في مثل هذا اليوم، 19 سبتمبر 1710، رحل عن عالمنا العالم الفلكي والفيزيائي الدنماركي أوول رومر، الذي يُعد أول من وضع تقديرًا علميًا لسرعة الضوء، في إنجاز غير مسبوق غيّر نظرة البشرية إلى الكون.
وُلد رومر في 25 سبتمبر 1644 بمدينة آرهوس، ودرس الفلك في جامعة كوبنهاجن، لاحقًا، دعاه الفلكي الفرنسي جان بيكار إلى باريس ليعمل مساعدًا له، وهناك بدأ رحلته في رصد أقمار كوكب المشتري، وخاصة القمر "أيو"، الذي أصبح مفتاحًا لاكتشافه الأعظم.
في عام 1676، لاحظ رومر أن توقيت خسوفات قمر "أيو" يتغير حسب موقع الأرض من المشتري أثناء دورانهما حول الشمس، استنتج أن هذا التغير ناتج عن الوقت الذي يستغرقه الضوء للوصول إلى الأرض، مما يعني أن الضوء لا ينتقل لحظيًا، بل له سرعة محددة.
باستخدام هذه الملاحظات، قدّر رومر أن سرعة الضوء تبلغ نحو 220,000 كم/ثانية، وهي أقل من القيمة الدقيقة المعروفة اليوم، لكنها كانت أول محاولة علمية ناجحة لقياس سرعة الضوء، وفتحت الباب أمام تطورات لاحقة في الفيزياء الفلكية.
أثره العلمي
- مهد اكتشافه الطريق لظواهر مثل الزيغ الضوئي التي اكتشفها لاحقًا جيمس برادلي.
- ألهم لاحقًا الفيزيائي النمساوي كريستيان دوبلر في صياغة ظاهرة دوبلر.
- ساهم في تطوير أدوات فلكية مثل دائرة الزوال، واستخدمها لتحديد مرور النجوم بدقة.
لم يقتصر إسهامه على الفلك، بل اخترع أول مقياس لدرجة الحرارة والذي ألهم لاحقًا الفيزيائي الألماني فهرنهايت لتطوير المقياس المعروف باسمه اليوم، كما كان أول من أدخل مصابيح إنارة الشوارع في مدينة كوبنهاجن.
توفي أوول رومر في كوبنهاجن عن عمر ناهز 65 عامًا، تاركًا إرثًا علميًا لا يُنسى، واسمًا منقوشًا في تاريخ الفيزياء والفلك، كأول من أثبت أن الضوء يسير بسرعة محدودة، لا نهائية كما كان يُعتقد سابقًا.