رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«شمال سيناء».. عاصمة للثقافة المصرية 2026.. حلم الأدباء يتحقق على أرض الفيروز


20-12-2025 | 11:39

.

طباعة
تقرير: أشرف التعلبى

حسنًا فعلت وزارة الثقافة بإعلانها اختيار محافظة شمال سيناء عاصمة للثقافة المصرية لعام 2026، لتستضيف مدينة العريش فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من مؤتمر أدباء مصر، دورة الأديب الراحل محمد جبريل، والمقرر انعقادها فى الفترة من 26 إلى 29 ديسمبر الجارى. يأتى هذا الاختيار فى إطار جهود الوزارة لتعزيز الحضور الثقافى والفنى فى مختلف محافظات الجمهورية، ودعم الأنشطة التى تنشط الحركة الثقافية فى شمال سيناء، بما يعكس اهتمام الدولة بمدّ جسور الإبداع والثقافة إلى كل ربوع الوطن.

 

يعتبر اختيار شمال سيناء وعاصمتها العريش لهذا الحدث الثقافى الكبير تتويجا لحلم طال انتظاره، ورسالة واضحة للعالم عن قدرة المحافظة على احتضان الفعاليات الكبرى، وإبراز دورها التاريخى والحضارى فى المشهد الثقافى المصرى، مع فتح آفاق جديدة للإبداع وترسيخ قيم التنوير ومواجهة الفكر المتطرف على أرض الفيروز.

وأكد وزير الثقافة أن اختيار مدينة العريش لاستضافة مؤتمر أدباء مصر يُجسد مكانتها التاريخية والحضارية، ودورها فى إثراء المشهد الثقافى المصرى، مشيرًا إلى أن فعاليات عام الثقافة ستمتد إلى مختلف مدن شمال سيناء، من خلال برامج متكاملة تشمل الفنون والآداب والتراث، إلى جانب أنشطة موجهة للشباب والأطفال.

كما أوضح الدكتور هنو أن وزارة الثقافة تحرص على تقديم كامل الدعم لمؤتمر أدباء مصر، ليخرج بصورة تليق بمكانته كإحدى أبرز الفعاليات الفكرية والأدبية فى البلاد، وبما يعكس الدور الريادى للوزارة فى دعم الثقافة وتعزيز الإبداع على مستوى الجمهورية.

وينظم المؤتمر الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، تحت عنوان: «الأدب والدراما.. الخصوصية الثقافية والمستقبل»، ويُعقد برئاسة الشاعر والسيناريست الدكتور مدحت العدل، والأمين العام للمؤتمر الشاعر عزت إبراهيم.

يتضمن المؤتمر ستة محاور رئيسية تشمل جلسات بحثية وحلقات نقاشية متنوعة؛ يستعرض المحور الأول النص الشعرى ومفردات الخصوصية الثقافية، من خلال قراءة تطور الشعر المصرى فصيحًا وعاميًا عبر مراحله المختلفة.

أما المحور الثانى فيضم دراسات حول الرواية وصراع الهويات فى المجتمع المصرى، عبر تحليل كيفية تناول الرواية المصرية لقضايا المجتمع وتنوعاته والقيم الوافدة إليه.

ويضم المحور الثالث أبحاثًا حول تحولات القصة القصيرة المصرية، ويركز على آفاق التجريب وتطور هذا الفن منذ بداياته وحتى أشكاله الجديدة المرتبطة بالوسائط الحديثة.

ويتناول المحور الرابع المعالجات الدرامية للنص الأدبى، من خلال مناقشة العلاقة بين النصوص الأدبية والسينما والدراما والعروض المسرحية والفنون البصرية.

ويبحث المحور الخامس الصناعات الثقافية المصرية والقوى الناعمة، متناولًا دور المؤسسات الثقافية والمجتمع المدنى والمبادرات الفردية فى دعم الإنتاج الثقافى وتعزيز الخصوصية المصرية.

أما المحور السادس والأخير فيتناول حضور الأدب الشعبى فى المشهد الراهن، مسلطًا الضوء على استلهام التراث الشعبى فى الأدب والدراما ودوره فى تعزيز الهوية الوطنية.

يقول الشاعر عزت إبراهيم، الأمين العام لمؤتمر أدباء مصر، إن اختيار مدينة العريش لاستضافة المؤتمر كان حلما راود الجميع، لإيصال رسالة واضحة إلى العالم بأن مصر تنعم بالأمن والسلام، وأن العريش قادرة على استضافة الفعاليات الثقافية الكبرى.

وأضاف أن استضافة العريش للمؤتمر تأتى فى إطار نشر الثقافة داخل المحافظة، بعد النجاح فى القضاء على الإرهاب، واستعادة دور التنوير فى مواجهة الفكر المتطرف الذى حاول التغلغل فى السنوات الماضية.

وأوضح إبراهيم أنه كان يتمنى تأجيل المؤتمر شهرا إضافيا لإتاحة مزيد من الوقت للاستعداد بصورة أفضل، وتنفيذ أحلام عديدة شملت تنظيم ورش ومسابقات وفعاليات جديدة، إلا أنه مع تحديد موعد المؤتمر، يعمل الجميع ليل نهار من أجل إنجاح هذه الدورة، خاصة أنها تُقام على أرض الفيـروز الغالية.

وأشار إلى الانتهاء من المسابقة واختيار الأبحاث، إلى جانب استكمال محور المحافظة المضيفة الخاص بشمال سيناء، والانتهاء تقريبا من المحاور الستة للمؤتمر، كما تم إعداد كتاب الأبحاث، وكتاب المكرمين، وكتاب إبداعات المحافظة المضيفة، وأصبحت جميعها جاهزة، فى ظل سير الأعمال اللوجستية بصورة جيدة للغاية.

وكشف الأمين العام للمؤتمر أن عدد المشاركين سيصل إلى نحو 350 مبدعًا من الكُتاب والشعراء والباحثين مؤكدًا أنه خلال أيام قليلة سيتم الانتهاء من وضع البرنامج الكامل لفعاليات المؤتمر.

موضحا أن الأمانة العامة للمؤتمر اختارت عدداً من الأدباء والشعراء لتكريمهم منهم الشاعر جابر بسيونى والشاعر ياسر خليل، والصحفى أحمد إبراهيم الشريف والشاعرة رشا الفوال، والناقد محمد على عزب، والشاعر إبراهيم حامد، ومن الراحلين اسم د. صابر عبدالدايم.

بينما يضيف ابن سيناء، الشاعر والباحث حسونة فتحى، أنه منذ عام 2009 طالب باختيار مدينة العريش عاصمة للثقافة المصرية، بعد رصده الشخصى للتحولات التى بدأت تطرأ على أطراف المجتمع، والمخاطر التى أخذت تتشكل على الأرض، مؤكدًا أن المشهد كان يستدعى تدخلا ثقافيا جادا لمواجهة الأفكار المتطرفة قبل استفحالها.

ويوضح «فتحى» أن هذه المطالبات استمرت لسنوات، حتى عام 2015 حين طرح خلال مؤتمر أدباء مصر قضية أحوال شمال سيناء والتحولات التى تشهدها، وتم تضمين اختيار العريش ضمن توصيات المؤتمر، باعتباره مطلبًا حيويًا ومستمرًا لمثقفى شمال سيناء، الذين يدركون أهميته منذ عام 2009.

ويؤكد أن اختيار العريش تحقق أخيرا، وستستضيف المدينة جميع الفعاليات والمهرجانات والأنشطة الثقافية على مدار العام، باعتبارها عاصمة الثقافة المصرية، واصفا هذا القرار بأنه إنجاز عظيم طال انتظاره، ومعربا عن أمله فى أن يكون له أثر ملموس وواسع على أرض الواقع.

وفيما يتعلق بعنوان المؤتمر، يطرح «فتحى» تساؤلا مهما حول موقع سيناء بكل مكوناتها فى الدراما المصرية، مشيرا إلى أن سيناء ثرية للغاية بجغرافيتها وتاريخها النضالى والثقافى، وعاداتها وتراثها، فضلا عن مواقعها المقدسة مثل مسار العائلة المقدسة وطريق الحج القديم، مؤكدا أنها مكان عالمى بمعنى الكلمة، وأن عنوان المؤتمر يحمل أهمية خاصة، إذ يضع سيناء فى قلب الضوء الدرامى والثقافى.

ومنذ الإعلان عن اسم المحافظة المستضيفة للمؤتمر، دخل أدباء وشعراء المحافظة فى حالة من الحراك الثقافى النشط، والعمل المتواصل من أجل خروج المؤتمر بصورة تليق بقيمته، وتعظيم الاستفادة منه بما يخدم المحافظة ثقافيا ومجتمعيا.

أخبار الساعة