«نحو وعى رشيد وفكر وسطى مستنير يبنى الإنسان ويحمى الأوطان».. شعار يعكس رؤية شاملة لبناء مجتمع قوى ومتماسك، وانطلاقًا من ذلك أطلقت وزارة الأوقاف المبادرة الوطنية «صحح مفاهيمك»، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، وبمشاركة واسعة من الوزراء والقيادات الدينية والتنفيذية، وعدد من الشخصيات الوطنية، وذلك بالتزامن مع انطلاق فعاليات المبادرة فى مختلف محافظات الجمهورية.
«صحح مفاهيمك»، مبادرة تهدف إلى تعزيز القيم الإيجابية و معالجة الظواهر السلبية فى المجتمع، حيث تؤمن القيادة السياسية بأن بناء الإنسان وحماية الأوطان هدفان مترابطان، لا يمكن تحقيق أحدهما دون الآخر.
فى خطوة منهجية غير مسبوقة تأتى المبادرة لتصحيح مجموعة واسعة من المفاهيم والسلوكيات السلبية التى تمس حياة الناس اليومية، وتؤثر على منظومة القيم الأخلاقية والدينية فى المجتمع، وذلك من خلال خطة توعية وطنية شاملة تمتد لعام كامل.
الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، أوضح أن «المبادرة تنطلق فى إطار رؤية الدولة لبناء الإنسان المصرى، وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفى إطار برنامج عمل الحكومة، وفى إطار عمل المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، وتهدف إلى تعزيز القيم الإيجابية ومعالجة الظواهر السلبية فى المجتمع»، كاشفًا أن «الوزارة أعدت غرفة عمليات قامت بالتنسيق مع كافة الوزارات والهيئات لمتابعة المبادرة ورصد السلوكيات السلبية ووضع خطة متكاملة لمعالجتها، وتشمل المبادرة المساجد والمدارس والجامعات وقصور الثقافة، لتغطية محافظات الجمهورية تحت إشراف المحافظين».
تتناول المبادرة أكثر من 40 موضوع قضية مركزية حياتية وسلوكية وفكرية اُختيرت بعناية شديدة، لتغطى جوانب متعددة من الواقع المصرى، تتنوع ما بين قضايا اجتماعية وإنسانية وسلوكيات حياتية خاطئة، ومفاهيم دينية تحتاج إلى تصويب وإعادة بناء، فلا تتوقف المبادرة عند مواجهة مظاهر التطرف، بل تمتد إلى ملفات حيوية تمس حياة الناس مباشرة، وتشمل: «الغش فى الامتحانات، مخالفة إشارات المرور، عدم احترام كبار السن، رشق القطارات، تعذيب حيوانات الشارع، استخدام الهاتف أثناء القيادة، التدخين والسجائر الإلكترونية، تعاطى المخدرات، العنف ضد الأطفال، التوعية بخطورة ظاهرة أطفال الشوارع، الانتحار بحبوب الغلة، إدمان الأطفال على السوشيال ميديا، التنمر، والعنف ضد الأطفال وذوى الهمم، التعامل غير اللائق مع السياح، التعدى على الجار، الرشوة، الانتحار، التعصب الكروى، التفكك الأسرى، وتخريب الممتلكات العامة، إدمان السوشيال ميديا، التوعية بخطورة العنف المدرسى، الإسراف فى استهلاك المياه، التحرش بجميع أنواعه».
كما تشمل المبادرة أيضًا محورًا دينيًا لتصحيح المفاهيم المغلوطة المرتبطة بالتطرف، حول الجهاد، والتنزيل الخاطئ للآيات، وشرعنة العنف والفحش، والولاء والبراء، والإلحاد، التشكيك فى قيمة الوطن والادعاء أن الوطن حفنة تراب، ونشر روح الإحباط والتشاؤم.
«الأزهرى»، أكد أنه سوف تُطرح هذه الموضوعات من خلال «خطة مدروسة» تعتمد على المعالجة العلمية الهادئة، واللغة البصرية والإعلامية الحديثة، لتكون المبادرة مشروعًا وطنيًا لبناء وعى جديد، يُعيد الثقة فى القيم، ويزرع الأمل فى النفوس، مضيفًا أن «الهدف من المبادرة هو الانطلاق لبناء الإنسان المصرى القوى، فالإنسان المصرى أقوى من المخدرات والإدمان وأقوى من الفشل والإحباط، فهو المتدين تدينًا يصنع الحضارة واسع الأفق والمحب للعلم والإبداع، وهو الإنسان الوطنى المعتدل الوفى لوطنه».
وتحظى المبادرة بدعم جميع مؤسسات الدولة، وهو ما أكد عليه الفريق المهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، خلال كلمته فى التدشين الشعبى لمبادرة «صحح مفاهيمك»، مؤكدًا أن «المبادرةتمثل نواة فكرية موحدة تحت راية واحدة، ووزارة النقل تشارك فى المبادرة باعتبارها ركنًا أساسيًا فى منظومة الوعى الوطنى».
الدكتور أسامة فخرى الجندى، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم، أكد أن المبادرة تأتى فى إطار جهود الدولة فى بناء الإنسان المصرى وانطلاقًا من الدور الوطنى المشترك بين مؤسسات الدولة، وفى إطار عمل المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، وتأتى ضمن جهود وزارة الأوقاف المستمرة فى بناء الإنسان وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وبما يعزز قيم التعاون والمحبة والانضباط، ومعالجة الظواهر السلبية فى المجتمع.
«الجندى»، أوضح لـ«المصور» أن «وزارة الأوقاف أعدت غرفة عمليات على مدار شهور متتابعة مع بعض الوزارات والهيئات لرصد أهم الظواهر السلبية داخل المجتمع، وتم وضع خطة متكاملة لمعالجة هذه الظواهر السلبية»، مضيفًا أن «فعاليات المبادرة انطلقت فى مختلف محافظات الجمهورية تزامنًا مع الانطلاق الشعبى للمبادرة هذا الأسبوع، وتهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر الفهم الصحيح للدين بروحه السمحة، وإلى ترسيخ قيم الاعتدال والتعايش، وبناء وعى وطنى مستنير، وأيضًا مواجهة الفكر المتطرف والتحديات السلوكية التى تواجه المجتمع، مثل: المخدرات، والعنف الأسرى، والتنمر، والانتحار، التحرش وغيرها من الظواهر السلبية».
كما أشار إلى أن خطة التنفيذ تعتمد على عدة محاور منها، تنظيم ندوات ومحاضرات وقوافل توعوية، وخطب، وبرامج إعلامية ومحتوى تثقيفى متنوع، بما يضمن وصول الرسالة إلى مختلف شرائح المجتمع فى القرى والمدن والمراكز.
وعن الفئات المستهدفة قال «د.الجندى»: المبادرة تستهدف مختلف فئات المجتمع، ولا سيما الشباب، فى المساجد والمدارس والجامعات وقصور الثقافة، وفى جميع محافظات الجمهورية عبر خطة متكاملة تمتد لعام كامل، تشمل أكثر من 40 قضية وموضوعًا، تتناول القضايا الدينية والاجتماعية والسلوكيات الحياتية الخاطئة، من خلال الندوات والدروس والخطب والمحاضرات.