلك منذ عام مضى وأحب أيضاً موسيقى استعراض «النوبة» حيث يستشعر المتفرج أثناء مشاهدته له بأنه يركب قطارًا، وتظهر مهارة على إسماعيل فى دمجه للآلات النحاسية مع الآلات الموسيقية الشرقية وكأنها وجبة موسيقية خفيفة جدًا مع أنها فنيًا دسمة جدًا تبرز قمة الإبداع الموسيقى للفنان الكبير على إسماعيل الذى يؤلف موسيقاه بنوع من الاستلهام لأن الراحل محمود رضا كان يعطيه تصميم كل رقصة، فيقوم على إسماعيل بتأليف الموسيقى عليها، وهذا الأمر فى قمة الصعوبة لأنه من المتعارف عليه أن يتم تأليف الموسيقى الأول ثم يأتى بعد ذلك تصميم الاستعراض عليها، لكن على إسماعيل كان يمتلك أدواته الموسيقية التى أهلته من تقديم كل هذه الإبداعات والنجاحات الفنية مع فرقة رضا، وقد تعلمت منه الكثير عن بعد لأننى لم أعاصره، ولكننى عندما بدأت فى تولى قيادة الأوركسترا وأعدت كتابة النوت الموسيقية التى كتبها بنفسه، شعرت وكأننى أطلع عليها كان يجول داخل دماغه، لأننى لمست كيف كان هذا الرجل العظيم يفكر فى صياغة مؤلفاته الموسيقية بكل هذا الإتقان والحرفية.
لماذا تقلص عدد عازفى أوركسترا فرقة رضا فى عهدك؟
عندما توليت مسئولية قيادتها كان عدد العازفين بها أكثر من سبعين عازفًا، ولكننا فوجئنا مع إلغاء نظام الأجر نظير عمل داخل الفرقة بأنه تم الاستغناء عن العمالة المؤقتة التى تمثل نصف أعضاء هذه الأوركسترا، ومن ثم أصبح عدد الفرقة الآن يتجاوز أربعين عضوًا ما بين موسيقيين وكورال، وبالرغم من ذلك نعد أقوى أوركسترا فى قطاع الفنون الشعبية، ولكننى فى الوقت نفسه أتمنى توفير الدعم المادى من خلال إيجاد عقود عمل للاستعانة ببعض العازفين فى آلات النفخ مثل البيكولو والكلارينت والآلات النحاسية مثل ترومبيت والترومبون والكورنو، ولذلك أستعين ببعض العازفين من الخارج بنظام الاستعانة على قوة عرض، ويتقاضى العازف مبلغًا زهيدًا جدًا فى الحفلة الواحدة يبلغ مائتى جنيه يتقاضاها بعد خصم الضرائب 165 جنيهًا.
وكذلك هو الحال بالنسبة لبدل السفر الذى نتقاضاه عندما نحيى حفلات على مسرح عبدالوهاب بالإسكندرية، حيث يحصل كلٌ منا على هذا المبلغ الزهيد نفسه بعد خصم الضرائب منه، والذى من المفترض أن يشتمل على نفقاتنا فى توفير مكان للإقامة ومصاريف للأكل والشرب.
البعض يرى أن فرقة «رضا» لا بد أن تخرج من عباءة مؤسسها الراحل الفنان الكبير محمود رضا بتقديمها رقصات جديدة، خاصة أن هناك أزمة ما بينها وبين ورثة محمود رضا الذين يماطلون فى الموافقة للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية بشرائه حق انتفاعه ببعض الاستعراضات؟!
رغم أننى أنادى بضرورة إجراء عملية الإحلال والتجديد للفرقة والتى تشمل الموسيقيين والراقصين معًا بإتاحة الفرصة للاستعانة بعناصر فنية جديدة ندعم بها الفرقة إلا أننى فى الوقت نفسه ضد تقديم برامج أو رقصات جديدة لفرقة رضا لأننا لو قمنا بتقديم «الريبرتوار» الذى ألفه الموسيقار الكبير على إسماعيل للفرقة لمدة ثلاثين عامًا فإنه لن ينفد، والسبب وراء رفضى لتقديم رقصات جديدة ينبثق من واقع مهمتنا الرئيسية ألا وهى الحفاظ على التراث وقد أنقذت أجولة من النوت الموسيقية المدونة بخط يد على إسماعيل، لدرجة أن وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو كان يتفقد سير العمل داخل مسرح البالون وشاهد بمكتبى أثناء تجوله هذه الأجولة المحفوظ فيها هذه النوت فسألنى فأجبته بأن كل هذه النوت هى أعمال على إسماعيل، ولذلك أتمنى أن يقام لموسيقارنا الراحل على إسماعيل متحف داخل حرم مسرح البالون، وكم أتمنى أن نقيم له حفلًا بعنوان «ليلة فنية فى حب الموسيقار على إسماعيل وهى عبارة عن حفل موسيقى نقدم من خلاله موسيقاه فقط دون أى استعراضات مصاحبة لها ونحييها فى ذكراه سنويًا بعيدًا عن الرقصات احتفاءً بهذا الرجل العظيم الذى وهب لفرقة رضا فنه وكل حياته.
أما فيما يخص مشكلة حق انتفاع فرقة رضا بالاستعراضات التى صممها الفنان الراحل محمود رضا فهى لم تعد ملكًا لفرقة رضا وفقًا لقانون الملكية الفكرية الذى ينص على أنه لا يجوز لأحد أن يشترى حق استغلاله لأى عمل فنى طوال الحياة، ولذلك يقوم البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية بشراء حق انتفاع فرقة رضا لمجموعة من الرقصات التى صممها الراحل محمود رضا كل فترة فى مقابل أن يتقاضى الورثة عن كل استعراض مبلغ خمسة آلاف جنيه، وبناء على ذلك يتم شراء مجموعة من هذه الرقصات كل خمس أو عشر سنوات ويبلغ عدد هذه الرقصات حوالى خمسة وعشرين رقصة علمًا بأننى قد اقترحت على إحدى وزيرات الثقافة أن تقنع محمود رضا قبل وفاته بالتنازل لفرقة رضا عن كل أعماله الفنية التى تخصها، حتى لا يحدث صدام فيما بعد بين الفرقة والورثة، إلا أن المسئولين لم يستجيبوا لمطلبى، لذا تواجه الفرقة الآن مشكلة فى عدم موافقة الورثة على انتفاع الفرقة بهذه الرقصات رغم أن البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية عرض زيادة المبلغ المخصص لشراء حق انتفاعه بكل رقصة ليصل إلى ستة آلاف بدلًا من خمسة آلاف جنيه ومازلنا فى انتظار موافقة الورثة.
أيهما أصعب قيادتك لأوركسترا فرقة رضا أم حفلاتك الغنائية فى الأوبرا ؟!
العمل فى الفنون الشعبية لا يعتمد على التدوين الموسيقى فقط ولكنه قائم على إيجاد نوع من التواصل ما بين المايسترو وأعضاء الأوركسترا الموسيقيين من آلات شرقية وغربية وكورال وحركة الراقصين على خشبة المسرح لأنه مسئول عن ضبط أداء وسرعة عزف الموسيقيين والكورال وحركة الراقصين أنفسهم، فتلك المسئولية تكمن فى إيجاد حالة من التوافق والتناغم ما بين كل هذه العناصر الفنية التى يعمل معها هذا المايسترو فى آن واحد فمهمة المايسترو هى التنسيق ما بين ما يعزفه الموسيقيين وأداء الراقصين على المسرح لأنه لو تأخر العزف ثانية فهذا يؤدى لحدوث خلل فى أداء الراقصين، ولذلك يعد عملى كمايسترو مع فرقة رضا أصعب بكثير جدًا من قيادتى لحفل غنائى ضمن حفلات الموسيقى العربية.
البعض يلقبك بأنك الوريث الفنى للدكتورة الراحلة رتيبة الحفنى بسبب قيادتك لفرقة الحفنى ولكونك قدمت خلفًا لها برنامج الموسيقى العربية بالتليفزيون المصرى؟
هذا اللقب بمثابة شرف كبير لى خاصة عندما يشبهنى هذا البعض بأننى الوريث الفنى لفنانة كبيرة مثل الدكتورة الراحلة رتيبة الحفنى التى تربطنى بها عشرة عمر طيبة حيث بدأت أتعامل معها منذ أن كانت عميدة معهد الموسيقى العربية أثناء دراستى به وعملت معها فى مجموعة الحفنى بعد أن تخرجت كعازف لآلة الكمان وسافرت معها إلى عمان وسوريا وأتذكر لها موقفا إنسانيا أثناء اشتراكنا فى حفل هناك لأن عازف الإيقاع على آلة الرق قد شعر بألم شديد جدًا فى ظهره وتحامل على نفسه وقام بالعزف فى الفصل الأول من الحفل، إلا أن الدكتورة رتيبة الحفنى أصرت على ألا يكمل الحفل واستعانت بعازف آخر نتيجة تأثرها بألمه واصطحبته بنفسها للمستشفى بسوريا لكى تطمئن على حالته الصحية، وعندما تُوفيت تولت ابنتها إدارة هذه الفرقة التى كانت عبارة عن تخت شرقى نعزف من خلاله أغانى أم كلثوم والتراث، ولكننا فوجئنا باشتراكنا فى حفلة كبيرة فى أوبرا مسقط بعنوان ليلة أم كلثوم مع المطربة المغربية أسماء المنور والمطربة السورية شهد برمدا، وكلفت من السيدة علا ابنة الدكتورة رتيبة الحفنى بقيادة الفرقة بعد أن انضم إليها مجموعة من العازفين لأن هذه الحفلة كانت تستلزم مشاركتنا فيها من خلال فرقة موسيقية كبيرة ونجحت وتم استضافتنا مرة أخرى هناك مع المطربة مى فاروق وبدأنا نشترك فى مهرجان الموسيقى العربية بالأوبرا والذى أنشأته الدكتورة رتيبة الحفنى بهذه الفرقة وأقمنا حفلات مع كبار المطربين أمثال محمدالحلو وفؤاد زبادى ومدحت صالح ومروة ناجى وعاصى الحلانى وغيرهم بجانب مطربى الأوبرا.
أما فيما يخص برنامج الموسيقى العربية فقد كانت تتناوله بأسلوب يتماشى مع طبيعة الفترة التى كانت تقدمه فيها، ولكننى حاولت أن أقدم من خلاله موضوعات وشخصيات مختلفة.
مَن صاحب فكرة إقامة حفلة يوم الخميس داخل أوبرا إسكندرية لأغانى أفلام السينما المصرية؟! وهل ليس بها نوع من التكرار؟!
بالمناسبة هذه الحفلة هى أولى حفلاتى مع فرقة أوبرا إسكندرية للموسيقى والغناء العربى بعد أن تم تكليفى من المايسترو الكبير الدكتور علاء عبدالسلام رئيس دار الأوبرا بأن أتولى إدارة هذه الفرقة فنيًا، ولكن قد سبق لى تقديم عدة حفلات بأوبرا إسكندرية ودمنهور مع فرقة الحفنى فى مهرجان الموسيقى العربية بمصاحبة الفنان الكبير محمدالحلو والمطرب المغربى فؤاد زبادى، ولمست بنفسى أن جمهور إسكندرية ذواق للفن الجيد.
على حد علمى أن هذه هى المرة الأولى التى نقدم فيها هذه الحفلة، حيث إننى اقترحت فكرة إقامتها على إدارة الموسيقى الشرقية برئاسة المهندسة الفاضلة الدؤوبة أمانى السعيد رئيس الإدارة المركزية للموسيقى الشرقية، فرحبت بها وبدأت أستمع لاقتراحات زملائى من صوليستات الفرقة لكى نختار الأغانى التى سنقدمها فى هذا الحفل لجمهور السميعة بالإسكندرية، وقد سبق أن قدمت الأوبرا حفلات عن تترات المسلسلات وليالى بليغ والموجى والعندليب، ولكن أغانى الأفلام قدمت كموسيقى فقط بتوزيع أوركسترالى غربى من خلال تقديمها لمؤلفات فؤاد الظاهرى وأندريه رايدر وعلى إسماعيل وسبب اقتراحى لهذه الفكرة كان بدافع التجديد وحرصت أن تشتمل على مجموعة متنوعة من أغانى الأفلام لكبار مطربى الزمن الجميل أمثال عبدالوهاب وحليم وفريدالأطرش وكارم محمود ومحمد قنديل ومحمد فوزى وأم كلثوم وصباح وشادية ووردة وتعتمد فكرتى فى إقامة هذا الحفل على أن أقدم للجمهور السكندرى الرائع عدة مدارس موسيقية وغنائية متباينة لعدة ملحنين أمثال منير مراد وكمال الطويل والموجى وعبدالعظيم عبدالحق بهدف استدعاء هذا الجمهور الراقى ذكرياته الجميلة مع هذه الأغانى وتلك الأفلام، كما أننى أفكر أن أقدم فى الحفلات القادمة مع فرقة أوبرا إسكندرية فقرة بعنوان «الجمهور يغنى»، بحيث أتيح للجمهور فرصة المشاركة بالغناء فى هذه الحفلات، لكى أحدث نوعًا من التفاعل الإيجابى بين جمهورنا الحبيب ونجوم فرقتنا.
كما أنه من المقرر أن أحيى حفلتين فى مهرجان الموسيقى العربية خلال الدورة الـ«33» هذا العام مع فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربى بمصاحبة النجم المغربى فؤاد زبادى وفى أوبرا دمنهور مع نجوم الغناء بالأوبرا .